44 مليون سنة تستغرقها رحلة الوصول إلى الكواكب السبعة الجديدة

الخميس 23 فبراير 2017 09:02 ص

قالت وكالة «ناسا» الفضائية، أمس الأربعاء، إنها تمكنت من اكتشاف 7 كواكب مشابهة لكوكب الأرض، ويمكن الحياة عليها.

وقال علماء الوكالة الفضائية في مؤتمر صحفي، إن النظام الشمسي المكتشف حديثا يبعد عن الأرض 40 سنة ضوئية ويحتوى على 7 من الكواكب الصخرية، وتدور السبعة كواكب التي تقارب حجم الأرض حول نجم صغير بارد جدا، ويعد هذا النظام الشمسي الجديد من أكبر الأنظمة المكتشفة خارج نظامنا ويعتبر اختراقا كبيرا في مجال البحث المستمر عن حياة خارج كوكب الأرض، وقد يكون على سطح هذه الكواكب درجة حرارة قريبة من الموجودة على الأرض ومناسبة لمياه سائلة يحتمل وجودها على سطحها.

وأشار العلماء -الذين بدوا متفائلين للغاية بقدرتهم على الحصول على نظرة أكثر عمقا بتقدم أدوات البحث والتلسكوبات- إلى أن السؤال الآن عن كيفية العيش خارج الكرة الأرضية أصبح من الماضي، وبات السؤال الأهم الآن: متى سنصل إلى الكواكب الجديدة للعيش عليها؟ حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

والنظام الشمسي الذي أعلن عنه تفصيلا، أمس الأربعاء، ليس اكتشافا جديدا في الواقع؛ إذ تم الإعلان عنه العام الماضي من قبل الباحثين أنفسهم، ولكن في هذا الوقت كانوا قد اكتشفوا ضمنه 3 كواكب فقط، وبعد أن نظروا من قرب أكثر بتلسكوبات أكثر دقة؛ منها تلسكوب «سبيتزر» الفضائي التابع لـ«ناسا»، وجدوا بقية الكواكب القريبة.

وحسب الورقة العلمية التي قالت «ناسا» إنها ستنشر لاحقا فى مجلة «نيتشر» العلمية، فإن العقود الماضية شهدت اكتشاف ألوف الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، عبر استخدام طريقة قياس الضوء العابر لرصد الكواكب الشبيهة بالأرض، فعندما يمر كوكب ما أمام نجم ما، يحجب الكوكب قدرا من الضوء عن ذلك النجم، وهو الأمر الذي يوفر للعلماء مجموعة من المعلومات عن حجمه.

لكن الباحثين في «ناسا» استخدموا طريقة جديدة لكشف المجموعة الكوكبية الجديدة، إذ قاموا بعكس العملية برمتها، فمنذ عام 2010 إلى الآن؛ يقوم العلماء برصد النجوم القزمة صغيرة الحجم أولا والتي تصلح لدعم الحياة في الكواكب المحيطة بها، ثم يقومون برصد الكواكب بعد ذلك، واستنباط المعلومات الخاصة بتحليل الغلاف الجوى في النهاية.

ورصد الباحث الرئيسي في الدراسة «مايكل جاليون»، منحنيات الضوء الصادرة من الكواكب في 19 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن اكتشف وجود النجم قبل أكثر من عام، وتابع الباحث مسارات تلك الكواكب طيلة الشهور الماضية، حتى تمكن من التعرف بشكل لا لبس فيه عن فترات مرورها المدارية، التي تعرف بكونها الفترة اللازمة لأي جرم فلكي سواء كان كوكبا أو قمرا طبيعيا أثناء سيره في المدار.

وقالت «ناسا» في مؤتمرها الصحفي، إنها لاحظت أن الكواكب الداخلية الستة الأولى المكتشفة حديثا تدور حول نجمها في فترة مدارية مقدرة بـ1.5 إلى 13 يوما، وقد استخدم الباحثون تلك المعلومة للحصول على كتل تلك الكواكب.

واستخدم الباحثون طرقا متطورة متعلقة برصد الكواكب الخارجية للتنبؤ بالأطوار المدارية للكواكب السبعة المكتشفة حديثا، وقالت «ناسا» إنها لا تزال بصدد دراسة احتمالية وجود مياه على سطح الكواكب الشبيهة بالأرض، وهو الأمر الذي ربما يكون داعما للحياة بشكل أو بآخر.

معلومات مثيرة

وكشفت «ناسا» أبرز 10 معلومات عن الكواكب المكتشفة، أولها أن 3 كواكب منها لديها ظروف جيدة لتتطور عليها الحياة بالفعل، وثانيا أن الكواكب السبعة جميعها قد يحتوي على الماء، وثالثها أن هذا الاكتشاف يعد الأكبر من نوعه للوكالة، حيث لم يسبق لها اكتشاف نظام شمسي، يحتوي على حياة بهذا القدر.

ورابع المعلومات، أن الكواكب السبعة تعتبر قريبة نسيبا إلى الأرض، فهي على بعد 39 سنة ضوئية فقط، وخامسا، أنه وفقا للإمكانيات الحالية، فإنه لكي يتم الوصول إلى تلك الكواكب سيستغرق البشر رحلة قدرها 44 مليون سنة.

وسادسا، أن الكواكب السبعة المكتشفة قريبة جدا من بعضها لدرجة أنه يمكن لساكني أحد الكواكب رؤية الكوكب الآخر، كما يرى البشر القمر، وسابعا أن قرب الكواكب من بعضها البعض، يستبعد إمكانية وجود أقمار تابعة لها، وثامنا أنه خلال 10 سنوات على الأقل سيتأكد علماء «ناسا» من ما إذا كانت هذه الكواكب عليها كائنات حية أم لا، وتاسعا، أن نجم «ترايبست-1» يبعد حوالي 325 تريليون ميل، وهو نجم صغير بالنسبة للشمس، ويقع في كوكبة الدلو، وعاشرا وأخيرا أن الكوكب «ترابيس وان آي»، أحد الكواكب السبعة، شديد الشبه بالأرض، فهو يقع على نفس المسافة بين الأرض والشمس وبنفس حجم كوكب الأرض.

والسنة الضوئية هي واحدة من أهم وحدات القياس التي تستخدم في المسافات البعيدة في علم الفضاء، وهي المسافة التي يقوم الضوء بقطعها خلال السنة الواحدة.

وتبلغ سرعة الضوء نحو 300 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة، من هنا فإن المسافة التي يقطعها الضوء في الدقيقة الواحدة تقدر بـ18 مليون كيلومتر، أما المسافة التي يقطعها في السنة الواحدة فهي 9.46 تريليون كيلو مترا.

ومنذ عام 2009 وإلى الآن، اكتشف العلماء نحو 4000 كوكب، منها أكثر من 13 كوكبا شبيها بالأرض، ويعد الكشف عن الكواكب الشبيهة بالأرض أحد أهداف علم الفلك الحديث، بسبب الأخطار المتزايدة التي يتعرض لها كوكب الأرض، واحتمالية نشوب حرب نووية مفاجئة أو ظهور سلالات جديدة من الفيروسات.

وأعلنت «ناسا» مؤخرا أن «كيبلر» اكتشف منذ إطلاقه 715 كوكبا جديدا، أضيفت لقائمة الكواكب خارج النظام الشمسي، ليصل عددها إلى قرابة 1700 كوكب.

وأرسلت وكالة «ناسا» المسبار «كيبلر» إلى الفضاء في مارس/آذار 2009، في مهمة لاستكشاف ما إذا كانت هناك حياة في مجرة درب التبانة، ورصد مساحات من الكون يعتقد أنها تحتوي على ما يقرب من 100 ألف نجم شبيه بالشمس، ويحمل «كيبلر» على متنه أقوى كاميرا نصبت على متن مهمة فضائية حتى الآن.

والمثير حقا في هذا الاكتشاف أيضا هو أن هذه الكواكب السبعة مناسبة بشكل جيد جدا لدراسة غلافها الجوي، وإذا كانت تحتوي على غازات منبهة مثل الأوزون والأكسجين أو الميثان فسيكون هذا مؤشرا على وجود حياة هناك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الأراض كواكب جديدة ناسا ترايبست