مؤتمر فلسطيني الخارج يدعو للتخلص من «أوسلو» وإعادة هيكلة «منظمة التحرير»

الاثنين 27 فبراير 2017 06:02 ص

اختتم «مؤتمر فلسطينيي الخارج»، الذي استضافته مدينة إسطنبول، على مدى يومين، فعاليته أمس الأحد.

واتفق المشاركون في المؤتمر على تحويله إلى مؤسسة شرعية تتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا لها، وعلى تشكيل هيئة عامة للمؤتمر برئاسة المؤرخ الفلسطيني، الدكتور «سلمان أبو ستة». 

وأكد المشاركون في بيانهم الختامي، على حق الشعب الفلسطيني في تحرير وطنه وإقامة دولته الفلسطينية على كامل ترابه، وعاصمتها القدس، وتوحيد الشعب الفلسطيني على قاعدة المقاومة والثوابت الوطنية.

وأشار البيان الختامي أن «اتفاقية أوسلو وما تبعها من تنازلات وفساد وتنسيق أمني مع الاحتلال ألحقت ضرراً فادحاً بمصالح الشعب الفلسطيني، ومست حقوقه الثابتة».

وأوضح أنه سيعمل على إعادة بناء وتفعيل مؤسسات المنظمة، باعتبارها الممثل الشرعي لجميع الفلسطينيين، وذلك عن طريق إجراء انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة، لانتخاب مجلس وطني جديد، يفرز لجنة تنفيذية، تكون قادرة عن وضع برنامج وطني جامع، بعد إعلان التخلص من اتفاقات أوسلو وتصفية تركتها الضارة بحقوق الشعب الفلسطيني.

وطالب الفصائل الفلسطينية بالوحدة، على قاعدة الالتزام ببرنامج المقاومة والميثاق القومي لعام 1964، والميثاق الوطني الفلسطيني لعام 1986. وأعلنت اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الذي شارك فيه أكثر من 6 آلاف فلسطيني، بينهم نحو 4 آلاف جاءوا من 50 دولة خارج تركيا، على أن الأمانة العامة للمؤتمر، ستتخذ من العاصمة اللبنانية بيروت مقرا رسميا لها، بالنظر إلى الوجود الفلسطيني فيها، ولما تتمتع به من حريات تمكن الأمانة العامة من العمل لتحقيق أهداف المؤتمر.

وطالب المؤتمر «الدول العربية الشقيقة كافة، وجميع الدول التي تحتضن الفلسطينيين، بضرورة توفير الحماية وسُبل العيش الكريم لأبناء شعبنا الفلسطيني المقيم في بلدانهم، ومنحه كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمدنية والإنسانية، بالإضافة إلى حرية التنقل والسفر».

وقرر المؤتمر «النأي بنفسه عن التدخل في المحاور العربية والدولية أو التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية وللدول عامة، ويعلن أنّ بوصلته قضية فلسطين وشعبها في الداخل والخارج».

وأكد المؤتمر على ضرورة «تغليب المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا على أيّة ولاءات خاصة».

وحسب البيان الختامي، ناقش المؤتمر «الواقع الفلسطيني من جوانبه كافة، ودور فلسطينيي الخارج في مواجهة المشروع الصهيوني، وقرر إطلاق مسارات ومبادرات ومشروعات جامعة تأسيس الوطنية لشعبنا في مراحل نضاله كافة، وخبرات أبنائه، وإمكاناتهم الهائلة والمهدورة».

كما بحث المؤتمر تفعيل دوره على المستويات الجماهيرية والإعلامية والسياسية والحقوقية والمدنية.

 

مؤسسة شرعية

 

ومن جانبه، قال «زياد العالول»، المتحدث باسم المؤتمر، إن المشاركين توافقوا على تحويله إلى مؤسسة شرعية وانتخاب الهياكل التنظيمية الخاصة به.

هذا، وأعلن رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، «هشام أبو حافظ»، أن الهيئة التأسيسية للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، انتهت إلى تشكيل هيكل تنظيمي على شكل هيئة عامة، يرأسها المؤرخ الفلسطيني «سلمان أبو ستة»، مع ثلاثة نواب له وأمين سر، وأمانة عامة تضم أصحاب المبادرة، ويرأسها الكاتب والمفكر الفلسطيني «منير شفيق» وينوبه المهندس «هشام أبو حافظ».

ويعتبر «المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج»، وفق منظميه، محطة فلسطينية جامعة، يهدف إلى إطلاق حراك شعبي وطني يحقق تفعيل دور الشعب الفلسطيني في الخارج من أجل الدفاع عن قضية فلسطين، وحقوقه في تحرير أرضه والعودة إلى وطنه ودياره، وتطوير قدراته وآلياته لتلبية احتياجات الشعب ومعالجة همومه ومشكلاته في الخارج، وأنه لا يشكل كيانا موازيا أو منافسا لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الكيان الممثل لجميع أبناء الشعب الفلسطيني.

 

حركة «فتح» تحتج 

 

من جهتها، وصفت حركة «فتح» دعوات المؤتمر، بأنها كلمة حق يراد بها باطل.

وقال الناطق باسم الحركة، «فايز أبو عيطة»، إن «هذا المؤتمر يحمل بذور فشله، لأنه أقيم خارج إطار القانون، ويهدف إلى خلق إطار بديل لمنظمة التحرير، وأراد أساسا، التشكيك بتمثيلها، ولذلك اعتبرناه مؤامرة مركبة تساهم فيها جهات محلية وجهات إقليمية ودولية»، وفقا لـ«الشرق الأوسط».

واتهم القائمين على المؤتمر، بمحاولة تقديم أنفسهم بديلا لمنظمة التحرير أمام الإدارة الأميركية الجديدة. 

وتابع «إنهم يريدون وضع العصا في الدواليب، أمام الجهود التي يبذلها الرئيس (الفلسطيني محمود عباس)، وحركة فتح، لإعادة بناء منظمة التحرير، سيما أن هذا المؤتمر جاء بعد قليل من اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت».

فيما قال المتحدث الرسمي باسم حركة «حماس»، «عبد اللطيف القانوع»، إن اجتماع ما يزيد عن 4 آلاف فلسطيني من 50 دولة في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في إسطنبول؛ دفع القضية الفلسطينية إلى الأمام.
وانطلقت فعاليات المؤتمر، أمس السبت في مدينة إسطنبول، بمشاركة أكثر من 6 آلاف فلسطيني، منهم 3500 قدموا من خارج تركيا.

وهدف المؤتمر إلى إطلاق حراك شعبي، لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج، من خلال مشاركة كافة أطياف الشعب، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة أطيافه.

وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج 6 ملايين، يتوزع معظمهم كلاجئين في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، فيما يعيش مئات الآلاف منهم في الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حركة فتح حركة حماس فلسطينيو الخارج اتفاقية أوسلو منظمة التحرير