صناع الأفلام الأجنبية المرشحة لـ«الأوسكار» يستنكرون مناخ التعصب في أمريكا

السبت 25 فبراير 2017 11:02 ص

استنكر صناع الأفلام الخمسة الناطقة بلغات أجنبية والمرشحة للحصول على جوائز «الأوسكار»، أمس الجمعة، ما وصفوه بـ«مناخ التعصب في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى»، وأهدوا جائزة الأكاديمية لفئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية إلى قضية الوحدة وحرية التعبير.

وعبر المخرجون، وهم من إيران والسويد وألمانيا والدنمرك وأستراليا، عن هذا الرأي في بيان، فيما حضر المئات تجمعًا قبل إعلان جوائز «الأوسكار»، ونظمت التجمع واحدة من كبرى وكالات المواهب في «هوليود» دعمًا لحرية التعبير والوحدة، بحسب «رويترز».

يأتي هذا البيان، وكذلك التجمع في بيفرلي هيلز عقب حظر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» السفر إلى الولايات المتحدة، وبعد أشهر من الخطب الحماسية من مشاهير خلال عروض الجوائز ومسيرات.

وفي تاريخ «الأوسكار» الممتد منذ 89 عامًا كان الفضل في فوز الممثلين ذوي أصحاب البشرة السوداء جميعًا تقريبًا في الجائزة السينمائية الكبرى في «هوليود» يعود إلى أدائهم شخصيات تدور حول فكرة العرق.

وترشيحات هذا العام لم تنحرف عن هذا الخط لكن أفلامًا مثل (مونلايت) و(فنسيس) و(هيدن فيجارز) تحكي قصصًا عن السود خارج أطر العبودية والحقوق المدنية التي اجتذبت في السابق اهتمام مانحي الجوائز.

مقاطعة وشجب

ويقاطع المخرج الإيراني «أصغر فرهادي» حفل الأوسكار الذي يُقام، غداً الأحد، احتجاجًا على حظر «ترامب» السفر من سبع دول ذات أغلبية مسلمة.

وشجب «فرهادي» في حديثه أمام التجمع عبر الفيديو من طهران السياسيين الذين قال إنهم «يحاولون الترويج للكراهية بل خلق الانقسامات بين الثقافات والتقاليد والجنسيات».

ويُعد «فرهادي» من بين مجموعة هاجمت «جدران الانقسام» وانقسامات «النوع واللون والأديان والممارسات الجنسية».

وقال البيان الذي نشر في مجلتي «فارايتي وهوليوود ريبورتر» نود أن نعبر عن رفضنا بالإجماع والمؤكد لمناخ التعصب والقومية الذي نراه اليوم في الولايات المتحدة وفي دول أخرى كثيرة غيرها ولدى بعض السكان وللأسف الشديد وسط سياسيين بارزين».

ووقع البيان «فرهادي»، مخرج فيلم (ذا سيلزمان)، و«مارتن زاندفليت»، مخرج الفيلم الدنماركي (لاند أوف ماين)، و«هانيس هولم»، مخرج الفيلم السويدي (إيه مان كولد أوف)، و«مارين أدي»، مخرجة الفيلم الألماني (توني إيردمان)، و«مارتن باتلر»، و«بنتلي دين»، اللذان اشتركا في إخراج الفيلم الأسترالي (تانا).

وقال المخرجون «بصرف النظر عمن سيفوز بجائزة الأكاديمية لأحسن فيلم ناطقة بلغة أجنبية، يوم الأحد، نرفض التفكير في الحدود. ونهدي هذه الجائزة لكل الأشخاص والفنانين والصحفيين والنشطاء الذين يعملون على تعزيز الوحدة والتفاهم والذين يدعمون حرية التعبير والكرامة الإنسانية».

ويكرر هذا البيان أصداء الخطب التي ألقيت أمام تجمع بيفرلي هيلز الذي نظمته الوكالة المتحدة للمواهب في مكان الحفل السنوي لجوائز «الأوسكار».

وحثت الممثلة «جودي فوستر» التجمع الذي شارك فيه نحو 500 شخص على اتخاذ إجراء للدفاع عن الحريات المدنية والديمقراطية.

أدوار المُلونين

يؤدي المُمثل «ديف باتيل» دور شاب يبحث عن أصوله الهندية، فيما يُجسد «دينزل واشنطن» دور بطريرك أسود يكافح العنصرية فيما تظهر الممثلة «أوكتافيا سبنسر» في دور عالمة رياضيات سوداء بارزة.. وجميعها أدوار مرشحة لجوائز «الأوسكار» هذا العام.

ومع وجود سبعة ترشيحات لممثلين وممثلات من أصحاب البشرة الملونة هذا العام نال «الأوسكار» الثناء لأنه حقق تقدمًا فيما يتعلق بالتنوع العرقي بعد عامين وُصفتْ خلالهما جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما بأنها «بيضاء للغاية».

لكن النقاد يقولون إن الاختبار الحقيقي سيكون عندما تلحق السينما بالتلفزيون وتختار المزيد من الممثلين الملونين لأدوار لا تقوم على فكرة العرق.

ومن جانبها قالت «فكتوريا توماس»، المسؤولة عن اختيار المُمثلين في فيلم (هيدن فيجارز) المرشح لجائزة «أوسكار» أفضل فيلم «ربما يمثل الأمر عبئًا على المُمثلين (المُلونين) عندما يلعبون أدوارا تدور فكرتها الرئيسية حول العرق مقارنة بتمثيل شخصيات تمر بتجربة طلاق أو ما شابه.

وأضافت «توماس»: «هذه هي العقبة المقبلة التي يجب تجاوزها».

السود والمضمون

وقال «دارنيل هانت»، الذي يكتب التقرير السنوي عن «هوليود» والتنوع لصالح جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس انجلوس إن فيلما مثل (مونلايت) الذي يُناقش صراع صبي أسود لمعرفة هويته الجنسية المثلية «لم يكن ليصنع قط في الماضي ولا يرشح بالتأكيد للأوسكار».

وأضاف «هانت» «أحيانا نود (السود) حكي قصصنا وتجاربنا ولهذا توجد أفلام مثل (مونلايت) و(فنسيس)».

وأكد على أنه «سيكون الوضع الأمثل بالطبع إن (تمكنا من) تحقيق الهدفين معا كأن يكون فيلم (لا لا لاند) من بطولة ممثل أسود».

ويُمثل «باتيل» المُولود لأبوين من الهند شخصيات لا تصنف في بادىء الأمر على أنها لهنود لكنه يقول إن «قضية العرق تطفو على السطح» بعد اختياره للدور.

وقال «باتيل» الذي لمع نجمه بعدما أدى دور البطولة في فيلم (سلامدوج مليونير) الحائز على جائزة «أوسكار» في 2008 «الجهد الذي قمتُ به لأتقمص الشخصية وأختار الصوت المناسب..كل هذا وضع جانبا واختزل الأمر في كوني هنديًا».

ومن المفارقات أن الفيلم الأكثر تركيزًا على قضية التنوع العرقي من بين الأفلام المرشحة لجوائز «الأوسكار» هذا العام هو فيلم الرسوم المتحركة (زوتوبيا) الذي يحكي قصة أرنبة تصبح شرطية في مدينة كبيرة، ونال الثناء لتناوله غير المباشر لقضايا النوع والانقسامات العرقي.

  كلمات مفتاحية

صناع الأفلام الأجنبية أوسكار تعصب أمريكا

«الوافد»..النسخة الجديدة من أفلام «حرب النجوم» المنطلقة نحو «الأوسكار» بالانتصار للأسرة!

ممثلة إيرانية تقاطع «الأوسكار» رفضا لقرار «ترامب» حظر دخول مواطني دول إسلامية