استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

زيارة «روحاني» للخليج

الأحد 19 فبراير 2017 01:02 ص

زار الرئيس الإيراني حسن روحاني كلا من سلطنة عمان ودولة الكويت في جولة قصيرة، هدفها «تقريب وجهات النظر» بين دول الخليج وطهران. وقد أعلن روحاني ترحيب بلاده بالرسالة التي تلقاها أخيرا من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر الكويت في شأن العلاقات الثنائية، مؤكدا ضرورة العمل من أجل الارتقاء بهذه العلاقات. 

وأشار إلى أنه يقوم خلال جولته ببحث حل لسوء الفهم مع دول الخليج، لافتا إلى أن دول المنطقة عاشت جنبا إلى جنب، وأن أي سوء فهم يمكن حله بالحوار. وقال الرئيس الإيراني إن سياسة طهران «قائمة على حسن الجوار» و«ضمان الأمن بالمنطقة»، وإنها لم ولن تفكر بتاتا في أي اعتداء على دولة أخرى أو تدخل في شؤونها الداخلية، كما أنها لا تريد فرض عقائدها الدينية أو المذهبية أو السياسية على الآخرين، وأنها تطمع في التعاون المشترك مع الآخرين في الدول الإسلامية.

ونحن في الكويت رحبنا رسميا بزيارة روحاني، كونه مثل الخط الأقرب إلى الاعتدال والوسطية بين التيارين المحافظ والإصلاحي، وزيارته ذات معنى خاص، إذ تأتي وسط متغيرات إقليمية ودولية سريعة، خصوصا بعد اشتداد الحرب الدولية ضد الإرهاب، ومساهمة دول إقليمية وعالمية فيها، مثل تركيا وروسيا والولايات المتحدة.

والتساؤل الذي يطرحه الجميع هو: هل يستطيع الرئيس روحاني بعد زيارته للمنطقة إجراء تغيير ملموس في سياسة طهران على الساحة الخليجية والعربية، خصوصا أنه يحظى بتفاهم ملحوظ مع المحافظين والإصلاحيين معا، كما اتضح من فوزه بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في عام 2013؟

السياسة الخارجية الإيرانية أكثر تعقيدا وتشابكا، مما يجعل من الصعب على الرئيس تغيير مسار هذه السياسة أو تعديل توجهاتها دون موافقة المرشد الأعلى للثورة «علي خامنئي». والأمر المؤكد أن هامش التأثير الذي يمتلكه الرئيس يختلف من شخص إلى آخر في هذا المنصب ضمن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن قضية إلى أخرى.

فزيارة روحاني القصيرة لكل من سلطنة عمان ودولة الكويت قد تكون محاولة للتقارب في وجهات النظر، خصوصا بعد إعلان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بأن سياسة بلاده تجاه إيران ستكون أكثر تشددا.. وقد نصح قادة الخليج القيادة الإيرانية بأن تتجنب أي تصعيد إعلامي ضد الرئيس الأمريكي الجديد وإدارته، في محاولة لتهدئة الأمور.

لا أحد في العالم لديه معرفة كاملة بما يريده الرئيس ترامب، بما في ذلك الساسة الجمهوريون وأعضاء الكونغرس الأمريكي. الرئيس له تصوراته وأسلوبه في الإدارة، مما يصعب على المرء إخضاعه للمنطق والعقل. لذلك من الأفضل لإيران اليوم اتخاذ خط الهدوء والتهدئة وعدم رفع الشعارات الثورية ضد أحد. كل ما نأمله في الخليج هو أن تكف إيران عن التسبب في أي حروب أو اضطرابات أخرى في هذه المنطقة، التي عانت الكثير من الحروب العبثية الداخلية والتي لم تؤد إلى أي تغير مفيد.

على طهران أن تفهم بأن عهد الحروب الدينية بالوكالة قد انتهى، والعالم اليوم قلق على مصيره بسبب الركود الاقتصادي وانكماش التجارة الدولية، وكل ما نطمح إليه هو العيش بسلام في عالم متغير.

* د. شملان يوسف العيسى - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت. 

  كلمات مفتاحية

الخليج الكويت عمانن إيران روحاني العلاقات الخليجية الإيرانية