«السيسي» يوجه بتسهيل إقامة الأقباط النازحين من سيناء

السبت 25 فبراير 2017 06:02 ص

في أول تحرك رئاسي، على أزمة نزوح مسيحيين من محافظة شمال سيناء، ناقش الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، السبت، مع كبار المسؤولين بالبلاد.

ونقلت صحف مصرية، عن الناطق الرئاسي «علاء يوسف»، إن المشكلة نوقشت في اجتماع ضم إلى جانب «السيسي»، رئيس الوزراء «شريف إسماعيل»، ومحافظ البنك المركزي «طارق عامر» ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية والعدل والمال ورئيسي الاستخبارات العامة وهيئة الرقابة الإدارية.

وأضاف أن إجراءات اتخذت لإسكان النازحين إلى محافظة الإسماعيلية المجاورة «إلى حين الانتهاء من التعامل مع العناصر الإرهابية».

وتابع الناطق: «أصدر السيسي توجيهات للحكومة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسهيل إقامة المواطنين في المناطق التي انتقلوا إليها وتذليل أي عقبات قد تواجههم».

وقتل 7 مسيحيين في هجمات للتنظيم التابع لـ«الدولة الإسلامية»، في مدينة العريش عاصمة المحافظة في ثلاثة أسابيع، خمسة منهم بالرصاص والسادس بقطع الرأس والسابع بالحرق.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات، وهدد في شريط مصور في 19 فبراير/ شباط الجاري، تبنيه الهجوم الكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة، باستهداف المسيحيين المصريين، والذي وقع في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأوقع حوالى 30 مسيحياً.

ويمثل مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال سيناء، تحدياً أمنياً للحكومة، وأعلنوا مسؤوليتهم خلال السنوات الثلاث الماضية عن عدد من الهجمات المميتة في القاهرة ومدن أخرى في وادي ودلتا النيل.

وأمس، غادر العشرات من الأسر المسيحية محافظة شمال سيناء، إثر التهديدات والاعتداءات التي تعرضوا لها.

وفي الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول أعداد الأسر التي غادرت سيناء، إلى مدينة الإسماعيلية (غرب قناة السويس)، قال مسؤولون كنسيون إن 100 أسرة من نحو 160 في شمال سيناء غادرت، كما غادر أكثر من 200 طالب مسيحي يدرسون في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء.

الهجرة الداخلية التي شهدتها المدينة، جاءت عقب اتصالات هاتفية، تحمل استغاثات من الأسر، تعبر عن خوفها من الانتظار بمنازلهم في سيناء بعد حالات القتل الأخيرة، ويسألون عن مدى إمكانية استقبال الكنيسة لهم، بحسب «الأناضول».

 

وأضاف مصدر كنسي: «بالفعل تمت الموافقة وتم تشكيل لجان سريعة لاستقبال الأسر النازحة وما يزال الأمر مستمرا».

الكنيسة المصرية، أكدت أنباء نزوح، الأسر المسيحية من شمال سيناء، وذلك عبر المتحدث باسم الكنيسة المصرية «بولس حليم»، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

وقال الناطق باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كبرى الكنائس المصرية القس «حليم» في صفحته على «فايسبوك» اليوم، إن وزيرة التضامن الاجتماعي «غادة والي» بحثت مع أسقف الإسماعيلية الأنبا «سارافيم» ومحافظ الإسماعيلية «ياسين طاهر» احتياجات الأسر المسيحية النازحة من شمال سيناء.

وأضاف الناطق أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية سهلت إسكان أكثر من 200 نازح مسيحي في حين استقبلت الكنيسة الإنجيلية 37 نازحاً.

وقال «مجلس كنائس مصر» في بيان نشرته وكالة «الشرق الأوسط»، إنه «يتابع بمزيد من الأسى والقلق ما يحدث في العريش لمواطنين مصريين مسيحيين من قتل وتهجير واعتداء على الممتلكات».

وأضاف «نثق أن الدولة قادرة على التعامل مع هذه الأزمة ونتطلع إلى عودة هؤلاء المهجرين إلى بيوتهم وأعمالهم في أسرع وقت وتدبير كل ما يلزم لإنهاء معاناتهم».

ونقلت الوكالة تأكيد مسؤول أمني أن الأجهزة الأمنية لم تطلب من المسيحيين مغادرة شمال سيناء.

وقال إن قوات إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة تقوم بدورها «في مكافحة الإرهاب ومطاردة فلوله واتخاذ إجراءات تأمين جموع المواطنين في شمال سيناء ومنازلهم».

وتنشط في شبه جزيرة سيناء عدة تنظيمات مسلحة، أبرزها «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

وتتعرض مواقع عسكرية وشرطية وأفراد أمن، لهجمات مكثفة خلال الأشهر الأخيرة في شبه جزيرة سيناء؛ ما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الجيش والشرطة، فيما تعلن الجماعات المتشددة المسؤولية عن كثير من هذه الهجمات.

وتشهد سيناء إعلانا لحالة الطوارئ منذ أكتوبر/ تشرين أول 2014، عقب هجوم على نقطة تفتيش «كرم القواديس»، خلّف مقتل نحو 30 جندياً، وتم مدّها 10 مرات خلال ما يزيد عامين حتى الآن.

ومنذ سبتمبر/أيلول 2013، تشن قوات مشتركة من الجيش والشرطة المصرية حملة عسكرية موسعة؛ لتعقب ما تصفها بالعناصر «الإرهابية» و«التكفيرية»، في عدد من المحافظات، خاصة سيناء.

ويتكبد الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء، خسائر فادحة، في هجمات دموية متكررة يشنها تنظيم «ولاية سيناء»، الذي أعلن ولاءه لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وكان يطلق على نفسه سابقا «أنصار بيت المقدس».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سيناء تهجير مصر الأقباط السيسي ولاية سيناء الدولة الإسلامية