مصر.. مسيحيو سيناء في مواجهة الخوف والتهجير إلى المجهول

الاثنين 27 فبراير 2017 07:02 ص

بين أجراس تدق، وترانيم مسيحية تتلى، ومراسم حداد وعزاء، وقصص مبكية، تتوجه الأنظار صوب أسر مسيحية مصرية هاجرت سرا من شمال سيناء، شمال شرق البلاد، واستقرت مؤقتا في كنيسة «الأنبا أنطونيوس»، بمحافظة الإسماعيلية المجاورة مع استهداف مسلحين للأقباط هناك.

واستقبلت محافظة الإسماعيلية، شمال شرق البلاد، ما يقرب من 70 أسرة مسيحية نازحة من العريش فى شمال سيناء، بعد سبعة اغتيالات استهدفت بعض الأقباط على مدى الأيام الماضية، حيث فتحت 4 كنائس أبوابها لأقباط سيناء.

وفرضت الأجهزة الأمنية المصرية كردونا أمنيا على مقار الكنائس التى استقبلت النازحين، بحسب صحيفة «الشروق».

وقال المسئول الإدارى بالكنيسة الإنجيلية «نبيل شكر الله،» إن الكنيسة تنسق مع الأجهزة التنفيذية والقيادات الأمنية فى العريش لتسهيل خروج الأسر التى تواجه صعوبة فى مغادرة شمال يسيناء لتقديم الدعم لهم وتمكينهم من الوصول إلى الإسماعيلية.

وأضاف «شكر» الله أن الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة بالقاهرة، أرسلت شاحنة أثاث منزلى وأجهزة إعاشة وأغطية لدعم العائلات القبطية.

وسيطرت علامات الخوف ومشاعر الحزن على الأسر القادمة إلى الكنيسة وبدا الإرهاق واضحا عليهم، وروى بعض أفراد أسرتين نزحتا من مدينة العريش، أنهما حملا أمتعتهما فى سيارة ميكروباص، وجاءتا هربا مما جرى.

وقال عائل أسرة قبطية: «خرجت من العريش منذ 3 أيام، بعد أن تم تهديدنا من الذين قالوا لنا (امشوا من البلد)، ومنذ شهور اغتيل جارى بـ11 طلقة».

وقالت زوجة أحد المهجرين: «تلقينا تهديدات عبر منشورات ملقاة فى الشوارع، ارحلوا واتركوا سيناء».

وبدت أسرة «سعد حكيم حنا» الذى اغتيل مع ابنه «مدحت» منذ أيام داخل منزل الأسرة على يد إرهابيين، مكلومة وجلسوا فى بيت الشباب القريب من قناة السويس.

وقالت خالة «حنا»: «آتينا منذ يومين فرارا مما جرى».

ورفضت بعض الأسر الإفصاح عن هويتها خوفا من تتبع الإرهابيين لذويهم الذين لم يغادروا شمال سيناء بعد.

وروى «رامى مكرم»، تفاصيل مقتل صديقه «وائل» أمام أولاده من قبل إرهابيين ملثمين، قائلا: «دخلوا عليه السوبر ماركت الذى يملكه، وقتلوه بدم بارد، وبعدها جلسوا وتناولون المشروبات والحلوى».. واستطرد: «مغادرة العريش أصبحت أمرا حتميا خوفا على نفسى وأسرتى من نفس المصير».

أما «عايدة»، إحدى السيدات النازحات فتؤكد أنها جاءت بصحبة زوجها و5 أطفال خوفا من ملاحقة العناصر الإرهابية للمسيحيين وتوتر الأوضاع فى العريش، فاضطررنا للمغادرة خوفا على أبنائنا ولم نكن نتوقع أن نترك المكان الذى قضينا فيه حياتنا لننتقل للإقامة فى مكان آخر وسط ظروف صعبة منها مرض زوجى الذى لا يستطيع الحركة.

«مايكل»، طالب جامعى، قال إن دراسته فى العريش وبعد تفاقم الأوضاع أصبحت مستحيلة إلا إذا تدخلت الأجهزة التنفيذية لتسهيل اجراءات النقل فى جامعة قناة السويس، وأداء الامتحان بها حتى لا يضيع علينا مجهود العام.

وقالت سيدة تدعى «صباح» وهى إحدى النازحات: «تركنا منازلنا كما هى بحثا عن الآمان الذى أصبحنا نفتقده حاليا بعدما طال الإرهاب الجميع ولم يفرق بين مسلم ومسيحى أو مدنى وشرطى وتزايد أحداث الإرهاب ضد المسيحيين جعل أمر النزوح حتميا بعد تعرضنا للحرق والذبح».

إحدى الأسر المكونة من 4 أفراد أكدوا أن «أبو رومانى» آخر ضحايا الإرهاب الذى ذبح أخيرا بعد قطع التيار الكهربائى عن منزله وإشعال النيران فيه، قتل من أشخاص لا تتجاوز أعمارهم 17 عاما، ويوضحون أنهم شعروا بالرعب وقرروا المغادرة.

«شحاتة حنا»، يقول بأسى،: «كنا نفاجيء بهم (أي المسلحين) في منازلنا بأسلحتهم رغم أن لدينا كمائن (حواجز أمنية) لكن لا نعلم من أين يأتون؟».

يضيف: «كنا نُقتّل وكأن لا شيء حدث أو هناك دولة».

الزي الأسود، هو المشهد اللافت في تجمع نسائي في أحد جوانب الكنيسة التي تستمر ترانيمها الحزينة، وسط حديث من السيدة «نجوي فوزي»، لآخرين عن الأوضاع في سيناء.

السيدة التي خط الشعر الأبيض في شعرها علامات تقدم العمر، تحدثت لوكالة أنباء «الأناضول»، عن نجل أختها «مدحت سعد حكيم» ووالده اللذين قتلا برصاص مسلحين في سيناء، منذ أيام، قائلة: «طرقوا الباب وقتلوا مدحت ثم والده المسن وتركوا أختي تخرج»، دون مزيد من التفاصيل.

وشهدت محافظة شمال سيناء خلال الأسابيع الأخيرة مقتل 7 مسيحيين برصاص مجهولين.

وتزامنت تلك الهجمات مع بث تسجيل مصور منسوب لـ«تنظيم الدولة»، الأحد الماضي، تضمن تهديداً باستهداف المسيحيين داخل مصر.

ويتواجد «تنظيم الدولة» في سيناء عبر ذراعه جماعة «ولاية سيناء»، التي بايعته في نوفمبر/تشرين ثان 2014.

 

  كلمات مفتاحية

الأقباط سيناء العريش داعش ولاية سيناء تنظيم الدولة عبدالفتاح السيسى

بعد تهجيرهم 5 سنوات.. الجيش المصري يسمح لمواطنين بسيناء بالعودة لقراهم