روسيا تسعى لاختطاف دور إيران في حفظ اتفاق تسوية الوعر السورية

الاثنين 13 مارس 2017 05:03 ص

تسعى روسيا إلى اختطاف دور إيران في مدينة حمص السورية، لضمان اتفاق «تسوية» بين القوات النظامية ولجنة المفاوضات في حي الوعر آخر أحياء المعارضة بالمدينة.

وبحسب صحيفة «الحياة»، فإن موسكو عرضت نشر عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في حي الوعر، بعد فترة من اقتراح طهران ضمان الاتفاق، ما فسره مراقبون أنه خطف للدور الإيراني.

واقترح ضباط روس من قاعدة حميميم، وفق مسودة اتفاق، استمرار وقف النار في حي الوعر الذي يضم أكثر من 300 ألف مدني محاصرين ويتعرض لقصف من القوات النظامية، وتسوية أوضاع الموظفين والمدنيين والفارين من الجيش النظامي والمتأخرين عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية وتنظيم عملية إجلاء عناصر المعارضة، بحيث يخرج بعد أسبوع من توقيع الاتفاق 1500 عنصر، بينهم من 400 إلى 500 مسلح.

وبحسب الاتفاق، تتحمّل القوات السورية والروسية المسؤولية الكاملة عن سلامة الخارجين وتنظيم ترحيلهم إلى جرابلس (التي تقع ضمن المنطقة الآمنة التركية) وإدلب وريف حمص الشمالي، بموجب لجنة ثلاثية تضم اللجنة التفاوضية عن الوعر واللجنة الأمنية والجانب الروسي.

ونصت المسودة أيضاً على انتشار عناصر الشرطة العسكرية الروسية بعد خروج آخر دفعة بعد شهرين على الاتفاق في الجزيرة السابعة وبساتين الوعر، وهما منطقتان تقعان قرب منطقة المزرعة وبلدة مجاورة وتخضعان لسيطرة ميليشيات مقربة من إيران.

وكانت طهران توسطت سابقاً لعقد تسوية في حي الوعر، ونصت وثيقة سلمها ضابط من «الحرس الثوري» إلى المعارضة على «فتح مكتب للوسيط الإيراني في الحي لمعالجة أي خرق أو تجاوز للاتفاق»، علما أن طهران ضمنت اتفاق التسوية في أحياء حمص القديمة في منتصف 2014.

وجاء في المسودة الروسية أن «أمن المدنيين في الوعر مسؤولية الاستخبارات العامة السورية والشرطة المدنية بالتنسيق مع الشرطة العسكرية الروسية»، إضافة إلى «تشكيل لجنة للحفاظ على ممتلكات القصر العدلي ووثائقه». وتعرض المربع الأمني في حمص التابع للقوات النظامية قبل أسابيع لأربع هجمات انتحارية أدت إلى مقتل عشرات من ضباط وعناصر الاستخبارات العسكرية والعامة في المدينة.

وكان اتفاق الهدنة في الوعر أحد مطالب فصائل المعارضة للمشاركة في اجتماع آستانة بحضور روسيا وإيران وتركيا في 14 و15 الشهر الجاري، لكن قيادياً معارضاً قال أمس، إن فصائل معارضة لن تشارك ما لم يتم التزام الهدنة ووقف العمليات الهجومية البرية في أحياء القابون وتشرين وبرزة والتزام الهدنة التي أعلنها الجيش الروسي في غوطة دمشق من 7 مارس/ آذار إلى 20 من الشهر ذاته.

لكن فصائل «الجيش الحر» والعشائر في الجبهة الجنوبية في درعا قررت المشاركة في آستانة، ما يؤشر إلى انقسام بين فصائل شمال سورية وجنوبها.

ومن المقرر أن يتم في آستانة رسم خرائط تفصيلية لمناطق انتشار «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» غير المشمولين بالهدنة.

وحي الوعر في غرب مدينة حمص، هو آخر الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في المدينة، ويتعرض باستمرار لقصف من قبل قوات النظام التي تحاصره بالكامل.

وفشلت محاولات سابقة عدة لإرساء هدنة فيه.

ويقيم في الحي حاليا، وفق البرازي، حوالي 75 ألف نسمة مقابل 300 ألف قبل بدء النزاع في سوريا في مارس/آذار عام 2011.

وأطلق لقب «عاصمة الثورة» على حمص التي كانت من أول المدن التي شهدت تظاهرات احتجاجية شعبية ضد النظام، تحولت إلى نزاع مسلح أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص منذ مارس/آذار 20111 ودفعت نحو نصف السكان إلى الفرار من منازلهم.

وتسيطر قوات نظام «بشار الأسد» على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي، بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومدينة تدمر الأثرية الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ 21 مايو/ أيار الماضي.

  كلمات مفتاحية

حمص حي الوعر طهران موسكو اتفاق تسوية المعارضة أستانة