«يوسف زيدان» يتهم «الحبيب الجفري» بتحريف التاريخ لمجاملة الجيش المصري

السبت 11 فبراير 2017 07:02 ص

اتهم الروائي المصري الدكتور «يوسف زيدان»، الداعية اليمني «علي الجفري»، بتحريف التاريخ في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، واتهمه بمجاملة الجيش المصري بما ليس فيهم.

وفي سلسلة تدوينات لـ«زيدان»، اختار لها عنوان «إظهار التحريف فيما قيل بجلسة التثقيف»، وجه الروائي حديثا للمصريين قائلا: «لا تغتروا بكلامٍ ملقى على عواهن، فأنتم في غنى عن مدحكم بما ليس فيكم».

وقال «زيدان»: إنه «عملاً بقول ابن النفيس: وأما نصرة الحق وإعلاء مناره، وخذلان الباطل وطمس آثاره، فهو ما التزمناه في كل فن، نقول: إن الكلام اللطيف الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، عن مدح النبي لجيش مصر خطأ. فقد توفي النبي ولم يكن لمصر جيش أصلاً، وإنما كانت محتلة بالجيش البيزنطي، ومن قبله الجيش الروماني، وكلا الجيشين لم يكن يُجند المصريين وإنما يستعملهم كعبيد لجنوده وخدّامين لقواده، وخلال مئات السنين، لم يُعرف اسم جندي أو قائد مصري قط».

وأضاف في تدوينة تالية أن «الكلام المُجامل الذي قاله الحبيب الجفري في جلسة التثقيف، وإشارته إلى عظمة بيبرس التي ظهرت في مصر ولم تظهر في بلاده خطأ. لأن بيبرس الذي كان مملوكاً من "أولاد الناس" يعني لا يُعرف له أبٌ، جُلب إلى مصر طفلاً، و لم يكن بمقدوره إظهار أي شيء في طفولته. والذي ظهر منه في مصر، لم يكن فيه عظمة بأي معنى من المعاني، فقد شارك في موقعة عين جالوت للحفاظ على سلطة المماليك و حُكمهم لمصر، وفور انتهاء الموقعة تآمر على صاحبه قطز و قتله غدراً و حكم البلاد بدلاً منه، عملاً بالقاعدة المملوكية الحقيرة : الحُكم لمن غلب.. ولو بالغدر! فأين هذه العظمة الموهومة»، بحسب قوله..

وأوضح زيدان في تدوينة ثالثة: «سها الأخُ الفاضلُ الحبيب الجفري، فأخطأ، حين أراد تمجيد جيشنا بما هو في غنى عنه من المجاملات، فقال وهو واثقٌ مما يقول، إن جيش جلال شاه الذي عجز عن صدّ المغول، كان عشرة أضعاف الجيش المصري الذي انتصر على المغول، والتاريخ لم يعرف شخصاً اسمه جلال شاه، و إنما المقصود هو "جلال الدين منكبرتي" ابن السلطان المسلم محمد خوارزمشاه الذي شاكس جنكيزخان و استفزه، طمعاً مملكته الواسعة.. وقد استطاع جلال الدين منكبرتي في بداية الحروب مع المغول، تحقيق الانتصارات عليهم، فلما جاء إليه جنكيزخان بالإمدادات المهولة، خانه بعض قواده وانشق عنه بجزء كبير من الجيش، فانهزم، ولم يكن لهذه الهزيمة أي علاقة بكون جيشه مصري أو خوارزمي!».

واستطرد قائلا: «فكل الجيوش قد تنهزم وقد تنتصر، بحسب ما تضعه من خطط، وما تملكه من عتاد وسلاح وقيادة. وقد انهزم الجيش المصري أمام جيش (إسرائيل) مرات، وانتصر مرة حين استطاع عبور خط بارليف، وكان في هاتيك المرّات وتلك المرّة مصري».

وتابع «زيدان»: «لحرصه على مجاملة سامعيه ومغازلة مشاعرهم، تحدث الحبيب الجفري عن مآثر الجيش المصري وانتصاره علي المغول (التتار) في عين جالوت، فذكر الأوهام المشهورة التي صوابها باختصار ما يلي، وهو ما يُحجب دوما عن أذهان معاصرينا: الجيش الذي حارب في عين جالوت كان مملوكياً و قواده غير مصريين، والذي انهزم في عين جالوت هو مؤخرة الجيش المغولي، وفي غياب قائده هولاكو خان. وتعداد المغول الذين كانوا في عين جالوت كان ثمانية عشر ألفاً، بينما الذين اجتاحوا بغداد قبلها بعامين كانوا مائة وعشرين ألفاً»، بحسب قوله.

وواصل: «والذي انتصر على هولاكو خان، فعلاً، كان ابن عمه بركة خان زعيم القبيلة الذهبية المغولية.. ومعرفة حقائق الوقائع التي جرت في حروب المغول والمسلمين، لا تكون بمشاهدة الفيلم السينمائي الدعائي "وا إسلاماه" وإنما بالرجوع إلى المصادر التاريخية المعتمدة، ومنها مثلاً كتاب الدكتور سيد الباز العريني: المغول».

واستطرد «زيدان» كلامه: «اختتم الأخُ الحبيبُ الجفريُّ تثقيفه للسامعين، ومعظمهم من العسكريين، ختاماً مؤثراً ينكئ جراح القلوب، فقال مغازلاً ما ملخّصه إن بلده اليمن ضاعت مؤخراً وتضيع اليوم، بسبب تعدُّد الولاءات في جيشها. وجعل نجاة مصر من المصير اليمني، مرتبطة فقط بعدم تعدُّد ولاءات و أهواء أفراد جيشها ،و نحن نحمد الله ، طبعاً ، على أن لجيشنا ولاءٌ واحد. ولكن، أكان ذلك حقاً هو السبب في بلاء اليمن ونجاة مصر، لا يا أخي الحبيب الجفري. فجيش ليبيا لم يكن متعدّد الولاءات، و حالها اليوم لا يفترق كثيراً في بؤسه عن اليمن. البلاءُ جاء لليمن ولغيرها من بلاد العرب  بسبب هجمة المجرمين الذين يسميهم الإعلام العاهر بالجماعات الإسلامية المسلحة، و لا يصرّح باسم الذين يسلحونها».

وتابع: «البلاءُ جاء بسبب استبداد حاكم حيوان اسمه علي عبد الله طالح تقاعس مثقفو اليمن عن معارضته مثلما فعل المثقفون المصريون مع حكامهم، فاكتووا بنيران الاعتقال و الاغتيال والمطاردة طيلة ستين سنة البلاءُ جاء لليمن لأن الصفوة من أهلها، أمثال الحبيب الجفري، تركوها وساحوا في البلاد، بينما نحن المصريين بقينا نواجه ضراوة الحكام و شراسة المجرمين الذين يسمونهم إعلامياً الإسلاميين. فلما ارتجت البلاد استعادت توازنها بسرعة بسبب نضج عقلها الجمعي نسبياً، فنجت، وكان نضج عقلها الجمعي بفضل جهود الصفوة من مثقفيها وعلمائها و مواطنيها المخلصين. البلاءُ جاء لأن المملكة عالجت الطاغية الأخرق "طالح" وأعادته إلى اليمن ليثير الفتن، بينما رفض المصريون بمن فيهم (المتنّح، المتنحي) اللجوء إلى المملكة»، بحسب قوله.

وختم «زيدان»، حديثه برسالة للمصريين، قائلا: «وأخيراً، يا أفراد الجيش المصري العظيم، لا تغتروا بكلامٍ ملقى على عواهن، فأنتم في غنى عن مدحكم بما ليس فيكم».

وكان «الجفري»، أشاد خلال الندوة التثقيفية الخميس الماضي، بالقوات المسلحة المصرية، قائلاً: «الجيش المصري من أعظم جيوش العالم بسبب عقيدته وولائه لوطنه».

وأضاف «الجفري»: «أنتم في مصر لا تدركون نعمة أن تعيشوا في ظل جيش ولائه واحد.. أنا أعيش في دولة دمرت بمشاركة من جيشها الذي انقسم على نفسه».

وتابع الجفري: «الجيش المصري مسالم لا يعتدي ولكنه أسد يهز العالم زئيره إذا فكر أحد أن يعتدي على بلاده»، متابعًا: «قال لي أحد شيوخي ياولدي إذا عملت في الحق ووجدت مغرضين فتأكد من إخلاصك».

وخاطب رجال القوات المسلحة والشرطة قائلاً: «علامات أخلاصك هو نكران البعض لجهودك ولابد أن تستمر وتصر على عملك»، مختتمًا كلمته داعياً لمصر وشعبها وجيشها.

كما تبدو مشاركة «الجفري» في ما يُعرف بـ«الندوات التثقيفية» للجيش المصري، مثيرة للجدل، لأنها في حقيقة الأمر «ندوات تغييبية» لعقول هؤلاء الجنود، ومحاولة لإقناعهم بالمشاركة في جرائم قادتهم ضد الشعب المصري، في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري؛ والتي أقعت الالاف من القتلى والجرحى في صفوف شباب ورجال ونساء كانوا فقد يطمحون في الحرية والعيش الكريم.

لكن هذا الموقف ليس مفاجئا لمن يعرف الرجل؛ فهو يقيم حاليا في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهو مقرب من ولي عهدها «محمد بن زايد»، والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».

وكان «السيسي» سبق أن التقى «الجفري» خلال ندوة تثقيفية نظمها الجيش بالقاهرة، العام الماضي؛ حيث رحب به، وطلب منه في «تصحيح مفاهيم الدين».

ويواصل الرجل، المتهم من قبل البعض بـ«التشيع»، نهج رفقائه من مشايخ العصر؛ الذين يروضون الدين لخدمة السلطان.

وليس أدل من ذلك من موقف «سعد الدين الهلالي» الأستاذ في جامعة الأزهر، في فبراير/شباط 2014، الذي وصف «السيسي» ووزير داخليته السابق «محمد إبراهيم» بأنهما «رسولان» من عند الله مثلهما مثل «موسى» و«هارون» عليهما السلام؛ وهو الأمر الذي أثار في حينها موجة واسعة من السخرية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحبيب الجفري يوسف زيدان الجيش المصري تحريف التاريخ