الكنيسة المصرية: الرعب يجتاح مسيحيي العريش و30% فقط من استطاعوا الخروج

الأحد 26 فبراير 2017 07:02 ص

قال المتحدث باسم الكنسية القبطية الأرثوذكسية بمصر «بولس حليم»، إن حالة من الهلع والرعب تجتاح المسيحيين في العريش، مشيرا إلى أن الأسر القبطية ما زالت في حالة توافد على محافظة الإسماعيلية ومحافظات أخرى.

وكشف «حليم» في حوار له مع موقع «سي إن إن بالعربية»، أن الأسر التي خرجت من مدينة العريش حتى الآن (السبت) تخطت الـ 100 أسرة، بإجمالي تخطى الـ500 فرد .

وأوضح أن «الموضوع حدث بشكل متسارع، بدأ بالتهديد بالقتل لبعض الأسر، بعدها مباشرة بدأت عمليات القتل، لذلك سارع الناس بالرحيل عن العريش بشكل فوري، خوفا من أن تطولهم يد القتل، والآن الموضوع أخذ منحنى قوي للغاية».

وقدر «حليم» عدد المسيحيين الموجودين في العريش، بحوالي 1700 شخص، ما يعني أن من خرج من العريش حتى الآن حوالي 30% فقط من المسيحيين هناك.

وأضاف: «من يستطيع تدبير أمر هروبه يهرب فورا، والدولة الآن تؤمن من يريد الخروج من العريش إلى المكان الذي يريده».

وحول وجهة الذين خرجوا من العريش، قال «حليم»: «أغلبهم ذهبوا إلى مدينة الإسماعيلية، والبعض الآخر ذهب إلى مدن أخرى، وفي كل الأحوال نتابع أمورهم باستمرار ومتواصلون معهم».

ولفت المتحدث باسم الكنيسة المصرية، إلى أن «هناك تواصل مع الأجهزة المعنية في الدولة المصرية منذ بداية الأحداث الاخيرة، فقد استقبلت وزارة الشباب والرياضة بعض الأسر في الإسماعيلية بنزل الشباب التابعة لها، بالإضافة إلى الأجهزة المسؤولة عن مدارس الطلاب وعمل الموظفين، ونتناقش مع تلك الأجهزة حول الموقف بعد التجهير، وكيفية حماية ممتلكات الأقباط في العريش بعد رحيلهم عنها، وكل الآثار الناتجة عن نزوح هؤلاء من العريش ورحيلهم إلى مدن أخرى، ونناقش نتائج هذه الحالة».

ونفي علمه أن يكون هناك من يرفض الخروج، وقال: «نحن غير متواصلين مع كل الناس هناك، لكن المؤكد أنه لا يوجد من يخاطر بحياته، وأتصور أن الجميع يبحث عن طريقة للخروج».

وعن رأيه في الهجمات على المسيحيين بالعريش، قال المتحدث باسم الكنيسة المصرية: «الأمر ليس رأيا شخصيا، فالمؤكد أن الفكر المتطرف في العريش هو السبب الحقيقي والأول في الهجوم على المسيحيين هناك، كما قد يكون هناك سبب آخر لاستهداف المسيحيين في العريش تحديدا، وهو أن المواجهات الأمنية عنيفة عليهم هناك واعتقدوا أن قتل المسيحيين قد يحقق لهم هدفا».

ولليوم الثالث على التوالي، يتواصل نزوح أسر مسيحية من مدينة «العريش»، شمال سيناء، وذلك عقب مقتل 7 مسيحيين على يد مسلحين مجهولين في 5 حوادث خلال الأسابيع الأخيرة وكان آخرها الخميس الماضي، بالتزامن مع بث تسجيل مصور منسوب لـ«تنظيم الدولة»، الأحد الماضي، تضمن تهديدا باستهداف المسيحيين داخل مصر.

وذكرت مطرانية الإسماعيلية، شمال شرق البلاد، في بيان، أن المطرانية قامت بتسكين عدد كبير من هذه الأسر بمدينتي المستقبل والقنطرة شرق (بذات المحافظة)، بينما قامت بتسكين باقي الأسر ببيوت الشباب (حكومية)، مع تقديم الرعاية المالية والروحية لهم.

وأعلن مجلس الوزراء المصري تشكيل غرفة عمليات بالتنسيق مع الكنائس المصرية لحل أزمة المهجرين من مدينة  العريش..

فيما قالت الرئاسة المصرية، في أول تعليق لها، إن اجتماعا رسميا لم يحدد زمنه عقد لمناقشة آخر التطورات الخاصة باستهداف المواطنين الأبرياء فى منطقة شمال سيناء من قبل التنظيمات الإرهابية.

يشار إلى أن التنظيم هدد باستهداف الأقباط خلال فيديو بثه مؤخرا وعرض فيه لقطات لمنفذ تفجير الكنيسة المصرية الذي راح ضحيته 30 قتيلا في ديسمبر/ كانون أول الماضي.

وتنشط في شبه جزيرة سيناء عدة تنظيمات مسلحة، أبرزها «أنصار بيت المقدس» الذي أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء».

وقبل أيام، بث «تنظيم الدولة» تسجيلا مصورا نسبه إلى مفجر الكنيسة البطرسية شرقي القاهرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، يتوعد فيه أقباط مصر، كما يهاجم جماعات وحركات إسلامية منها الأزهر و«الإخوان المسلمين».

وليس هناك إحصاء رسمي عن أعداد المسيحيين في شمال سيناء، غير أن تصريحات كنيسة رسمية تقدر تعداد مسيحيي مصر بنحو 15 مليونا من بين سكان البلاد البالغ عددهم 92 مليون نسمة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سيناء نزوح المنيسة مصر العريش