لقاءات «شكري» بواشنطن.. عرض رؤى وطلب للدعم وتحضير لزيارة «السيسي»

الأربعاء 1 مارس 2017 11:03 ص

لقاءات متعددة، أجراها وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، خلال اليومين الماضيين، في زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، كان محاورها عرض رؤى مصر للقضايا الإقليمية، وطلب الدعم الأمريكي ماليا وسياسيا، والتحضير لزيارة مرتقبة لـ«عبد الفتاح السيسي» لم تؤكد رسميا حتى الآن.

فبعد أيام من لقائهم بالرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» بالقاهرة، التقي «شكري»، مع ممثلي المنظمات الأمريكية اليهودية بمقر السفارة المصرية فى العاصمة الأمريكية واشنطن.

وقال المستشار «أحمد أبو زيد» المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن النقاش بين الطرفين، تطرق إلى سبل تنشيط وتعزيز العلاقات الأمريكية مع مصر في مجالاتها الاقتصادية والسياسة والعسكرية، بالإضافة إلى أهمية تكثيف التنسيق والتشاور السياسي حول القضايا الإقليمية، وما تحمله من حلول للتعامل مع الأزمات التي تواجه الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط.

وأشار في بيان لوزارة الخارجية نشرته صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، إلى أن الوزير «شكري» قدم عرضاً تناول خلاله التقييم المصرى للأوضاع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، وتأثيراتها على أمن واستقرار الشرق الأوسط.

وأضاف «أبو زيد»، أن اللقاء تناول أيضا العلاقات المصرية الأمريكية، وأهمية تعزيزها، حيث أكد وفد المنظمات الأمريكية اليهودية أن استقرار مصر ونجاح تجربتها الإصلاحية يمثل مصلحة أمريكية رئيسية لما يؤدي إليه ذلك من تعزيز عوامل الاستقرار في الشرق الأوسط.

وفي 19 فبراير/ شباط الماضي، استقبل «السيسي»، وفدا من منظمات أمريكية يهودية، وقال لهم إن تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يقضي على أهم ذرائع الإرهاب ويتيح المجال لدول المنطقة لتحقيق التنمية.

على الصعيد نفسه، كما التقي «شكري» مع النائبة الجمهورية «كاي جرنجر» رئيسة اللجنة الفرعية لاعتمادات الدفاع وعضو اللجنة الفرعية للاعتمادات الخارجية التابعة للجنة الاعتمادات بمجلس النواب الأمريكي.

وتطرق اللقاء إلى برنامج المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكي لمصر، حيث أكد وزير الخارجية أهمية استمرار الدعم الأمريكي لمصر، كي تتمكن من مواجهة التحديات المتزايدة، سواء فيما يتصل بجهود مكافحة الإرهاب، أو ما يتصل بتعزيز ودعم الاستقرار والسلام بمنطقة الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء شهد نقاشاً مطولا حول استراتيجية العلاقات المصرية الأمريكية وخصوصيتها.

ورد وزير الخارجية على استفسارات النائبة الأمريكية عن الأوضاع الاقتصادية في مصر، ومسار تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن تقييم مصر للتحديات المختلفة في المنطقة وسبل مواجهتها.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، طالبت مصر، من المسؤولين الأمريكيين، زيادة برنامج المساعدات العسكرية لمصر، لتمكينها من استمرار جهودها في مجال مكافحة الإرهاب.

ويبلغ إجمالي قيمة المساعدات العسكرية التي تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية لمصر نحو 1.3 مليار دولار سنويا.

على الصعيد نفسه، التقى «شكرى» بالنائب الجمهوري «ديفيد تروت» عضو لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي.

وأطلع «شكري» النائب على مستجدات الأوضاع في مصر، بما في ذلك برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن التطورات المرتبطة بالتحول الديمقراطي.

وتوترت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، مع تداعيات الانقلاب على الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، المنتمي لجماعة الإخوان، في 3 يوليو/ تموز 2013، ما دفع واشنطن لتعليق جزء من المساعدات العسكرية للقاهرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2013.

وفي مارس/ آذار 2015، استأنفت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية مرة أخرى إلى مصر.

ووصل «شكري» إلى واشنطن، الأحد، في زيارة هي الثانية خلال 3 أشهر؛ لبحث العلاقات الثنائية مع عدد من المسؤولين هناك، في وقت قالت فيه تقارير إعلامية إن زيارته تأتي لترتيب أخرى مرتقبة للرئيس «عبد الفتاح السيسي» إلى الولايات المتحدة، وهو ما لم يُؤكد رسميًا حتى اللحظة.

وأوضحت المصادر أن زيارة «شكري» قد تكون تحضيرية لزيارة «السيسي» واشنطن الشهر المقبل، يلتقي خلالها «ترامب».

ويُتوقّع أن تناقش الزيارة العلاقات المصرية - الأمريكية، والتعاون في مكافحة الإرهاب وأفق عملية السلام، نظرا إلى جهود القاهرة في هذا الصدد وتعويل واشنطن على دور محوري للعاصمة المصرية في تحريك المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وكان «شكري» زار العاصمة الأمريكية، في ديسمبر/ كانو نالأول الماضي، وذلك أيام بعد فوز الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» وقبل تنصيبه رسميا، والتقى خلال هذه الزيارة نائب الرئيس «مايك بنس».

ويتوقّع مراقبون تحسناً بالغاً في العلاقات المصرية - الأمريكية خلال عهد «ترامب»، بسبب أولوية محاربة الإرهاب والتطرف، وتشدد الإدارة في ملف جماعة «الإخوان المسلمين».

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، قالت الرئاسة المصرية، إن «السيسي»، بحث محاربة الإرهاب والتطرف مع نظيره الأمريكي «ترامب»، والذي قدر بدوره الصعوبات التي تواجهها مصر في «محاربة الإرهاب».

ومؤخرا قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن «ترامب» هو «سيسي أمريكا»، حيث يبدو وكأنه مثل أحد طغاة العالم العربي، ومشهد تنصيبه كان يليق بـ«عبد الفتاح السيسي»، جنرال مصر الذي تحول إلى رئيس.

ووفق الصحيفة، كان من المذهل مشاهدة «ترامب» وهو يقوم بقولبة الولايات المتحدة في شكل مصر، حيث يحكم الجيش بشكل أو بآخر منذ أكثر من 6 عقود.

وتؤكد الصحيفة أنه ليس من العجيب أن يصف «ترامب»، «السيسي» بأنه «رجل رائع» بعد مقابلتهما في نيويورك العام المنصرم.

وكان «السيسي» أول رئيس دولة يقدم التهنئة لـ«ترامب» عقب فوزه بالرئاسة الأمريكية في نوفمبر/ تشرين ثان 2016.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا دونالد ترامب عبد الفتاح السيسي لقاءات سامح شكري