محللون: منع «الرجوب» كشف خلاف القاهرة مع «فتح» بسبب «دحلان»

الأربعاء 1 مارس 2017 10:03 ص

اعتبر محللون سياسيون، منع السلطات المصرية دخول «جبريل الرجوب» أمين سر اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، لأراضيها، تكشف الخلافات غير المعلنة بين القاهرة ورام الله.

ونقلت «الأناضول»، محللين، قولهم إن الخلافات بدأت، بسبب دعم مصر للقيادي «محمد دحلان»، الخصم السياسي للرئيس «محمود عباس»، وزادت نتيجة رفض الأخير، تأجيل عقد المؤتمر السابع للحركة، والذي أقصى مؤخرا «دحلان» وأنصاره من صفوف «فتح».

وبلغ التوتر ذروته، بعد سحب مصر، مشروع قرار كانت قدمته أواخر العام الماضي لمجلس الأمن الدولي حول الاستيطان، تحت ضغط إسرائيلي عبر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قبل توليه الإدارة، نهاية العام الماضي، مما دفع كل من نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال، لتقديم مشروع بديل، بناء على طلب وإلحاح الرئيس «عباس»، وهو ما أوقع مصر في حرج بالغ، وكشف عن تباينات بين الجانبين.

ولفت المحللون، إلى أن امكانية إدانة (إسرائيل) في مجلس الأمن، كانت «فرصة لن تتكرر» لـ«عباس»، فهو يعلم أن الرئيس الأمريكي وقتها «باراك أوباما» كان يريد الانتقام من «بنيامين نتنياهو» رئيس وزراء (إسرائيل) المؤيد لـ«ترامب»، وبالتالي لن يستخدم «فيتو» ضد القرار خاصة أنه كان في نهاية ولايته، فألح «عباس» من أجل التصويت على القرار بعد طلب القاهرة تأجيله للتشاور، وغامر بغضب القاهرة مقابل تمرير القرار.

خصومة تاريخية

بدوره، أرجع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل «بلال الشوبكي»، منع دخول «الرجوب» للأراضي المصرية إلى علاقة «الخصومة التاريخية» بين «الرجوب» و«دحلان»، الذي تدعمه مصر.

وأضاف: «يبدو أن لدى مصر تقديرات أن الرجوب من الشخصيات التي وقفت سدا منيعا أمام مساعيها في عودة (دحلان) للمشهد السياسي الفلسطيني، أو أن يشكل كيانا موازيا لفتح».

واستبعد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، أن ينعكس القرار على العلاقات بين القاهرة ورام الله، بحكم الجغرافيا، والعلاقة الاستراتيجية بين البلدين.

وتابع: «القيادة الفلسطينية غير معنية بنقاش الأمر على الاعلام، وأن أي خسارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس على الصعيد الاقليمي يعني إضعافه».

وقال: «سنسمع من القيادات الفلسطينية الحديث الدبلوماسي المعهود بأن العلاقة مع مصر خط أحمر، ولن تقول أكثر من ذلك».

ومضى: «العلاقة بين الطرفين ليست اختيارية مهما بلغت الخلافات، ستبقى الجغرافية أقوى».

وأضاف: «مصر تلعب دورا أمنيا في المنطقة، وقد أبدت استعدادها وفق الاعلام الإسرائيلي على أن تكون ضمن حل إقليمي للقضية الفلسطينية، وخسارة مصر يعني خسارة قضايا هامة».

ولفت إلى القيادة الفلسطينية، ستوعز لقوى إقليمية للتوسط لحل الخلافات واعادة ترتيب العلاقة، مع القاهرة.

يشار إلى أن «تيار دحلان» داخل حركة «فتح» الفلسطينية، يواصل مشاورات في القاهرة لعقد مؤتمر عام، في مصر، يناوئ مؤتمر فتح السابع الذي أقصاهم من اللجنة المركزية للحركة. (طالع المزيد)

رسائل لـ«فتح»

واتفق «سليمان بشارات»، الباحث في مركز الدراسات المعاصرة (خاص)، مع «الشوبكي»، بأن مصر ترى في «الرجوب» شخصية فتحاوية وقفت سدا أمام محاولتها عودة «دحلان» لصفوف الحركة.

وقال «بشارات»، إن هناك محددات لعلاقة مصر بالسلطة الفلسطينية، على رأسها الدور المصري في العملية السلمية بالمنطقة، وهذا يتطلب منها الابقاء على خيوط في العلاقة مهما بلغت حالة الأزمة بينها وبين أقطاب السلطة الفلسطينية.

وأضاف أن مصر من خلال منع دخول «الرجوب» لأراضيها، توصل رسائلها الرافضة لمواقف معينة اتخذتها السلطة سواء فيما يخص الرباعية العربية ومحاولتها انهاء الخلاف الفتحاوي الداخلي، أو المواقف التي تتعلق بقضايا أخرى.

ومضى: «هذا المنع يحمل رسائل سياسية أكثر منها تخص شخص الرجوب، أول هذه الرسائل أن أبواب مصر قد تغلق أمام قيادات السلطة في حال لم تتجاوب مع الرؤية التي تعبر عنها القاهرة تجاه العديد من القضايا سواء ما يخص الرباعية العربية، أو حتى ما يتعلق بتطورات العملية السياسية السلمية بالمنطقة والدور الذي تقوم به القاهرة».

أما الرسالة الثانية، بحسب «بشارات»، هي محاولة الضغط باتجاه تليين المواقف التي اتخذتها السلطة الفلسطينية في الفترة الأخيرة، وتغير لهجة خطابها فيما يخص رفضها التدخل بالشأن الداخلي، أو حتى المصالحة ما بين القيادي محمد دحلان والرئيس عباس.

وأردف: «مصر والسلطة تحاول كل منهما التعامل لو بالحد الأدنى من العلاقات لكن دون إظهار وجود أي خلاف مواقف، وهذا في الغالب سيدفع السلطة في الفترة المقبلة لتقديم مرونة تجاه بعض القضايا التي قد تطرحها مصر فيما يخص الملفات الفلسطينية الرئيسية سواء عملية السلام أو موضوع المصالحة أو ما يخص العلاقة الفتحاوية الداخلية».

موقف شخصي

بدوره، قال أستاذ الاعلام في جامعة القدس «أحمد رفيق عوض»، إن توتر العلاقة مع مصر سينعكس سلبا على عملية التسوية السياسية، والمصالحة الفلسطينية.

وأَضاف: «الموقف المصري ثابت من القضية الفلسطينية لم يتغير رغم وجود شد وجذب في السنوات الأخيرة، والسلطة الفلسطينية ترى في مصر حجر تستند عليه».

وعن منع دخول «الرجوب» قال: «أعتقد انه موقف شخصي من الرجوب، وليس من حركة فتح أو السلطة الفلسطينية، ونتوقع أن يكون هناك توضيح مصري قريب لذلك».

ويرى «عوض» أن مصر تفتح قنوات مع الكل الفلسطيني، بما فيهم «دحلان»، وحركة «حماس»، ليسهل عليها العمل في تقريب وجهات النظر بين الكل الفلسطيني.

وكانت مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة، كشفت عن منع السلطات المصرية، الأحد الماضي، بمنع «الرجوب»، من دخول أراضيها.

وكان من المقرر أن يشارك «الرجوب»، في مؤتمر المؤتمر الوزاري العربي حول الإرهاب والتنمية الاجتماعية- أسباب ومعالجات، الذي عقد في مدينة شرم الشيخ المصرية، بناء على دعوة رسمية، إلا أنه فوجئ بمنعه من الدخول.

وفي الوقت الذي رفضت السفارة الفلسطينية في القاهرة، التعليق على منع الوزير الفلسطيني من دخول مصر، وإعادة ترحيله مرة أخرى من حيث أتى، قال «الرجوب»: «علاقتى مع الشعب والنظام السياسي المصري تاريخية، وأنا مش أبوبكر البغدادي علشان يتم منعي من دخول مصر، وعلى السلطات المصرية توضيح أسباب منعي من الدخول، وأعتقد أن ما حدث خطر استراتيجي».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

فتح مصر محمود عباس فلسطين جميل الرجوب محمد دحلان