«عباس»: فلسطين حقيقة ولا يمكن دمجها داخل إطار إقليمي

الاثنين 27 فبراير 2017 11:02 ص

حذر الرئيس الفلسطيني «محمود عباس»، من محاولات دمج فلسطين في إطار إقليمي.

جاء ذلك، خلال كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان في دورته الرابعة والثلاثين المنعقدة في جنيف، بحسب وكالات.

وأضاف: «فلسطين حقيقة واقعة، وذات جذور أصيلة في النظام الدولي، ومن غير المجدي لمصلحة السلام والعدالة أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة عن دولة واحدة، أو محاولات دمج لها في إطار إقليمي كما تسعى لذلك الحكومة الإسرائيلية الحالية، أو التراجع عن الإنجازات التي تحققت».

وطالب الرئيس الفلسطيني، في كلمته بإيجاد «نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني يضع حدا لانتهاك حقوقه الأساسية، وبما يضمن التوقف عن مصادرة الأراضى والاستيلاء على أحواض المياه الجوفية، ومواصلة الاعتقالات، وهدم المنازل، وغيرها من الممارسات العنصرية، وبما يضمن لأطفال الشعب الفلسطيني العيش بأمان وسلام».

كما طالب «عباس» بوضع آلية ملزمة وجدول زمنى واضح ومحدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإزالة إثاره كافة، بما فيها الجدار والمستوطنات، وبما يفضى إلى تحقيق الاستقلال لدولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام جنبا إلى جنب مع (إسرائيل).

تصريحات «عباس» جاءت عقب تسريب، الأسبوع الماضي، تحدثت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) وصحيفة «هآرتس» عن قمة رباعية سرية، انعقدت العام الماضي، في منطقة العقبة، جنوبي الأردن؛ لبحث عملية السلام، بمشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، والرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، وملك الأردن «عبد الله الثاني»، ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك «جون كيري»، وهو اللقاء الذي لم يؤكده أو ينفيه الجانبان المصري والأردني، وسط حديث مصري رسمي وقتها بأن مصر دعمت لقاءات سلام.

وفي هذه القمة، قدم وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» خطة لمبادرة السلام الإقليمية بما في ذلك الاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة يهودية واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بدعم من الدول العربية، ولكن «نتنياهو» لم يقبل اقتراح «كيري» وقال إنه يجد صعوبة في الحصول على موافقة عليه داخل ائتلافه الحاكم. (طالع المزيد)

ومع ذلك، كانت قمة العقبة أساسا للمحادثات التي بدأت بعد أسبوعين بين «نتنياهو» وزعيم المعارضة «إسحاق هرتسوغ» (الاتحاد الصهيوني) من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ولم يشارك «عباس» في القمة ولكنه كان على دراية بوقوعها.

ولم يصدر عن الجانب المصري رسميا، أي تعليق بشان ما كشفته الإذاعة والصحيفة الإسرائيليتين.

كما تأتي تصريحات «عباس»، بعد تصريحات أدلى بها الوزير الإسرائيلي «أيوب قرا»، زعم فيها أن «نتنياهو»، طرح مشروع توطين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء المصرية، بديلاً عن «حل الدولتين»، وعلى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، خلال لقاءهما الأخير، قد أثارت جدلا واسعا.

ورغم نفي (إسرائيل) ومصر رسميا، صحة ما زعمه الوزير «قرّا»، إلا أن الفكرة، أثارت مخاوف فلسطينية، بهذا الشأن، خاصة مع وجود مخططات تاريخية قديمة، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء.

وزاد من هذه المخاوف، عدم تمسك «ترامب»، بحل الدولتين.

وكان «قرّا»، وهو وزير إسرائيلي بدون وزارة من الطائفة الدرزية، قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «ترامب ونتنياهو سيعتمدان خطة لإقامة دولة فلسطينية في غزة وسيناء»، زاعما وجود موافقة من الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».

ونفى ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية ما سماها «مزاعم الوزير قرا»، فيما ردّت وزارة الخارجية المصرية، قائلة إن «الحديث عن توطين الفلسطينيين بسيناء (شمال شرق)، عارٍ تماما عن الصحة»، ولم تتطرق إليه أي محادثات سابقة.

كما اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «صائب عريقات»، أن التفكير بسيناء بديلا عن الأراضي الفلسطينية «تفكير سخيف، فسيناء أرض مصرية، ولا نسعى لإقامة دولة فلسطين فيها ونرفض التقارير عن هذا الشأن».

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية أبريل/ نيسان 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية، بسبب رفض (إسرائيل) وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

فلسطين السلام اجتماع العقبة سيناء توطين إسرائيل محمود عباس