لقاء «السيسي» و«نتنياهو» يحرج الرئاسة المصرية.. وإعلامي مصري: حركة غدر

الاثنين 20 فبراير 2017 07:02 ص

ما بين الغضب تارة، والتبرير تارة أخرى، سارت ردود الفعل حول قمة العقبة السرية، التي عقدت بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، والعاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني» قبل عام تقريبا.

الكشف عن تفاصيل القمة السرية، التي أظهرت أن وزير الخارجية الأمريكي السابق «جون كيري» هو من بدأ الدعوة لعقد المؤتمر، دفعت الرئاسة المصرية إلى إصدار بيان عاجل لتوضيح حقيقة اللقاء.

ولم ينف بيان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أمس الأحد، حقيقة لقاء «السيسي» و«نتنياهو» في الأردن سرا، مرددا عبارات دبلوماسية من نوعية، أن «مصر لا تدخر وسعاً فى سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية استناداً إلى حل الدولتين وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة على أساس حدود 4 يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، دون أية مواءمات أو مزايدات».

وقال السفير«علاء يوسف» المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر، إن مصر تقوم بجهود متواصلة لتهيئة المناخ أمام التوصل إلى حل دائم للقضية الفلسطينية يستند إلى الثوابت القومية والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى. 

 وفى هذا الإطار، سعت مصر إلى تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف المعنية، ودعم أية مبادرات أو لقاءات تهدف إلى مناقشة الأفكار العملية التي تساعد على إحياء عملية السلام من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل يساهم في إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط، وفق البيان.

حركة غدر

لكن الإعلامي المصري المعروف بقربه من أجهزة استخباراتية في البلاد «عمرو أديب»، كان أكثر صراحة، مطالبا بمزيد من التوضيح حول اللقاء الذي كشفت عنه صحيفة «هآرتس» العبرية، وجمع «السيسي»، و«نتنياهو»، في 21 فبراير/شباط 2016، بمدينة العقبة الأردنية؛ لبحث مبادرة أمريكية بشأن عملية السلام.

وقال «أديب»، في برنامجه «كل يوم»، الذي يعرض على فضائية «ON E»، أمس الأحد، «الإسرائيليون عملوا حركة غدر، وقرروا يكشفوا الأوراق، لذلك يجب أن ترد الإدارة المصرية على هذا الكلام، وتكشف بوضوح ما حدث بهذا الاجتماع».

ووصف الكاتب الصحفي «محمد الباز» رئيس تحرير صحيفة «الدستور» المصرية، ما نشرته «هاآرتس» بأنه مثل «كرة من لهب»، لكنه اعتبر أن مصر ستجني 3 مكاسب من وراء التفاوض السرى، أولها إدانة كاملة للإستيطان (الإسرائيلى)، وعلاقة جيدة مع الإدارة الأمريكية، وقيادة إقليمية بعد أن استعدنا أوراق التفاوض من جديد، على حد قوله.

وتابع: «الأهم من ذلك كله، أننا وضعنا (إسرائيل) أمام مسئوليتها، فالحل أمامها لكنها لا تريد أن تقر به».

مواقع التواصل الاجتماعي كانت حاضرة بقوة، وشهدت غضبا ورفضا للقاء، واتهامات بالخيانة للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي».

وكتب «محمد أبو الفضل» على موقع «فيسبوك» ساخرًا، «عرفت إن السيسي اجتمع مع نتنياهو في لقاء سري بالأردن... عادي، طب عرفت ان السيسي استقبل وفدا من كبرى المنظمات اليهودية الأميركية انهاردة؟ وإيه المشكلة... شوف... ما دام السيسي ما قالش عزيزي بيريز، يبقى يعمل اللي هو عايزه مفيش مشكلة».

واعتبرت «منى إسماعيل» أن اللقاء كان أمرا طبيعيا، قائلة، «هو ليه في ناس متفاجئة من لقاء السيسي وملك الأردن مع نتنياهو؟، فين الجديد، يعني ما هم شوية خونة وعارفين كدة كويس».

وطالب «فهد البطي» عبر «تويتر»، من أسماهم بـ«السيساوية» باتخاذ وضع الميت بشكل عاجل، بعد ما كشفته صحيفة «هاآرتس»، واعتراف «نتنياهو»: «نعم لقد التقيت السيسي والملك الأردني سرا في العقبة».

خطة «كيري»

وكان وزير الخارجية الأمريكي السابق «جون كيري»، قدم خطة لمبادرة السلام الإقليمية بما في ذلك الاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة يهودية واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بدعم من الدول العربية.

وتضمنت خطة «كيري» 6 مبادئ هي:

أولا: حدود آمنة ومعترف بها دوليا بين (إسرائيل) ودولة فلسطينية مستدامة متصلة جغرافيا على أساس حدود 1967 ومبدأ تبادل الأراضي.

ثانيا: تنفيذ رؤية قرار الأمم المتحدة رقم 181 بشأن تقسيم فلسطين إلى دولتين لشعبين واحدة يهودية والأخرى عربية، تعترفان ببعضهما البعض وتمنحان حقوقا متساوية لمواطنيهما.

ثالثا: التوصل إلى حل عادل وواقعي لقضية اللاجئين يتفق مع حل الدولتين ولا يؤثر على الطابع الأساسي لـ(إسرائيل).

رابعا: وجود حل متفق عليها للقدس كعاصمة لكلا البلدين معترف بها من قبل المجتمع الدولي، وضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة.

خامسا: الاستجابة لاحتياجات (إسرائيل) الأمنية وضمان قدرة (إسرائيل) على حماية نفسها بشكل فعال، وضمان قدرة فلسطين على توفير الأمن لمواطنيها في دولة منزوعة السلاح ذات سيادة.

سادسا: إنهاء النزاع بما يسمح بتطبيع العلاقات وتعزيز الأمن الإقليمي للجميع، وذلك تمشيا مع رؤية مبادرة السلام العربية.

وفي 31 يناير/كانون الثاني 2016، التقى «كيري» مع «نتنياهو» في منتدى دافوس في سويسرا حيث قدم «كيري» مبادرته لـ«نتنياهو» جنبا إلى جنب مع فكرة مغرية وهي عقد قمة هي الأولى من نوعها تضم الملك «عبد الله» عاهل الأردن والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» من أجل تعزيز عملية السلام.

أخبر «كيري» الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» حول مناقشته مع «نتنياهو». بعد أن وافق «نتنياهو» على الاجتماع، بدأ «كيري» في التواصل مع الإسرائيليين والمصريين والأردنيين حول قمة تعقد في العقبة في 21 فبراير/شباط على أن تبقى تفاصيلها قيد السرية.

لم يشارك «عباس» في القمة ولكنه كان على دراية بوقوعها. في صباح يوم 21 فبراير/شباط التقى «عباس» و«كيري» في عمان. وفقا للبيانات الصادرة عن كلا الطرفين فإننا لم نلمس أي تلميح حول القمة المقرر عقدها بعد ساعات. وبعد نهاية الاجتماع، استقل وزير الخارجية الأمريكي طائرة حربية أردنية بصحبة مستشاريه ووزير الخارجية الأردني «ناصر جودة»، ليهبط في العقبة بعد 45 دقيقة فقط.

قبل الاجتماع الرباعي، التقى «كيري» بشكل منفصل مع جميع القادة وطلب من الملك «عبد الله» و«السيسي» إظهار الدعم لخطته. وطلب أن يتم إقناع دول عربية أخرى مثل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بدعم الخطة أيضا.

وأشار مسؤول أمريكي لصحيفة هآرتس أن كلا من «السيسي» والملك «عبد الله» وافقا على الخطة على الرغم من أنها تضمنت اعترافا بـ(إسرائيل) كدولة يهودية.

لكن «نتنياهو» تهرب من إعطاء موافقة واضحة على الخطة خلال القمة محتجا بأن المبادئ مفصلة للغاية وأنه سيجد صعوبة في تأمين الدعم لها في حكومته الائتلافية.

 

  كلمات مفتاحية

قمة العقبة عبد الفتاح السيسى بنيامين نتنياهو الأردن حل الدولتين خطة كيري

(إسرائيل) من إجهاض حل الدولتين إلى التعامل جديا مع حل الدولة الواحدة

السيسي اقترح إقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء ضمن خطة مصرية للحل

كواليس جديدة عن لقاء «السيسي» و«نتنياهو» سرا بالقاهرة