«فورين بوليسي»: لماذا لا يجب تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية؟

الأحد 5 مارس 2017 03:03 ص

في ظل التصعيد الذي يمارسه الرئيس «دونالد ترامب» ليصل إلى ما أسماه الحرب على «الإرهاب الإسلامي المتطرف»، فإن الوقت الحالي هو الوقت المناسب للتفكير في المنظمات التي ينبغي أن تكون في الواقع موسومة بأنها منظمات إرهابية. ويجري النظر في وضع كل من الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان المسلمين ضمن القائمة.

وقد كتبت في مكان آخر، أن هناك حججا قوية لتسمية الحرس الثوري، الذي يعد قيادة لقوات عسكرية وطنية ترعاها دولة. لكن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، غير الحكومية، ومتعددة الجنسيات، وهي منظمة متعددة الأوجه سيكون أمرا بعيدا عن الحكمة: إن مخاطر تصنيف جماعة الإخوان المسلمين بأنها منظمة إرهابية تفوق الفوائد من وراء ذلك.

ذكرت شبكة سي إن إن في يوم 8 فبراير/شباط، أن إدارة «ترامب» تفكر جديا في تصنيف الحرس الثوري وجماعة الإخوان المسلمين على أنها منظمات أجنبية إرهابية. ولكن في اليوم السابق، ذكرت وكالة رويترز أن البيت الأبيض قد علق الأمر التنفيذي لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين، بينما يمضي قرار الإدارة بخصوص الحرس الثوري الإيراني.

وقد تم إدخال نسختين من نفس القانون لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين في مجلس الشيوخ ومجلس النواب: قانون «إس 68» لتسمية جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية عام 2017، حيث قدم من قبل السناتور «تيد كروز» في 9 يناير/ كانون الثاني 2017 . إضافة إلى قانون آخر قدم في نفس التاريخ من قبل النائب «ماريو دياز بالارت».

يوجد هناك بعض الفوائد المحتملة لمثل هذا التصنيف. حيث يقيد بشدة قدرة أفراد جماعة الإخوان على العمل بشكل علني بين قيود أخرى، كما أن التصنيف يجعل التعامل مع الجماعة غير قانوني لأي شخص في الولايات المتحدة أو يجعله يخضع لاختصاص الولايات المتحدة في حال تقديم «دعم مادي أو موارد»، بما في ذلك التدريب والتدريس، أو مشورة الخبراء. أيضا، إذا تم اعتبار أي شخص من خارج الولايات المتحدة عضوا من منظمة إرهابية أجنبية غير مقبولة، فسوف يتم تجميد أي أموال لديه من قبل المؤسسات المالية الأمريكية.

ومن شأن هذه القيود أن يكون لها تأثير خطير على جهود الجماعة في بناء مساجد جديدة، ومراكز مجتمعية، أو غيرها من «البؤر التجمعية» لنشر عقيدتهم وأفكارهم. إن منع انتشار المساجد التابعة لجماعة الإخوان، ومراكز المجتمع يأتي ضمن جهود منع إنشاء شبكة دعم لإعداد أي عضو للمشاركة في أعمال العنف ضد الولايات المتحدة أو مصالحها الحيوية. ولأن هذا الحظر يمتد إلى أي أموال تتحرك من خلال البنوك الأمريكية بغض النظر عن الأصل، فإن هذا تقييد مفيد لتقييد الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم.

إن تقييد الدعم المادي للإخوان أيضا يقلل من قدرة التيارات المسلحة من الإخوان في الحصول على أسلحة ومواد لصنع القنابل. وكان تصنيف الولايات المتحدة لحركة حماس، إحدى الجهات التابعة للإخوان في غزة، قد سمح بفرض قيود شديدة على قدرة حماس على شن حرب ضد (إسرائيل). وسوف يرتعد المرء عند التفكير في الكيفية التي ربما تكون أسوأ بكثير من الهجمات الحالية من غزة ضد (إسرائيل) فيما لو كان لحماس المزيد من القدرة على استيراد الأسلحة، وبناء الأنفاق، وتطوير قنابل لإيذاء (إسرائيل).

وتأتي التصنيفات الإرهابية للجماعة أيضا من جانب عدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة وتشمل: البحرين، مصر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، وسوريا، مع استثناء بارز من قطر وتركيا.

مخاطر كبيرة

ولكن هناك مخاطر كبيرة في تصنيف الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية. ففي حين أن حماس هي منظمة مخصصة لتدمير (إسرائيل) بأية وسيلة، فان جماعة الإخوان المسلمين هي حركة سياسية أعم . وتقول «لورا بيتر» من هيومن رايتس ووتش «إن الإخوان المسلمين هي منظمة سياسية كبيرة ومعقدة تعمل في العديد من البلدان». ويحذر خبراء أن وصف هذه المجموعة الكاملة كمنظمة إرهابية، في حال اختارت إدارة «ترامب» هذا القرار يمكن أن تضر بمشاركة الجماعات الإسلامية في العمليات الديمقراطية. حيث تشارك فقط بعض الجماعات المتصلة بها في أعمال العنف، ولكن عدد كبير من الجماعات السلمية تقوم بمتابعة الأنشطة المشروعة وهذا يثير مسألة ما إذا كان التصنيف يلبي المعايير القانونية.

ثانيا، نظرا للأثر الخطير للتصنيف في المؤسسات المالية الأمريكية عند تطبيق أحكامه، وخاصة في الخارج، حيث يحتاج إلى توافق واسع في جميع أنحاء الطيف السياسي في واشنطن وذلك ضروري لاستمرار التصنيف، حيث أن التصنيف يعرض للمراجعة كل سنتين. وهناك عودة إلى الوراء بالفعل في الكونغرس، حيث ادعى السيناتور «بن كاردن» وهو عضو بارز في لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية، أن جماعة الإخوان المسلمين «هي منظمة إرهابية» لكنه دعا الولايات المتحدة للتشاور مع الحلفاء لفهم التداعيات المحتملة من وراء تصنيف المجموعة. وأضاف: «قبل أن نفعل العمل الرسمي، من المهم أن نقيم عواقب ما نقوم به»، وذلك في تصريح لصحيفة «وول ستريت جورنال».

ثالثا، وحسب مركز واشنطن للأبحاث فإن معظم المتخصصين في الشؤون الخارجية للولايات المتحدة يلتزمون عموما بالموقف الذي يرى أن جماعة الإخوان المسلمين هي تنظيم سياسي واجتماعي مشروع أكثر من كونها منظمة إرهابية، وطابعها المتعدد الجنسيات يعكس تنوع مجموعاتها الفرعية، وكثير منها ليست منظمات إرهابية.

رابعا، إن منتقدي التصنيف يعبرون ببعض النقاط خاصة قلقهم إزاء رد فعل سلبي. ولعل أهم ما جاء حول مخاطر التصنيف ما ذكره «إريك تراغر» من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز أبحاث بارز في قضايا الشرق الأوسط. حيث قال «تراغر»: «إذا حاول إدارة ترامب وفشل في تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، فإن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية: إن منظمات الإخوان من المرجح أن تستخدم هذا كانتصار وستستخدم هذا الفشل في تصنيفهم كدليل على الادعاء، زورا، بأنهم غير عنيفين».

وبما أن مخاطر تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية تفوق الفوائد، فليست هناك حاجة للتسرع في هذه العملية. حيث تحتاج الأوامر التنفيذية الممكنة، ومشاريع القوانين في الكونغرس إلى النظر الدقيق في الفوائد والمخاطر.

ومن المهم للرئيس والكونجرس التحرك على طول خطوط مماثلة لتعزيز أثر الأوامر التنفيذية. وسيسمح التنسيق بين الوكالات وجلسات الاستماع في الكونغرس بزيادة فعالية السلطة الرئاسية. كما أنها تنبه القضاء إلى مشروعية العمل الحكومي الموحد.

وأخيرا، يقول «جوناثان سكانزير» وهو محلل في مجال تمويل الإرهاب أنه يجب على إدارة ترامب مراجعة الخيارات لصياغة شكل الجهات المستهدفة من التصنيف. والتركيز على ملاحقة الأجزاء التي تتسم بالعنف حتى تحصل على دعم من الشركاء الأجانب والمشككين الأمريكيين على حد سواء.

  كلمات مفتاحية

الإخوان المسلمون ترامب تصنيف الإخوان منظمة إرهابية