برعاية روسية إيرانية.. «معارضة» سورية «جديدة» ترفض المناقشة حول منصب «الرئيس» دوليا

السبت 11 فبراير 2017 09:02 ص

تحت شعار «جميعاً لنبني سورية»، انطلقت في العاصمة اللبنانية بيروت، أمس، «الكتلة الوطنية»، الحزبية السورية المعارضة، برعاية روسية وإيرانية.

وبحسب صحيفة «الحياة»، فإن الكتلة الجديدة، نتاج اجتماعات متواصلة انعقدت قبل 24 ساعة في أحد فنادق المدينة، بمشاركة شخصيات وناشطين من الداخل والخارج (40 شخصية) وجهت إليهم الدعوات عبر البريد الإلكتروني، فعقدوا مؤتمراً تأسيسياً، ويعلنوا أن المتحدث باسمهم هو «لؤي حسين» الكاتب والسياسي السوري.

وكان لافتاً حضور ممثلين عن 15 هيئة دبلوماسية أبرزهم السفير الروسي لدى لبنان «ألكسندر زاسبكين»، ودبلوماسيون معنيون بالملف السوري في سفارات إيران، والصين، واليابان، والدنمارك، وألمانيا، والسويد، وكازاخستان، والاتحاد الأوروبي، وإسبانيا، وفي غياب أي تمثيل دبلوماسي أمريكي وتركي.

وتضم «الكتلة الوطنية»، نائبة رئيس تيار «بناء الدولة السورية» الدكتورة «منى غانم» (من الخارج)، والشيخ «نواف الملحم» باسم «حزب الشعب» (من الداخل)، و«بروين إبراهيم» الأمينة العامة لحزب «الشباب العدالة والتنمية» (أكراد سورية)، و«ماجد كرو» ممثلا عن «المجلس الوطني» (تركيا)، و«يونس خضر» ممثلا عن الشخصيات المستقلة (حضر من القامشلي في محافظة الحسكة).

وتوصل المجتمعون إلى ١٨ مبدأ للعمل في ضوئها.

وكان أكثر من لفت الأنظار في هذه المبادئ، التأكيد أن «مقام رئاسة الجمهورية السورية لا يجوز البت فيه في المحافل الدولية، لا الآن ولا في أي وقت لاحق، بل يبقى محكوماً دوماً بإرادة السوريين المتجسدة بانتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دولياً».

وتناولت المبادئ «وحدة سورية وصون حرية الرأي بالدستور، الذي تصوغه هيئة تأسيسية من ذوي الاختصاصات والخبرة والكفاءة منتخبة أو منبثقة من هيئة منتخبة،، ولا يتم إقراره إلا بعد عملية استفتاء شعبي حرة ونزيهة».

ولم تتطرق المبادئ إلى مصير اللاجئين السوريين، واعتبر «لؤي حسين» أمرهم «تفاصيل».

وقال إن الخطوة جاءت في ضوء «المتغيرات الجديدة في بلدنا، الحرب على السلطة انتهت، وهناك حرب على الإرهاب فقط، واجتماع آستانة أثبت أنه قادر على إيقاف إطلاق النار، ومحادثات جنيف المقررة في 20 فبراير/ شباط الجاري، قد تؤسس لانتهاء الأزمة السورية ونحن ندعمها لتنفيذ القرار 2254 للدخول في عملية انتقالية تشارك فيها شخصيات الموالاة والمعارضة وتكون مهمتها تهيئة البلاد لإجراء انتخابات حرة ونزيهة».

وأشار إلى أن «الكتلة» لم تدع إلى جنيف، «لكننا سنحضر ونشكل لوبي»، وأضاف: «نحن في حاجة إلى مساعدة المجتمع الدولي للخروج من الدمار».

وسبق تصريحات «حسين»، قوله أمس، إنه يعتقد أن الحرب في بلاده انتهت عمليا بعد أن خفضت حكومات أجنبية دعمها لمقاتلي المعارضة الذين يحاربون للإطاحة بنظام «بشار الأسد».

وأضاف أن الجهود الدبلوماسية التي تدعمها روسيا أسست «لمسار جديد»، نحو إنهاء الصراع الذي يقترب من إكمال عامه السادس، بعد أن قتل مئات الآلاف، وقسم سوريا إلى مناطق متعددة خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة مختلفة.

وقال «حسين»: «حلب لم تكن مجرد معركة أو ميدان واحد.. هي الحرب التي خسرها مقاتلو المعارضة».

وما زالت مساحات شاسعة من سوريا خارج سيطرة الحكومة من بينها محافظة دير الزور الخاضعة لسيطرة «الدولة الإسلامية»، ومناطق واسعة في شمال سوريا خاضعة لسيطرة مسلحين أكراد، وجيوب في الغرب تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة.

ومن قبل انتقد «حسين»، المنتمي للأقلية العلوية التي ينتمي لها «الأسد» أيضا، علنا الفصائل الإسلامية السنية المتشددة التي لا يشملها اتفاق لوقف إطلاق النار وتستمر في قتال الحكومة.

يشار إلى أن مصادر، كشفت أنه تم الاتفاق على اسم «محمد صبرا» في منصب كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية إلى «جنيف 4»، على أن يكون «نصر الحريري» رئيسا للوفد.

وكان المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية «سالم المسلط»، أكد في اتصال مع «العربية»، السبت، أن اجتماعات المعارضة السورية لا تزال مستمرة في الرياض لليوم الثاني على التوالي، وأنه خلال ساعات سيتم الإعلان عن أسماء الوفد الموحد المشارك في مفاوضات «جنيف 4».

وكشف أن هذا الوفد الذي يمثل كافة الأطياف السياسية المعارضة، فضلا عن الفصائل المسلحة، سيضم 20 مفاوضا، و20 استشاريا من قانونيين وسياسيين مهمتهم دعم الفريق المفاوض.

كما أوضح أن الوفد سيضم جميع الفصائل المسلحة بمن فيهم من شارك في مؤتمر أستانا في 23 يناير/كانون ثان الماضي، مشددا على أن المجتمعين راعوا مسألة أن يكون الجميع ممثلون في الوفد، بمن فيهم الأكراد والعرب والمسيحيون، بالإضافة إلى ممثلين عن منصتي القاهرة وموسكو.

وختم حديثه مشدداً على أن مطالب الوفد تستند إلى القرارات الدولية، لاسيما القرار 2118 والقرار 2254 وبيان «جنيف 1»، ولا مرجعيات أخرى.

وكانت مصادر في الائتلاف السوري لقوى المعارضة والهيئة العليا للمفاوضات أكدت في وقت سابق أن أجواء إيجابية تسود اجتماع المعارضة السورية في الرياض، الذي بدأ الجمعة ويستمر اليوم السبت، للبحث في تشكيلة وفدها إلى محادثات «جنيف 4» المرتقبة في 20 من الشهر الجاري.

كما أشارت المصادر إلى توجيه دعوة مباشرة إلى منصتي المعارضة السورية في القاهرة وموسكو للمشاركة، وإلى مناقشات لا تزال قائمة حول حجم تمثيلها في الوفد.

كذلك، كشف المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية، «منذر ماخوس»، عن سعي هيئة التفاوض لضم منصتي القاهرة وموسكو إلى وفد المعارضة إلى جنيف، إلا أنه لا إجابات بعد.

وفي سياق متصل، أكد الائتلاف السوري، الجمعة، وجود توافق بين الائتلاف وهيئة المفاوضات والفصائل العسكرية على تشكيل وفد موحد إلى جنيف، قادرٍ على تحقيق مطالب الشعب السوري، والتوصل لنتائج إيجابية.

يشار إلى أن جولة أستانا الأولى من مفاوضات السوريين والتي عقدت مؤخرا، أكدت ضرورة صمود وقف إطلاق النار في سوريا، ومهدت لمفاوضات لاحقة تلتئم برعاية أممية في جنيف، في 8 فبراير/شباط الجاري.

إلا أن المبعوث الأممي إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا»، أعلن إرجاء اجتماع جنيف هذا حتى الـ20 من نفس الشهر؛ بما يخدم تعزيز وقف إطلاق النار، ومنح المعارضة السورية المزيد من الوقت لحشد جبهة موحدة تمثلها إلى المفاوضات مع النظام السوري.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا إيران معارضة جديدة لبنان جنيف أستانة مفاوضات