استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حزب الله في الورطة ويشكو من سليماني!

الأربعاء 1 مارس 2017 03:03 ص

بعيدا عن استعراضات نصر الله التي يكررها منذ 5 أعوام، فإن الحقيقة هي أنه أكبر الخاسرين في الحرب السورية، فإيران في نهاية المطاف قد تخسر بعد كل هذه المغامرات أحلاما تلبست محافظيها، لكنها ستبقى قوة إقليمية مهمة، لكن المشكلة هي في حزب الله، إلى جانب الكثير من الشيعة العرب الذين انحازوا لمغامراتها (إيران) غير آبهين لحقيقة صدامهم بذلك مع جيرانهم من الغالبية، حتى لو كانت لهم غالبية نسبية في بلد أو حتى بلدين.

حزب الله كان من أكثر القوى الشيعية حضورا في وعي الغالبية السنيّة، خلافا للعراقية التي تحالف أكثرها مع المحتل الأمريكي، ما يعني أن فقدانه لذلك الحضور يمثل خسارة بالغة الأهمية، فكيف وهو يعيش في بلد متعدد، يمثل فيه السنّة ذات نسبة الشيعة، وفي منطقة بغالبية سنيّة أيضا؟!

لو سقط بشار، لما تأثر وضع حزب الله كثيرا، فحضوره لم يكن يحتاج قوة خارجية، وحتى لو تراجع بعض الشيء عن هيمنته على الدولة اللبنانية، فإن ذلك سيصب في صالح التعايش وإزالة الاحتقان ويصب في مصلحة الجميع.

اليوم، لا يخسر حزب الله غالبية أبناء المنطقة وحسب؛ بل يتجرأ عليه كثيرون في الساحة اللبنانية ذاتها؛ بمن فيهم شيعة، رغم صعوبة ذلك في ظل هياج مذهبي، وفي ظل سطوته بالسلاح على الدولة اللبنانية.

دعك هنا من الخسارة المباشرة، ممثلة في تضحيته بما لا يقل عن ألفين من أبنائه، وأضعافهم من الجرحى والمعوقين، وما يستتبعه ذلك من جدل داخلي حول الزج بهم في معركة عبثية، لأن سوريا لن تعود لما كانت عليه ولو امتدت الحرب عشر سنوات أخرى.

في هذا السياق نشر معهد واشنطن، تقريرا هاما حول وضع الحزب وخسائره وشكوى بعض قادته وكوادره من المعركة التي تم زجهم بها في سوريا، وكتبت التقرير باحثة من أصل لبناني، بعد حوارات ولقاءات مع كثير من القادة والكوادر.

ولاحظت الباحثة مثلا كيف أن إعلام حزب الله بات يسخر بشكل صريح من جيش بشار، ويحمّله أسباب خسارة المعارك، فيما بدأت بوادر خلافات بالظهور، بين حزب الله وبين الحرس الثوري الإيراني.

ويذهب التقرير إلى أن حرب سوريا "كشفت نوايا إيران التوسعية الحقيقية، إلى جانب غطرسة فارسية في التعامل مع الشيعة العرب لم يألفها مقاتلو حزب الله".

وبحسب كاتبة التقرير، فقد أجمع أكثر كوادر ومسؤولي حزب الله الذين التقتهم على تحميل سليماني، مسؤولية تدهور العلاقات بين حزب الله وبين الحرس، حيث أوضحوا أنه “بدأ يتدخل في التفاصيل الإدارية لعمليات حزب الله العسكرية، إلى درجة لم يسبق لها مثيل”.

أما التناقض الآخر الذي كشفه التقرير فيتصل بالعلاقة بين الشيعة الفرس والشيعة العرب، إذ نقل عن أحد مقاتلي حزب الله، قوله: “لقد كان واضحا للكثيرين منا أن سليماني يولي الأولوية لحماية الإيرانيين، وأنه قد يضحي بمقاتلينا، وبجميع الشيعة غير الإيرانيين”. ونقلت عن مقاتل آخر قوله: “أشعر أحيانا أنني أقاتل إلى جانب غرباء لن يكترثوا إذا قتلت”.

ويكشف التقرير أن سليماني لم يكن متسامحا بتاتا مع حزب الله، وقطع الرواتب عن عناصره ثلاثة شهور، بعدما توقف عن إرسال الجنود إلى حلب. ويضيف أن الحزب رضخ لمطالبه، إلا أن غالبية عناصره يكرهونه، “وأصبح العديد من المقاتلين المخضرمين يعتقدون أن مفهوم وحدة الهوية الشيعية هو خيال".

في التقرير قضايا أخرى لا تقل إثارة، لا تحتمل هذه السطور نقلها، لكنها تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قاعدة الحزب بدأت تتذمر من التورط في سوريا، وتشعر أنه تورط خاطئ، لكن نصر الله لن يعترف، لأن "الولي الفقيه" لن يسمح له بذلك!

* ياسر الزعاترة كاتب سياسي أردني/ فلسطيني.

  كلمات مفتاحية

حزب الله قاسم سليماني حسن نصرالله الصراع السوري بشار السد إيران الحرس الثوري