سفير الإمارات لدى واشنطن: تقارب دول الخليج مع إيران مشروط بالتزامات طهران

الأحد 5 مارس 2017 08:03 ص

صرح «يوسف العتيبة» سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، بأن وقف العدائية الإيرانية لن يكون مهمة سهلة، إلا أنه أكد أن استقرار المنطقة بأكملها يعتمد عليها، موضحا أن إلزام إيران بتعهداتها سيكون خطوة أولى هامة في سبيل ذلك.

وقال «العتيبة» في مقال له نشر بصحيفة «وول ستريت جورنال الأمريكية»: «حين دخل الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ قبل أكثر من عام، كانت هناك آمال كبيرة بأن ذلك سيضع طهران في مسار جديد للانخراط الجاد في الشؤون العالمية، لكن في المقابل، اختارت إيران المزيد من الصراع والعداء، وجاءت خطوة إدارة ترامب المبكرة بفرض عقوبات جديدة على إيران كردة فعل مدروسة طال انتظارها وقوبلت بالترحيب من كافة أصدقاء أمريكا في المنطقة».

وأضاف: «يزداد أسلوب إيران العدائي سوءا، وهناك اعتراضات عديدة على الأسلحة الإيرانية غير المشروعة الموجهة للحوثيين في اليمن، في يوم رأس السنة، اقتحم مسلحون مدعومون من إيران في البحرين سجنا لإرهابيين مدانين، ولاحقا في شهر يناير/كانون الثاني، اختبرت إيران صاروخا باليستيا يحمل رأسا نوويا، وهذا هو الانتهاك الثاني عشر لها، على الأقل، لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يحظر هذه الاختبارات، وفي تلك الأثناء، صعدت إيران بثبات من دعمها للحوثيين، مما أطال حربا كانت لها عواقب إنسانية مروعة، وصرفت الانتباه عن الحرب ضد القاعدة، إحدى أخطر المنظمات الإرهابية في العالم، في شبه الجزيرة العربية».

وتابع: «وكما قال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مسبقا في جلسات تأكيد التعيين أمام الكونغرس، إن إيران هي أكبر قوة تزعزع استقرار الشرق الأوسط، فقد وصف مجددا النظام الإيراني، الشهر الماضي، بكونه أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم، وفي العام الماضي قال ماتيس أيضا إن إيران استغلت صعود تنظيم الدولة الإسلامية كعذر للاستمرار في أفعالها المؤذية».

واستطرد: «وفي المقابل، تتوعد إيران بالمزيد من تلك الأفعال، ففي الشهر الماضي، مدح نائب قائد قوات الحرس الثوري الإسلامي، الجنرال حسين سلامي القوة الصاروخية العظيمة التي تمتلكها إيران»، قائلا: كل يوم نضيف المزيد لأعداد الصواريخ، والمركبات الحربية، وقاذفات الصواريخ في حوزتنا».

وتساءل السفير الإماراتي: «ماذا تريد إيران تحديدا؟، يدعو دستورها لتصدير ثورتها الإسلامية إلى بقية العالم، ويتحدث قادتها عن بلاد فارس عظمى وهي دائرة نفوذ تغطي معظم منطقة الشرق الأوسط وتظل صيحة الموت لأمريكا مفضلة في طهران».

وأوضح «العتيبة» أن الإمارات ترى إلى جانب الولايات المتحدة ضرورة تنفيذ الصفقة النووية بصرامة، والأمر ذاته فيما يخص تطبيق قرارات «الأمم المتحدة» التي تمنع نقل الأسلحة الإيرانية وإجراء اختبارات الصواريخ الباليستية، مشددا على أنه ينبغي كشف الانتهاكات الإيرانية على الفور، وكذلك التصدي لها بفرض عقوبات اقتصادية إضافية.

وقال: «سيكون لإعادة إحياء التعاون الأمني بين الولايات المتحدة ودول الخليج أثرا فوريا في اليمن، إذ إن الدعم الأمريكي المتزايد لصالح التحالف العربي من شأنه أن يساعد في محاربة الحوثيين، الذين أسقطوا الحكومة الشرعية في اليمن، وسيساعد على مجابهة آلاف القذائف والصواريخ التي تمد إيران الحوثيين بها فيطلقونها على السعودية، وسيدعم هذا أيضا حماية حركة الشحن في البحر الأحمر، وهو معبر مائي دولي وحيوي في الطريق إلى قناة السويس».

وأشار إلى أن الجهود المبذولة في اليمن توضح أن الإمارات ودول الخليج العربي الأخرى تتقدم المسيرة ليس لحماية مصالحها فقط، بل لحماية المصالح الأمريكية أيضا، لافتا أن الدعم الأمريكي أصبح حيويا أكثر من ذي قبل، إلا أن هذا لا يعني السعي تجاه تواجد عسكري أمريكي، حيث إن الأمر مرتبط بصورة أكبر بوجود قادة حازمين في واشنطن يقدمون نوايا واضحة وسياسات متسقة.

وقال: «إذا خرجت الولايات المتحدة من المعادلة، ستصبح النزاعات في دول مثل سوريا، وليبيا، واليمن أطول وأكثر حدة، ويصبح المعتدون مثل إيران، والدولة الإسلامية، والقاعدة أقوى وأخطر».

وأضاف: «يمكن تجنب حدوث المزيد من العنف، ويمكن لإيران إيقاف اختبارات الصواريخ، وتعليق دعمها لوكلاء يستخدمون العنف مثل حزب الله، وحماس، والحشد الشعبي، والميليشيات الشيعية في العراق، يمكنها وضع نهاية للتعصب الطائفي وأفعالها المزعزعة للاستقرار في العالم العربي، على قادة طهران أن يسألوا أنفسهم: هل نريد أن نكون جزءا من الحل أم نستمر في كوننا أكبر مشكلة في المنطقة؟».

وصرح بأن الإمارات والدول الأخرى بـ«مجلس التعاون الخليجي» ترى أن المشاركة يمكن أن تمثل حلا طويل المدى، حيث اقترح المجلس في يناير/كانون الثاني الماضي، إجراء حوار استراتيجي مع إيران، واستقر فيه على ثلاثة مبادئ هي، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ووقف خطة تصدير الثورة الإيرانية، والالتزام بتهدئة التعصب الطائفي بين السنة والشيعة.

وقال: «سنستمر في محاولة إقناع القادة الإيرانيين بإمكانية التعايش السلمي، سيكون الجانب الإيجابي الذي سيأتي من وراء ذلك هائلا، حركة تجارة أضخم، وفرص اقتصادية أفضل، وتبادل ثقافي موسع بين الدول، وإيران جديدة تتمكن من اعتلاء مكانتها المستحقة في المجتمع الدولي. وسيكون الاتفاق النووي خطوة أولى في اتجاه تحقيق ذلك المستقبل».

وتابع: «لكن من الواضح أن إيران لها رأي آخر، والآن مع حذر واشنطن تجاه الخطر المتصاعد من جانب إيران، نضع نحن أيضا خططنا للتعامل مع الوضع، ومن بين تلك الخطط تجديد الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة، التي قد تضع أساسا لرد حازم على أفعال الجمهورية الإسلامية الاستفزازية، وهو جهد ملح وضروري للدفاع عن مصالحنا المشتركة ولنصبح جميعا أكثر أمنا وأمانا».

  كلمات مفتاحية

الإمارات مجلس التعاون الخليجي إيران الولايات المتحدة الاتفاق النووي العلاقات الخليجية الإيرانية