حكاية أسير من «الدولة الإسلامية» اغتصب 200 امرأة عراقية

السبت 18 فبراير 2017 10:02 ص

يقول المسلح في تنظيم «الدولة الإسلامية»، «عمار حسين»، إنه يريد أن يصبح شخصاً أفضل، لكنه لا يبدي ندما على اغتصاب أكثر من 200 امرأة من الأقليات العراقية.

وأتاحت سلطات المخابرات الكردية لوكالة «رويترز» فرصة نادرة لمقابلة «حسين» ومسلح آخر من «الدولة الإسلامية» أُسرا خلال هجوم على مدينة كركوك في أكتوبر/تشرين الأول قتل فيه 99 مدنيا وفردا من قوات الأمن. ولقي 63 من مسلحي «الدولة الإسلامية» حتفهم أيضا.

يرى «حسين» (21 عاما) إن اغتصابه للنساء اليزيديات، وغيرهن من النساء، ربما أمرا طبيعياً.

وأضاف لـ«رويترز»، في مقابلة بعدما أزال ضابط كردي في مكافحة الإرهاب غطاءً أسود عن رأسه: «داعش (الدولة الإسلامية) ما قالولي (لم يقولوا لي) لكن تعرف أنت الشاب يحتاج لها (لهذا) الشيء. هذا طبيعي».

ولفت «حسين» إلى أنه انتقل من منزل إلى منزل في العديد من المدن العراقية مغتصبا النساء من الطائفة اليزيدية والأقليات الأخرى في وقت كانت تنتزع فيه «الدولة الإسلامية» السيطرة على مزيد من الأراضي من قوات الأمن العراقية.

ويقول مسؤولو أمن أكراد إن لديهم أدلة على قيام حسين بعمليات اغتصاب وقتل لكنهم لا يعرفون نطاقها.

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق على نحو مستقل من رواية «حسين».

ويقول شهود ومسؤولون عراقيون إن مقاتلي الدولة الإسلامية اغتصبوا عددا كبيرا من النساء اليزيديات بعدما اجتاح التنظيم شمال العراق في 2014. وأضافوا أنهم خطفوا كثيرا من النساء اليزيديات واتخذوهن جواري وقتلوا بعض أقاربهن الذكور.

وسجلت جماعات حقوقية انتهاكات واسعة النطاق لمسلحي «الدولة الإسلامية» ضد اليزيديين.

وقال «حسين» إنه قتل أيضا نحو 500 شخص منذ الانضمام للتنظيم في 2013.

وأضاف: «اللي اتقتل اتقتل واللي اتذبح اتذبح».

واسترجع كيف دربه الأمراء على القتل وهو أمر كان صعبا في البداية ثم أصبح أسهل يوما بعد يوم.

وقال «حسين»، الذي يتمتع بشخصية مهيبة وبنيان قوي ويداه مكبلتان بأصفاد معدنية: «سبعة..ثمانية..تسعة..عشرة في المرة. 30 أو 40 نفر (شخص) ناخذهم من وراء القلعة اللي في سنجار (في الصحراء) ونقتلهم».

وفي نهاية المطاف أصبح ذا كفاءة عالية ولم يتردد مطلقا في القتل.

واستطرد: «كنت أُجلسهم وأعصب أعينهم وأطلق النار على رؤوسهم. لقد كان الأمر طبيعيا».

مشكلة

وقال ضباط مكافحة الإرهاب إن «حسين» مثل مشكلة لدى وصوله. وقال أحدهم: «كان قويا لدرجة أنه كسر الأصفاد البلاستيكية الموضوعة حول رسغيه».

ويرى «حسين» نفسه ضحية للمصاعب ونتاجا لمنزل مفكك وللفقر في مدينته الموصل؛ حيث تشن القوات العراقية هجوما ضد «الدولة الإسلامية» لطردها من آخر معاقلها الكبيرة في العراق.

وقال «حسين» المحتجز في زنزانة على نوافذها قضبان معدنية منذ أسره في أكتوبر/تشرين الأول: «حالتنا المادية كانت تعبانة (صعبة). لا بيت.. ما عندي حد ينصحني..أبويا متوفي..أمي متزوجة وأنا وجدتي كنا في البيت (فقط)».

وذكر أنه بدأ طريق التشدد عندما كان عمره 14 عاما فقط؛ حيث انضم أولا للقاعدة.

ووصف ضباط مكافحة الإرهاب أسيرا ثانيا يدعى «غفار عبد الرحمن» بأنه أقل صراحة وقالوا إنه لم يكشف شيئا يذكر خلال استجوابه عن خبراته كحارس لنقاط التفتيش وأحد رجال الإمداد والتموين في «الدولة الإسلامية».

ولم يفصح «عبد الرحمن» (31 عاما) طويل الشعر واللحية بينما كانت نظراته تنم عن ذهول وعدم فهم لما يجري سوى عن القليل في مقابلة منفصلة مع «رويترز».

واعترف بأنه فتح النار على قوات الأمن في مداهمة لكركوك، لكنه يقول إنه لم يقتل أحدا مطلقا.

وأضاف أنه وشقيقه انضما لـ«الدولة الإسلامية»؛ لأن التنظيم كان سيقتلهما إن لم يفعلا ذلك لأنهما موظفان حكوميان.

ولم يعلق آسروه الأكراد على قصته، لكن السلطات العراقية تتشكك عامة في المقاتلين الذين يقولون إنهم لم يكن أمامهم من خيار.

ولم يظهر خلال المقابلة أي ملمح من ملامح الغضب على «عبد الرحمن» إلا عندما سئل عن رأيه في رئيس الوزراء الشيعي «حيدر العبادي».

وأشار إلى أن العراق سيعيش دائما في حالة من عدم الاستقرار لأن به عددا كبيرا من الطوائف.

وأضاف: «هو (العبادي) إنسان ما يظهر العدالة للناس».

  كلمات مفتاحية

الموصل سجناء العراق الدولة الإسلامية