بالفيديو.. 3 رسائل وراء تسريب «مبارك» في ذكرى التنحي

الاثنين 13 فبراير 2017 09:02 ص

يحمل ظهور الرئيس المصري المخلوع «حسني مبارك» في ذكرى تنحيه 11 فبراير/شباط 2011، دلالات عدة ذات مغزى، وسط مؤشرات تقول إن الظهور كان معدا له، لتوصيل رسائل بعينها إلى الشعب المصري.

ويكمل «مبارك» عبر الظهور من خلال تسجيل صوتي، سلسلة تحركات بادية للعيان قام بها نجليه «علاء» و«جمال» للظهور في مناسبات مختلفة بشكل مكثف خلال الأشهر القليلة الماضية، ما يعزز فرضية محاولة إعادة أسرة «المخلوع» إلى المشهد السياسي في البلاد.

توقيت يبدو أنه تم اختياره بعناية، لتذكير المصريين، بلحظة الخروج عليه في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وإجباره على التنحي، وهي اللحظة التي يسود بشأنها الندم في بعض أوساط المصريين، وبات التندر بعبارة «ولا يوم من أيامك يا أبوعلاء» رسالة توحي باشتياق المصريين إلى زمن «المخلوع».

ويعاني المصريون ظروفا معيشية صعبة، وانهيارا حادا في قيمة الجنيه المصري، وموجة جنونية من الغلاء وارتفاع الأسعار في عهد الرئيس المصري الحالي «عبدالفتاح السيسي»، وسط دعوات إلى ترشيح «جمال مبارك» في انتخابات الرئاسة العام المقبل 2018.

وخاطب مبارك المصريين في الذكرى السادسة لتنحيه عن الحكم، قائلا:«كل سنة وانتوا طيبين وأتمنالكم كل خير»، بحسب موقع «مصراوي»(فيديو).

تهنئة «مبارك» للمصريين، اعتبرتها الكاتبة الصحفية، «ياسمين الخطيب»، رسالة سخرية من الرئيس المخلوع بالتزامن مع ذكرى تنحيه.

وقالت «الخطيب»، في تدوينة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»:«كل سنة وأنتم طيبين يا كروديات يا ولاد الهبلة»، حسب تدوينتها.

رسالة تيران وصنافير

لكن الرسالة الأخطر في التسجيل الصوتي لمكالمة «مبارك» التي أجراها من الكويت الكاتب الصحفي «علاء حكيم»، في الذكرى السادسة لتنحيه عن السلطة، حديثه عن أزمة الجزيرتين.

وقال «مبارك» فيما يخص الجزيرتين:«القضاء يعرف أكثر وقال كلمته في مصرية الجزيرتين وبالتالي هي مصرية وأنه لا يتكلم بعد حكم القضاء»(فيديو).

مصرية «تيران وصنافير» التي جاءت في رسالة «مبارك»، يبدو أنها مغازلة لهوى الشارع المصري الذي يهتف بمصرية الجزيرتين، ويرفض التنازل عنهما للمملكة العربية السعودية، وخاضت أحزاب ومنظمات عدة نزالا قضائيا ضد الحكومة المصرية؛ لإبطال إتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة.

وكانت دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا، قد أيدت في جلستها المنعقدة في 16 يناير/كانون ثان الماضي، الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري (أول درجة) ببطلان توقيع ممثل الحكومة المصرية على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين مصر والمملكة العربية السعودية، الموقعة فى شهر أبريل/نيسان الماضي، والمتضمنة نقل تبعية جزيرتي «تيران وصنافير» إلى السعودية.

وجاء تأييد الحكم في ضوء رفض المحكمة– بإجماع آراء أعضائها– للطعن المقدم من هيئة قضايا الدولة ممثلة للحكومة في القضية، على حكم القضاء الإداري.

ويبدو أن دلالات الرسالة تتجاوز الشعب المصريين، وصولا إلى إحراج الرئيس المصري«عبدالفتاح السيسي»، وإظهاره بمظهر المتنازل عن الأرض، لكن «مبارك» تحاشى بذكاء التعرض لـ«السيسي» عند سؤاله خلال المكالمة، «شايف إزاى الرئيس السيسي.. تقيمه إزاى»، قال «مبارك»: «لا أنا ما بقيمش حد يا باشا..ما بقيمش حد»، وأضاف «كل واحد له أسلوبه في العمل».

انتخابات 2018

ووفق مصدر مقرب من الرئيس المخلوع «محمد حسني مبارك»، فإن المكالمة المتداولة والتي دارت بين «مبارك» وأحد الصحفيين من دولة الكويت، في ذكرى تنحيه «صحيحة»، بحسب بوابة «فيتو».

وكانت صفحة «أنا آسف يا ريس»، عبر موقع التواصل «فيسبوك»، نشرت المكالمة المنسوبة لـ«مبارك»، والذي بات من يحن لعصره، أو على الأقل، للأمان والاستقرار الذي كان يمثله، بحسب «DWعربية».

«مبارك كان يقوم بدور حارس البالوعة، فلما رحل انكشفت البالوعة وانكشف ما تحتها من حشرات وفضلات آدمية، لذا فإن أيام الثورة صحيح أنها كشفت عن أفضل ما في الإنسان المصري، لكن ما تلاها كشف عن أسوأ ما فيه. وهو يدرك هذا، ولذلك فهو سعيد بالنتائج التي تحققت بعد رفع غطاء البالوعة. الناس يحللون الوضع بشكل صحيح، يقولون إن مبارك كان فاسداً ولكنه كان لديه حس بالإدارة»، وفق استشاري الطب النفسي «خليل فاضل»، مجيبا على تساؤل طرحته «الإذاعة الألمانية»، يقول «هل أخذ المصريون يشعرون بالحنين لمبارك وعهده؟».

التساؤل أعاد طرحه في ذكرى التنحي، الأكاديمي والنائب البرلماني السابق «وحيد عبدالمجيد»، قائلا:«هل يفتح الحنين إلى مبارك طريقاً أمام نجله؟»، مجيبا: «هذا الحنين بلغ ذروته في الذكرى السادسة، بعدما أدت إجراءات مالية ونقدية قاسية توالت في العام الأخير إلى ازدياد معدلات الفقر كمّاً ونوعاً، وسقوط قطاع يُعتد به من الطبقة الوسطى في براثنه، وانتشار الإحباط، وضعف اليقين في شأن المستقبل»، بحسب صحيفة «الحياة».

يقول «عبدالمجيد»: «لم يعد مدهشا، والحال هكذا، أن يُبعث السؤال، الذي شغل الناس في مصر وخارجها في النصف الثاني من العقد الماضي، عن إمكان تطلع جمال مبارك إلى الرئاسة مجددا، بعد أن اختفى وبدا أنه صار تاريخاً. يُثار السؤال كلما ظهر مبارك الابن في إحدى المناسبات، على رغم أنه محروم موقتاً من حقوقه السياسية بسبب حكم قضائي أدانه في قضية الفساد في القصور الرئاسية».

يضيف:«يظل في كل الأحوال أحد أسئلة المستقبل، إذا رغب مبارك الابن في العودة إلى المشهد العام بعد انتهاء فترة الحرمان من حقوقه السياسية، لأنه المستفيد الأول من «تأميم» السياسة، وغلق المجال العام، وشيطنة ثورة 25 يناير، الأمر الذي قد يجعله «البديل» الذي لا يجد بعض المصريين أمامهم غيره إذا أرادوا تغييراً في مرحلة مقبلة».

وفي ديسمبر/كانون أول الماضي، دشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صفحة بعنوان «حملة ترشيح جمال مبارك للرئاسة 2018»، وأطلقوا عدة هاشتاغات لدعم نجل «مبارك» في انتخابات الرئاسة المقبلة.

يذكر أن «جمال مبارك» وشقيقه «علاء» غادرا سجن طرة في يناير/كانون ثان 2015، بعد 4 أعوام من الحبس، تنفيذاً لقرار محكمة الجنايات بإخلاء سبيلهما، في آخر قضية كانا محبوسيْن على ذمتهما، وهي الاستيلاء على أموال الموازنة العامة لرئاسة الجمهورية، والمعروفة باسم قضية «قصور الرئاسة».

ومنذ إخلاء سبيلهما، يظهر «جمال» بين الحين والآخر، ما يثير تساؤلات عن إمكانية عودته للحياة السياسية مرة أخرى، وفي بعض المناسبات تدافع مصريون من أجل التقاط صور معهما في مطاعم شهيرة واحتفالات بالأوبرا، وخلال مناسبات عزاء، ومباريات لكرة القدم.

وظهر «علاء»، وهو يحتفل بالفوز الذي حققه المنتخب المصري على نظيره منتخب بوركينا فاسو، والتأهل للمباراة النهائية في كأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في الجابون 2017، مع الجماهير بشارع «الميرغني» في مصر الجديدة، وسط القاهرة.

كما تصادف ظهورهما، بأحد مطاعم الكباب الشهيرة بوسط البلد قبل ذكرى التنحي بيومين، وحرص المتواجدون داخل المطعم على التقاط الصور التذكارية، ما أثار التكهنات عن احتمال ترشح «جمال» للرئاسة العام المقبل.

حتى الآن لم يصدر تأكيد أو نفي صريح من نجل «مبارك» حول مستقبله السياسي، لكن ظهوره اللافت خلال الأشهر القليلة الماضية، وتداول أخباره وصوره على نطاق واسع في الصحف الحكومية، والمواقع الإلكترونية المقربة من أجهزة أمنية وسيادية في البلاد، ربما يحمل مؤشرات تقول إن جهة ما داخل الدولة، أو ما يعرف بـ«الدولة العميقة» تدرس الدفع بنجل «المخلوع» للعب دور سياسي خلال الفترة المقبلة، في ظل تنامي الرفض والغضب تجاه سياسات الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، والتي تمخضت وعوده للمصريين «مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا» عن دولة فقيرة مثقلة بالديون، تعيش على القروض والمنح من دول وبنوك ومؤسسات مالية خليجية ودولية.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حسني مبارك جمال مبارك تيران وصنافير ذكرى التنحي تسريب صوتي

معارضون مصريون في ذكرى تنحي مبارك: شعبنا قادر على صنع التغيير دائما