من المقرر أن يقوم رئيس الوزراء الأردني «هاني الملقي»، الثلاثاء المقبل، بزيارة رسمية إلى الجمهورية التركية تستغرق يوما واحدا، يرافقه خلالها عدد من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال.

وسيلتقي «الملقي» خلال الزيارة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، ورئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم».

وتأتي الزيارة في إطار بحث عدد من الملفات المشتركة، وتعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومناقشة عدد من القضايا التي تهم البلدين.

وكان السفير الأردني في أنقرة «أمجد العضايلة»، قد أشاد في يناير/كانون الثاني الماضي، بعلاقة بلاده بتركيا منذ بدئها عام 1947، ووصفها بأنها مثال متميز ونموذج راسخ في العلاقات بين الدول في ظل تعاون يشمل مجالات عدة من بينها الاقتصادية والسياسية.

كما ثمن تجربة تركيا النموذجية لاستقبال اللاجئين السوريين، وطالب بتنفيذ التعهدات الدولية بالدعم في هذا الملف.

وقال السفير الأردني آنذاك إن العلاقات الأردنية التركية طوال السبعين عاما الماضية كانت راسخة وقوية ومتينة، ومثالا متميزا ونموذجا راسخا للعلاقات بين الدول، مضيفا أن تلك العلاقات تأسست على مبادئ الثقة والاحترام المتبادل.

وأشار إلى أن مؤسس المملكة الأردنية الملك «عبدالله بن الحسين» زار تركيا عام 1937 وأجرى لقاء تاريخيا مع مؤسس الجمهورية التركية «كمال أتاتورك».

كما لفت «العضايلة» إلى أن أول مفوضية دبلوماسية لبلاده في العاصمة التركية قد افتتحت في 15 يناير/كانون الثاني 1947، قبل أن ترفع البعثة إلى سفارة عام 1955.

وحول مجالات التعاون بين تركيا والأردن، قال «العضايلة» إن علاقة عمان وأنقرة تشمل كل المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، مؤكدا أن البلدين يعملان بشكل دائم على استمرار التشاور والتنسيق لمواجهة التحديات الناجمة عن الصراعات الإقليمية.

وفي هذا الصدد، لفت السفير الأردني إلى أن أنقرة وعمان تسعيان لدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إيجاد حلول سياسية لأزمات المنطقة، لا سيما الخاصة بسوريا، التي لها تأثير مباشر على البلدين حيث تتحمل الأردن وتركيا ولبنان وحدها الأعباء المتمثلة باستقبال الملايين من اللاجئين وتغطية تكاليف نفقاتهم.

وبشأن التعاون التجاري بين تركيا والأردن، قال «العضايلة» إن حجم التبادل التجاري تضاعف عدة مرات، بعد إلغاء التأشيرات بين البلدين، ووصل عام 2015 إلى نحو مليار دولار، بعد أن كان لا يتجاوز 150 مليونا عام 2010.

وأفاد السفير الأردني أن عمان عرضت على أنقرة إقامة منطقة حرة خاصة للصناعات التركية في منطقة العقبة (جنوبي المملكة) للاستثمار فيها والتصدير من خلالها للأسواق القريبة في دول الخليج وأفريقيا.

وأضاف أن البلدين يعملان على فتح خط تجاري بحري بين ميناء العقبة والموانئ التركية في أقرب فرصة ممكنة لتعويض الخط البري عبر سوريا الذي انقطع بعد بدء الأزمة هناك في عام 2011.

ولفت «العضايلة»، أيضا إلى أنه من المتوقع أن يقوم رئيس الوزراء الأردني «هاني الملقي»، بزيارة قريبا لتركيا لإجراء مباحثات مع نظيره التركي «بن علي يلدريم» لمناقشة واستكمال كافة الملفات الاقتصادية والسياسية، وفتح آفاق جديدة من التعاون في مختلف المجالات.

وأثنى «العضايلة» على التجربة التركية في استقبال اللاجئين السوريين، واصفها إياها بـالنموذجية، وموضحا أن تركيا استقبلت ملايين اللاجئين وتحملت معظم النفقات وحدها، وقدمت صورة إيجابية إنسانية رائعة لخدمة السوريين الذين عانوا جراء هذا النزاع الدموي المستمر منذ خمس سنوات.