الولايات المتحدة استخدمت اليورانيوم المنضب في عملياتها ضد «تنظيم الدولة» في سوريا

الأحد 19 فبراير 2017 07:02 ص

أكد مسؤولون أنه على الرغم من تعهد الجيش الأمريكي بعدم استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب في ساحة المعركة في العراق وسوريا، فإنه تم إطلاق الآلاف من هذه الذخائر خلال غارتين على شاحنات نفطية في منطقة تسيطر عليها «الدولة الإسلامية» في سوريا أواخر عام 2015.

ويمثل هذا الهجوم أول استخدام مؤكد لهذا النوع من الأسلحة منذ حرب العراق عام 2003 حيث تم استخدام مئات الآلاف من هذه الذخائر ما تسبب في غضب بين المجتمعات المحلية، والتي زعمت أن هذه المواد تسبب السرطان والتشوهات الخلقية.

وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية أنه تم إطلاق 5265 قذيفة خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب في 16 و22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015 من أجل تدمير 350 شاحنة في الصحراء.

وسبق أن أنكرت قوات التحالف والمسؤولون الأمريكيون استخدام هذه الذخائر في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». ويبقى من غير الواضح إلى الآن إذا كانت هذه الضربات وقعت في مناطق مأهولة بالسكان.

في عام 2003، تم استخدام مئات الآلاف من هذه القذائف في مناطق مأهولة في العراق خلال الغزو الأمريكي مما أدى إلى استياء عميق وذعر بين صفوف المدنيين العراقيين وغضب في أعلى المستويات الحكومية في بغداد التي أكدت أن أسلحة اليورانيوم المنضب تمثل خطرا على البشر والبيئة. وحثت الأمم المتحدة آنذاك على إجراء دراسات حول أثر هذا النوع من الأسلحة.

وكانت الغارات الأمريكية الأخيرة جزءا من عملية استهدفت البنية التحتية لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يجني ملايين الدولارات من عمليات بيع النفط. وقالت وزارة الدفاع إن هجمات 16 نوفمبر وقعت بالقرب من منطقة البوكمال، وهي مدينة ضمن محافظة دير الزور قرب الحدود مع العراق، وأسفرت عن تدمير 116 شاحنة.

ويتم الحصول على اليورانيوم المنضب من تخصيب نظير اليورانيوم 235. وهو يستخدم لاختراق الأهداف المدرعة. وعلى الرغم من كونه أقل إشعاعا من اليورانيوم الأصلي إلا أنه يصنف كمادة سامة وتصنفه وكالة حماية البيئة الأمريكية على أنه «خطر إشعاعي على الجسم».

الطريقة الأكثر احتمالا للإصابة تكون عبر استنشاق الرذاذات الصغيرة قرب المناطق التي يتم فيها استخدام السلاح. ولكن الأطباء ونشطاء مناهضون للتكنولوجيا النووية يقولون إنه لم يتم إجراء ما يكفي من الأبحاث لإثبات الآثار الصحية الدقيقة وعتبات التعرض للبشر. والأهم من ذلك عدم وجود بحوث شاملة عن الأمراض والنتائج الصحية في مناطق ما بعد الصراع حيث تنشر الافتراضات والنظريات حول تسببه في تشوهات خلقية وأنواع مختلفة من السرطانات.

من ناحية القانون الدولي يعد استخدام اليورانيوم المنضب منطقة رمادية. فهو ليس محظورا صراحة من قبل اتفاقيات الأمم المتحدة التي تقيد استخدام الألغام الأرضية والأسلحة الكيميائية. ولكن على الرغم من أن الولايات المتحدة تطبق قيودا في التعامل مع السلاح محليا، فإنها لا تقوم بتطبيق ذات المعايير على استخدامه في المناطق الخارجية المأهولة بالبشر.

وبعد وقت قصير من الهجومين، أصدر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أشرطة فيديو تظهر مركبات مشتعلة بفعل القنابل والصواريخ لكنها لم تعلن عن استخدامها لليورانيوم المنضب. وقد تم إزالة هذه المقاطع وغيرها من على القنوات الرسمية للتحالف خلال الأشهر الأخيرة.

وأظهر تحليل حديث لبيانات القذائف الخاصة بالغزو الأمريكي للعراق أن معظم قذائف اليورانيوم المنضب أطلقت على ما يعرف بالأهداف الناعمة مثل السيارات أو مواقع للجيش، بدلا من استهداف الدبابات والعربات المدرعة وفقا للمبادئ التوجيهية للبنتاغون بشأن استخدام هذا النوع من الأسلحة.

وتعد شاحنات النفط التي تم قصفها في عام 2015 أهدافا غير مدرعة، ومن المرجح أنها كانت في حراسة مدنيين وليس مقاتلين من تنظيم الدولة وفقا لمسؤولين أمريكيين.

ومن المؤكد أن بقايا الذخائر وحطام الشاحنات لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب لذا من المرجح أن السكان المحليين سوف يكونون معرضين للخطر لسنوات قادمة. حيث إن هذه السيارات المحطمة سوف ينتهي بها الحال في ساحات الخردة، بين أيدي المدنيين.

وإذا كانت هناك القليل من الأفكار حول شكل الحكم والسلطة في سوريا بعد ذهاب «الدولة الإسلامية» فمن المؤكد أنه لا توجد أي أفكار حول كيفية التعامل مع اليورانيوم المنضب الذي ألقته الولايات المتحدة في البيئة السورية.

المصدر | فورين بوليسي

  كلمات مفتاحية

الولايات المتحدة سوريا الدولة الإسلامية يورانيوم منضب أسلحة محرمة