اغتيال رجل دين بهجوم مسلح غربي العاصمة العراقية بغداد

الاثنين 6 مارس 2017 08:03 ص

اغتال مسلحون مجهولون إمام وخطيب جامع الإخوة الصالحين، الشيخ «عبدالسلام الحديثي» في منطقة العامرية غرب العاصمة العراقية بغداد .

وقال مصدر أمني إن مسلحين يستقلون دراجة نارية فتحوا النار على الشيخ «الحديثي» بعد خروجه من جامع الإخوة الصالحين مساء الخميس الماضي.

وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن قوة أمنية فرضت طوقا أمنيا حول مكان الحادث، ونقلت جثة القتيل إلى الطب العدلي، فيما فتحت تحقيقا لمعرفة الجهة المنفذة.

واستنكر مرتادو المسجد تكرار حوادث استهداف علماء الدين والمشايخ في المنطقة والعراق، دون تمكن السلطات من كشف مرتكب واحد من الذين ينفذون تلك الجرائم.

وقال أحد الإداريين في المسجد: «إن الشيخ الحديثي هو إنسان مسالم ومعتدل في خطبه وبعيد عن التطرف وليس له أعداء بل يتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع».

وأضاف: «الحديثي هو ثاني إمام وخطيب يتم اغتياله في المسجد نفسه، حيث سبق أن قامت مجموعة مسلحة باغتيال الشيخ عبدالجليل الفهداوي إمام المسجد عام 2012».

وأعرب المصدر عن استغرابه لتحرك فرق الموت بحرية في منطقة العامرية المحاطة بسياج وبوابات تشرف عليها القوات الأمنية وتمنع دخول أي شخص من خارج المنطقة إليها.
وأوضح أن الشيخ «الحديثي» أنهى صلاة العشاء وبقي لبعض الوقت في المسجد يتحدث مع المصلين، وبعدها ذهب بصحبة ابنه للتسوق من السوق القريب، وعند عودتهما إلى البيت الملاصق للمسجد، فوجئ الشيخ بشاب يستقل دراجة هوائية يقترب منه ويطلق رصاصة واحدة على رأسه من مسدس كاتم للصوت لينطلق بعدها هاربا بين الأزقة والشوارع.

وأكد المصدر أن القاتل لم يستهدف ابن الشيخ، مشيرا إلى أن طريقة تنفيذ الجريمة تدل على أن القاتل محترف وهدفه هو تصفية الشيخ فقط.

من جهته، أدان رئيس هيئة الوقف السني «عبداللطيف الهميم»، والمجمع الفقهي لكبار العلماء وغيرهم، الجريمة التي تستهدف رجال الدين المعتدلين.

كما استنكر خطيب جامع أبي حنيفة النعمان، الشيخ «عبدالستار عبدالجبار»، ما وصفه بـ«الفعل الجبان»، مؤكدا أن «الشهيد كان إنسانا مسالما وهادئا يركز جهده في الدعوة والتوعية الإسلامية حيث يحرص على توزيع المجلات الإسلامية بنفسه على المساجد والجمعيات منذ أكثر من 25 عاما».

وقال «عبدالجبار»: «إن الشهيد سبق أن اعتقلته قوات الاحتلال الأمريكي في سجني أبو غريب وبوكا، لانتقاده جرائم الاحتلال ثم أطلقت سراحه لاحقا»، محملا الحكومة العراقية المسؤولية عن استهداف رجال الدين».

بدوره، أدان «تحالف القوى العراقية»، أول أمس الجمعة، اغتيال «الحديثي»، مطالبا بإلقاء القبض على القتلة ومعاقبتهم وتوفير الحماية للرموز الدينية.

وقال رئيس كتلة التحالف النيابية «أحمد المساري في بيان: «إن تحالف القوى العراقية يدين بشدة جريمة اغتيال الشيخ عبدالسلام الحديثي إمام وخطيب جامع الإخوة الصالحين في حي العامرية»، معتبرا أنها تجسيد لمخطط دعاة الفتنة والإرهاب الرامي إلى تصفية العلماء والرموز الدينية الذين يتصدون بحزم وإيمان لمنفذي هذا المخطط».

وأوضح أن هذه الجريمة تؤكد بوضوح استمرار المخطط المشبوه الرامي إلى تصفية العلماء والرموز الدينية خدمة لأجندات خارجية مشبوهة تسعى إلى إثارة الفتنة وبث روح الفرقة والتناحر بين أبناء الشعب العراقي الواحد الذي يقف اليوم من أقصى العراق إلى أقصاه خلف قواته المسلحة الباسلة للقضاء على عصابات تنظيم «الدولة الإسلامية» ومن على شاكلتها من القتلة والمجرمين دعاة الفتنة والمروجين لها.

وطالب «تحالف القوى العراقية» رئيس مجلس الوزراء والقادة الأمنيين بإلقاء القبض على مرتكبي هذه الجريمة وإنزال العقاب الصارم بحقهم وتوفير الحماية اللازمة للرموز الدينية الذين يمثلون صوت العقل والحكمة وصمام الأمان في المجتمع.

إلى ذلك، اعتبر مراقبون أن هذه الجريمة الجديدة في منطقة العامرية، غربي بغداد، ذات الغالبية السنية، تؤشر لعودة مسلسل استهداف الرموز الدينية في وقت يشهد فيه الشارع العراقي تأجيجا طائفيا واضحا خاصة مع اقتراب الانتخابات وانتشار الجماعات المسلحة والميليشيات تحت مختلف المسوغات الرسمية وغير الرسمية.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

العراق اغتيال إمام مسجد مسلحون