صحافة «حزب الله» تنضم للحملة على شيخ الأزهر: أعاد تدريس مناهج تؤصل للإرهاب

الاثنين 6 مارس 2017 09:03 ص

اتهمت صحيفة تابعة لـ«حزب الله» اللبناني، التعليم الأزهري في مصر، بأنه يؤسس للعنف ويؤصل للإرهاب.

جاء هجوم صحيفة «الأخبار» اللبنانية على الأزهر وشيخه «أحمد الطيب»، تزامنا مع هجوم مماثل في مصر، من البرلمان المحسوب على الرئيس «عبد الفتاح السيسي» وإعلاميين موالين للنظام، في ظل تصاعد أسهم رجال رجل «السيسي» ومستشاره الديني «أسامة الأزهري»، ومحاولة سحب البساط من «الطيب».

تزامن الهجوم على «الأزهر» وشيخه، بين موالين للنظام المصري و«حزب الله»، يشير إلى تقارب كبير في المواقف خاصة في ظل دعم الطرفين لنظام «بشار الأسد» في سوريا، وفي ظل رفض المؤسسة الدينية الأكبر في مصر المهذبية والطائفية في العراق وسوريا واليمن، والتي يعد «حزب الله» أحد مكوناتها أو الداعمين لها.

وسبق لـ«الطيب»، التأكيد أن «الإرهاب يخرج من عباءة الحرب المذهبية الطائفية»، مشددا موقف الأزهر الرافض لـ«نشر التشيع في بلاد أهل السنة»، واصفا ذلك بأنه «قنبلة موقوتة تؤجج الصراعات الطائفية في المنطقة».

كما استنكر الأزهر، في بيان رسمي، ممارسات «حزب الله» اللبناني وميلشيات «الحشد الشعبي» الطائفية في العراق (موالية للحكومة)، رافضا تصريحات مؤيدة لهما من جانب وزير الخارجية العراقي «إبراهيم الجعفري»، في مارس/ آذار الماضي. 

وفي تقرير لها اليوم، اتهمت الصحيفة «الطيب» بموالاة «جبهة علماء الأزهر»، التي وصفتها بأنها «يسيطر عليها التشدد»، عندما منع تدريس كتاب «الفقه الوسيط على المذاهب الأربعة»، الذي كان قد أقره شيخ الأزهر الراجل «محمد حسين طنطاوي».

وقال الصيحفة إن شعار «الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان»، هو مجرد «شعار يردده كثير من مشايخ الأزهر، ويرفعونه دوماً في أروقة مؤسسات الأزهر التعليمية، ولكن حين مجاراته واقعياً، ستكتشف أنه مجرّد شعار خالٍ من أي ترجمة واقعية، ليبقى الهدف منه مقتصراً على دعم السمعة الوسطية»، بحسب قولها.

دعم الإرهاب

وعرضت الصحيفة، مقتطفات من كتاب الفقه الذي يُدرّس لطلاب المرحلة الثانوية الأزهرية، والمأخوذ من كتاب «الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع»، الذي ألفه «محمد بن محمد الخطيب الشربيني شمس الدين»، وهو أحد علماء القرن العاشر الهجري، والذي علقت عليه قائلة: «لا عجب أن يحتوي الكتاب الذي يدرَّس لطلبة في القرن الواحد والعشرين، باباً كاملاً عن الرق وأحكام العبيد والعتق!».

ودللت الصحيفة، على دعم المناهج الأزهرية للإرهاب، بالقول: «مع أنَّ الدين في ثوابته الراسخة يتحدث عن الرحمة والتسامح والعفو، فإنَّ المناهج الأزهرية تصدّر ذلك في شكل دعوات للقتل والعنف وسفك الدماء، فجاء في كتاب (الإقناع)، إن له - أي للمسلم- كفاية لشر الكافر، أن يفقأ عينه، أو يقطع يديه ورجليه، وكذا لو أسره، أو قطع يديه أو رجليه، وكذا لو قطع يداً ورجلاً».

وأضافت متهمة المنهج بالإرهاب: «وفي موضع آخر من الكتاب، يفترض أنه يتحدث عن معاملة أصحاب الديانات الأخرى، جاء: تعطى الجزية من الكتابي على وصف الذل والصَّغَار ويقولون له: (أعط الجزية يا عدو الله)، وليس هذا فقط، بل يكون المسلم الجابي جالساً والذمي واقفاً، ويأخذ بتلابيبه ويهزّه هزاً ويقول: «أعط الجزية يا عدو الله».

وتابعت: «وثمة نص آخر يمنع بناء كنيسة في الإسلام «لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز في دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هدم».

كما تبنت الصحيفة اللبنانية، رؤية «السيسي»، في أهمية تجديد الخطاب الديني، وقالت إن هذه الأمور وغيرها تجعل من الصعوبة أن يكون الحل في التعديل والتغيير، بل في ثورة كبيرة تدعمها سلطة سياسية تتحلى بالشجاعة، ويقودها متخصصون من خارج الأزهر.

معاداة العالم

ونقلت الصحيفة عن الشاب «محمد ممدوح»، تجربة دراسته في الأزهر، قائلاً: «تخرّجت في الأزهر، وطوال دراستي كنت أشعر بعزلة نفسية رهيبة عن باقي رفاقي الذين تلقوا تعليماً مدنياً، فالدراسة الدينية، خصوصاً إذا كانت بالمستوى الذي درسته، معزولة عن العالم، وتعاديه، وتفتش في ضميره باعتباره متهماً حتى يثبت العكس، وهي تكرّس التسلّط على الآخرين، وتجعلك تتحسس شعر رأسك باعتبارك مقصراً في حق دينك دائماً».

وأضاف: «لولا قراءاتي الحرة خارج المناهج الإرهابية، لكنت الآن داعشياً أو قاعدياً، أو مؤيّداً لكليهما»، بحسب قوله.

حول الحديث عن وسطية الأزهر واعتداله، يقول محمد: «هذا هراء، الحقيقة أنه اختلاف في درجة التطرف فقط، ومن درس كتب الفقه الإرهابية الطائفية يعرف هذا الكلام جيداً، فثمة أفكار خارج التاريخ تماماً، مقززة، ولا تحترم كرامة الإنسان واختلافه، وتميّز ضد الآخر بمنتهى البشاعة».

كما نقلت عن الخبير التربوي الدكتور «كمال مغيث» قوله إنه «يجب على الفور إعادة الاحترام للقانون 103 لسنة 1961، والتشديد على المكون الوطني في المقررات التي تُدَرَّس في الأزهر، وعودة كتب الشيخ طنطاوي بصورة مؤقتة، لحين انتهاء الطلبة الذين سيدرسونها من مرحلة التعليم الجامعي».

وشدد على «ضرورة إعادة النظر بعد ذلك في التعليم الأزهرى كله»، واعتبره «يتعارض مع فكرة المواطنة، ويهديد الهوية الوطنية».

هجوم مستمر

ومنذ شهور، يواجه التعليم الأزهري في مصر، مصيرا مجهولا في ظل دعوات حقوقية تارة، وبرلمانية تارة أخرى، باستخدامه في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه. (طالع المزيد)

وسبق أن دعا حقوقيون ومثقفون وإعلاميون في ماس/ آذار 2016، عقب إعلان اللواء «مجدي عبد الغفار» وزير الداخلية، تورط طلاب من جامعة الأزهر في حادثة اغتيال النائب العام المستشار «هشام بركات»، حيث شنوا هجوما عنيفا على المؤسسة الدينية، مشككين في قدرتها على نشر سماحة الدين الإسلامي، وواصفين علمائها بالعمائم فارغة الجماجم، متهمين مناهج الأزهر بصناعة الإرهاب.

وفي أغسطس/ آب 2016، شن وزير الثقافة «حلمي النمنم»، هجوما ضد مناهج الأزهر، حين قال إن «المجتمع المصري يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، حيث يعاني المجتمع المصري من قصور في النواحي الثقافية والتعليمية، وذلك يرجع إلى عدة أسباب منها توغل التعليم الأزهري في مصر، حيث يشكل التعليم الأزهرى نسبة كبيرة، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر فى المناهج الدينية التى تدرس في المعاهد الأزهرية».

وتؤكد تقارير صحفية أن الخلاف بين «السيسي» و«الطيب» تعاظم في الآونة الأخيرة، فيما يحاول الطرفان إظهار خلاف ذلك. (طالع المزيد)

لا تزال أصداء الخلاف بين الأزهر ومؤسسة الرئاسة متصاعدة، في ظل استغلال الأذرع الإعلامية المحسوبة على الدولة، للهجوم على المؤسسة الدينية الأولى في مصر، على خلفية أزمة «الطلاق الشفهي».

كما دخل البرلمان على خط الأزمة عندما أعلن ائتلاف الأغلبية، سعيه لسنّ تعديلات تشريعية، بشأن اختيار أعضاء هيئة كبار العلماء وطريقة تعيين شيخ الأزهر. (طالع المزيد)

ويرى مراقبون أن تتابع التقارير الإعلامية المنتقدة لشيخ الأزهر هذه الأيام، بمثابة ضغوط لحثه على التنحي، حيث يحظُر الدستور المصري عزله، في ظل الصعود السياسي السريع للدكتور «أسامة الأزهري» مستشار «السيسي» الديني، الذي وُصف بأنه «رأس حربة السيسى» فيما يسمى بـ«تجديد الخطاب الدينى»، وبات نائبا بالتعيين في مجلس النواب المصري، ووكيلا للجنة الدينية بالبرلمان، وربما مرشحا بقوة لخلافة شيخ الأزهر. (طالع المزيد)

  كلمات مفتاحية

الأزهر مصر الطائفية حزب الله صحافة الإرهاب تجديد الخطاب الديني السيسي

«السيسي» عن الأزهر: منارة الفكر الإسلامي المعتدل

إعلام «السيسي» يدخل معركة الخلاف مع الأزهر.. مطالبات بإقالة «الطيب» واتهامات بـ«الأخونة»