العراق يبدأ تزويد مصر بالنفط مطلع مارس المقبل

الخميس 23 فبراير 2017 09:02 ص

صرح السفير العراقي لدى القاهرة «حبيب محمد هادي» بأن بلاده وقعت اتفاقا مع مصر لتزويدها بالنفط، على أن ترسل الشحنة الأولى المقدرة بمليون برميل شهريا مطلع مارس/آذار المقبل.

ونقلت صحيفة «الأهرام» المصرية، اليوم الخميس عن السفير قوله: «إن شركة تسويق النفط العراقية (سومو) انتهت من توقيع عقد إمداد مصر بالنفط وأرسلته لوزارة البترول المصرية لإقراره.

وأضاف السفير العراقي أن بلاده ستنشئ خزانات عملاقة لتخزين النفط العراقي لتأخذ مصر احتياجاتها ويصدر المتبقي إلى الأسواق العالمية في إطار مشروع لمد خطي أنابيب للنفط والغاز من حقول البصرة يمران عبر الأردن».

وكان رئيس «الهيئة المصرية العامة للبترول»، «طارق الحديدي» قال في 14 فبراير/شباط الجاري، إن مصر تقترب من التوصل إلى اتفاق على استيراد النفط الخام من العراق وتتطلع لإبرام صفقات مماثلة مع دول أخرى.

وتبحث مصر عن مصادر إضافية لاستيراد الخام بعد أن أوقفت «أرامكو» السعودية شحنات المنتجات النفطية إلى الحكومة المصرية العام الماضي.

وكانت شركة «أرامكو» السعودية توقفت، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، عن إمداد مصر بالمواد البترولية، رغم وجود اتفاق قيمته 23 مليار دولار يلزم الشركة السعودية بتوريد 700 ألف طن شهريا لمصر لمدة 5 سنوات.

هذا، وتزود الكويت مصر بنحو مليوني برميل شهريا، بما يوازى 3.4 ملايين طن خام، لمدة 3 سنوات بموجب اتفاق بين البلدين تم تجديده مع بداية يناير/كانون الثاني الماضي، على هامش انعقاد مؤتمر وزراء منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول «أوابك» بالقاهرة.

وكان وزير البترول المصري «طارق الملا»، صرح في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بأن مصر تسعى للتوصل إلى اتفاق مع العراق على استيراد الخام منه مباشرة خلال الربع الأول من العام 2017.

وقال «الملا» آنذاك إن الكميات المستهدف استيرادها من العراق تتراوح بين مليون ومليوني برميل شهريا.

وكان «الملا» قد أجرى زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما دعا عدد من نواب التحالف الوطني الشيعي الحكومة العراقية إلى منح مصر النفط الخام بالآجل ردا على ما قالوا إنه «ابتزاز» تمارسه المملكة العربية السعودية ضد القاهرة.

وقد شهدت الفترة الأخيرة حالة من الارتباك للحكومة المصرية، بسبب توقف الإمدادات النفطية من السعودية ما دفع حكومة مصر للإعلان عن استقدام شحنات نفطية من السوق الدولية.

وذهبت التكهنات بشأن ما حصلت عليه مصر من منتجات نفطية بديلة إلى إيران، بسبب التماهي الذي اتسم به الموقف المصري مع محور إيران روسيا بشأن الأزمة السورية.

كما ذكرت أنباء أن القاهرة تسلمت شحنات من ليبيا بعد سيطرة قوات الجنرال «خليفة حفتر» على موانئ النفط أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

وأثار توجه النظام المصري إلى بغداد للحصول على المشتقات البترولية جدلا واسعا، حيث رأى فيه خبراء ومراقبون تسارعا من مصر في توجيه بوصلتها السياسية والاقتصادية ناحية المعسكر الإيراني الروسي، خاصة في ظل ما نقلته وسائل إعلام عن مسؤول عراقي أن تزويد العراق لمصر بالنفط سيكون مقابل سلاح وذخيرة.

وكانت العلاقات الخليجية المصرية توترت مؤخرا على صعيد العديد من ملفات المنطقة، وكان آخرها تصويت القاهرة في «مجلس الأمن» لصالح مشروعي القرار الروسي والفرنسي بشأن سوريا في وقت واحد.

في المقابل، نفى الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» وجود علاقة بين وقف تزويد مصر بشحنات نفط سعودية خلال أكتوبر/تشرين الثاني الماضي وبين تصويت بلاده في «مجلس الأمن» لصالح مشروعي القرارين الروسي والفرنسي بشأن سوريا.

وتمر العلاقات السعودية المصرية بأسوأ أطوارها منذ انقلاب يوليو/تموز 2013 في مصر، إذ أخذ كل فريق بالتلويح بالأوراق البديلة التي يملكها في وجه الآخر، فيما باتت خريطة التقارب بين الدول الإقليمية الكبرى (مصر والسعودية وتركيا وإيران) آخذة في التشكل من جديد في ضوء المعطيات الجديدة.

وبحسب مراقبين، دخلت العلاقات الخليجية المصرية عموما مرحلة اللا عودة خلال الفترة الأخيرة، بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها عواصم خليجية ضد القاهرة حيث أبلغت الكويت الجانب المصري بأنها لا تستطيع توفير طلبات مصر من النفط إلا إذا أقدمت مصر على دفع ثمنها نقدا.

ولا تبدو العلاقات السعودية المصرية في أوج الود خلال الفترة الأخيرة بعد أن بلغ الخطاب الإعلامي، خاصة المصري مرحلة متقدمة من الحدة عقب قطع شركة «أرامكو السعودية للإمدادات البترولية التي كانت تمد بها القاهرة دون تقديم أي مبررات، قيل حينها بأن تصويت مصر على قرار لا يتفق مع التوجه السعودي كان سببا في هذا الجفاء، لكن مراقبين أرجعوا الأمر إلى أسباب أكثر تعقيدا مما هو ظاهر، ذلك أن مصر حسبما يرى البعض أخذت تغير دفة الإبحار نحو سوريا وإيران.

وتشهد العلاقات بين القاهرة والرياض منذ شهور توترات تجلت في وقف شركة «أرامكو» السعودية لإمدادات البترول إلى مصر، وهجوم صريح من جانب إعلاميين مصريين مؤيدين للنظام على المملكة.

وتحاول طهران استغلال توتر العلاقات بين السعودية ومصر للضغط على الأخيرة، وهو ما يمكن رؤيته في وساطتها لإتمام اتفاق تصدير النفط العراقي إلى القاهرة بعد توقف البترول السعودي.

  كلمات مفتاحية

العراق مصر السعودية إيران النفط أرامكو العلاقات السعودية المصرية