النظام السوري يواصل هجماته بمحيط دمشق والمعارضة تكبده خسائر فادحة

الاثنين 6 مارس 2017 09:03 ص

واصلت قوات النظام السوري المدعومة بميليشيات محلية ممولة من قبل كبار مسؤولي النظام ورجال أعماله، الضغط على أهالي المنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق من خلال سلسلة هجمات متواصلة منذ 14 يوما.

ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن الناشط الإعلامي «علاء الأحمد»، أن قوات النظام السوري ولليوم الرابع عشر على التوالي، تحاول فرض سيطرتها على مناطق شرق دمشق، والذي كان ينعم بهدنة موقعة بين المعارضة والنظام.

وأوضح «الأحمد» أن النظام لم يلتزم بالهدنة، وأرادها حربا سعيا منه لإكمال مشروعه والذي يحمل في طياته التهجير للأهالي والمعارضة المسلحة الرافضين للمصالحة، والانخراط ضمن قوات النظام، ما اضطر المعارضة المسلحة لمواجهة التصعيد العسكري، وصد هجماته.

وفي ذات السياق، قال أحد قادة المعارضة الميدانيين من دمشق إن القوات المهاجمة شنت سلسلة من الحملات الشرسة على المناطق السكنية في الأحياء الشرقية من مدينة دمشق، بعد أن عين «غياث دلا» قائدا عسكريا على المعركة، ورفض الروس المشاركة فيها، فتكبد النظام على يد كتائب الثوار خسائر بشرية وعسكرية فادحة في العتاد والأرواح.

وأضاف المتحدث العسكري أن النظام خسر 4 دبابات وعربة شيلكا وناقلة جنود ومدرعة فوزذيكا، وتم قتل أكثر من 60 عنصرا من عناصر «قوات الغيث» التابعة لـ«غياث دلا» و15 آخرين من مرتبات الفرقة الرابعة التابعة لـ«ماهر» شقيق «بشار الأسد».

من جهته، صرح المحلل السياسي «محمد بلال» من ريف دمشق في تصريح بأن النظام السوري استغل المناورات السياسية الروسية، والدعم العسكري الإيراني، ضاربا بعرض الحائط اتفاق وقف إطلاق النار، والضمانات الروسية بالإشراف عليه، في ظل هدوء معظم الجبهات السورية، والضغوطات الكبيرة التي مارسها نظام «الأسد» على أهالي المناطق المهادنة والمصالحة، بضم أبنائهم إلى الفيلق الخامس وغيره من القطعات العسكرية التابعة للنظام.

وأشار إلى أن النظام توفر له فائض قوة بشرية، بدأ من خلالها كعادته نقض الهدن التي عقدها مع قرى ومدن طوق دمشق، بغية فرض السيطرة عليها، وتهجير مناوئيه فيها، للوصول إلى سوريا المبتغاة.

وأوضح «بلال» أن النظام بضمه لأبناء القرى المهادنة والمصالحة إلى قوات الاقتحام التي يهاجم فيها حيي تشرين والقابون وبرزة، والغوطة الشرقية، يكون قد حقق أحد أهم أهدافه بتأمين معادلة يكون فيها القاتل والمقتول من أعدائه، إضافة إلى ما سوف يفرضه من تهجير.

وقد كشف تقرير لـ«الأمم المتحدة» عن نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص من مناطق عدة في محافظة حلب شمال دمشق، وذلك عند احتدام المعارك بين تنظيم «الدولة الإسلامية» وأطراف عدة منها قوات النظام.

ونزح نحو 66 ألف شخص جراء معارك مستمرة بين تنظيم «الدولة الإسلامية» وأطراف عدة في محافظة حلب في شمال دمشق، حسبما كشف تقرير أصدره مكتب «الأمم المتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الأحد.

وباتت قوات النظام السوري تبعد بضعة كيلومترات عن بلدة استراتيجية في ريف حلب الشمالي الشرقي، تضم مضخة مياه رئيسية، في إطار حملة شنتها بدعم روسي في غضون منتصف يناير/كانون الثاني لتوسيع مناطق سيطرتها.

وأفاد التقرير أن 39 ألف شخص و766 نزحوا من مدينة الباب وجوارها وفروا شمالا إلى مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى معارضة، ولا يزالون غير قادرين على العودة بسبب القنابل والألغام التي زرعت قبل انسحابهم.

وفر 26 ألفا آخرين في غضون 25 فبراير/شباط الماضي، من المناطق الواقعة شرق الباب حيث تخوض قوات النظام السوري هجوما ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وفر عدد كبير من هؤلاء إلى مناطق محيطة بمدينة منبج التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» (تحالف فصائل عربية وكردية، تقاتل بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

ووثق المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية 61 غارة جوية شنها الطيران الحربي التابع لقوات «الأسد» على كل من الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق والغوطة الشرقية، ٤٠ غارة جوية نفذها طيران النظام استهدفت أحياء برزة وتشرين والقابون بالإضافة لغربي مدينة حرستا القريبة من الأحياء، ترافقت مع سقوط عشرات صواريخ أرض أرض على الأحياء الشرقية مصدرها قوات «الأسد» دون ورود أنباء عن إصابات في صفوف المدنيين.

ومع استمرار تحليق الطيران الحربي في سماء المنطقة، وفي الغوطة الشرقية أصيب عدد من المدنيين في أكثر من 21 غارة جوية استهدفت كل من حرستا ومدينة عربين.

وتستمر المعارك بين «الجيش السوري الحر» وقوات النظام المدعومة بالميليشيات المحلية والأجنبية حيث تحاول الأخيرة التقدم على جبهات بساتين برزة وحرستا الغربية شرق العاصمة دمشق، بينما تصدت لها فصائل «الجيش الحر» والتي تمكنت في معارك، أول أمس السبت، من تدمير دبابتين من طراز T72 وعربة شيلكا، في حين اعترفت صفحات لنظام «الأسد» بمقتل عدد من عناصرها وطواقم دباباتها شرق دمشق.

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا دمشق النظام المعارضة الجيش الحر قوات سوريا الديمقراطية