(إسرائيل) ترحب باستقالة «ريم خلف».. و«عباس» يمنحها أعلى وسام فلسطيني

السبت 18 مارس 2017 06:03 ص

رحبت (إسرائيل)، باستقالة ريما خلف الأمين التنفيذي لـ«الجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا» (إسكوا)، في الوقت الذي قرر الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» (أبومازن) منحها اعلى وسام فلسطينيي.

وأمس الجمعة، أعلنت الأردنية «ريما خلف»، استقالتها من منصبها، على خلفية طلب الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، سحب تقريرها الذي أدان (إسرائيل) باعتماد سياسة الفصل العنصري «الأبارتايد» تجاه الفلسطينيين، حيث أوضحت أن «غوتيريش» طالبها خلال شهرين بسحب تقريرين أدانا (إسرائيل)، مضيفة أنها «أمام هذا لا تستطيع أن تخالف مبادئها الإنسانية وضميرها».

ورحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية، باستقالة «ريما خلف» من منصبها، معتبرة أن الاستقالة «خطوة في الاتجاه الصحيح».

وأفاد بيان للوزارة أن «(إسرائيل) تتوقع من الأمم المتحدة أن تكون واعية أكثر تفاديا لتكرار إصدار تقارير مخزية أخرى من هذا القبيل».

فيما قال مندوب (إسرائيل) في الأمم المتحدة «داني دانون»، إن قرار السكرتير العام للمنظمة الدولية بقبول استقالة «ريما خلف» هو «خطوة هامة في سبيل وقف التمييز ضد (إسرائيل)»، وفقا لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية.

من جانبه، اتصل «أبو مازن»، السبت، بـ«ريما خلف»، وأبلغها بقراره تقليدها أعلى وسام فلسطيني، «تقديرا لشجاعتها، ودعمها ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».

وقال إن الشعب الفلسطيني «يثمن موقفها الإنساني والوطني الذي رفض إعطاء غطاء للجرائم التي ترتكب بحقهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية»، بحسب «وفا».

وأشاد «أبو مازن» بموقف «ريما»، مؤكدا أنه «يظهر إنسانيتها وقيمها الحقيقية، وتمسكها بما ينص عليه القانون الدولي والقيم الإنسانية، ورفضها البقاء في منصب دون حرية كاملة لكشف حقائق ترتكز على الوضع الإنساني الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي».

خطيئة وانحياز

من جانبهما، اعتبرت حركتا المقاومة الإسلامية «حماس»، و«الجهاد الإسلامي»، في قطاع غزة، قرار سحب تقرير (إسكوا) بحق الشعب الفلسطيني، «خطيئة كبرى وانحيازا فاضحا».

وقال «فوزي برهوم» الناطق باسم «حماس»، في بيان له، إن «سحب التقرير سيجرّئ (إسرائيل) على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته».

وأضاف: «كان الأجدر بالأمين العام، العمل على تدويل هذا التقرير واتخاذ قرارات ومواقف رادعة لإسرائيل ومنصفة للشعب الفلسطيني».

وثمن «برهوم» الموقف «المسؤول للمديرة التنفيذية لـ(إسكوا) ريما خلف، ورفضها سحب التقرير وتأكيدها عنصرية (إسرائيل)، وارتكابها جرائم حرب».

فيما قال «داود شهاب» الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي»، إن «سحب تقرير (إسكوا) إدانة واضحة لغوتيريش، وانحياز فاضح له».

وأشار «شهاب»، في بيان له، إلى أن «هذا الانحياز يعطي لـ(إسرائيل) تغطية لمواصلة جرائمه وحربه ضد الشعب الفلسطيني».

وشدّد على أن «سحب القرار سيشكل دافعا لشعبنا للاستمرار في مقاومته المشروعة والدفاع عن نفسه».

وطالب «شهاب»، أحرار العالم بـ«مواصلة العمل على مقاطعة إسرائيل وعزلها وملاحقة قادتها على ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا».

وكانت «إسكوا» أعدت تقريرا عن «الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري».

وقال المتحدث باسم الأمين العام الأمم المتحدة «ستيفان دوغريك» إن التقرير نشر دون أي تشاور مسبق مع أمانة الأمم المتحدة، ولا يعكس وجهة نظر الأمين العام.

بينما قالت «ريما خلف»، عن تقريرها، إن أي حل حقيقي يكمن في تطبيق القانون الدولي وتطبيق مبدأ عدم التمييز وصون حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحقيق العدالة، واعتبرت أنه ليس بالأمر البسيط أن تستنتج هيئة من هيئات الأمم المتحدة أن نظاما ما يمارس الفصل العنصري أو «الأبارتايد».

وأشارت إلى أنه خلال السنوات الماضية وُصفت بعض ممارسات «إسرائيل» وسياساتها بالعنصرية، بينما حذر البعض من أن تصبح (إسرائيل) في المستقبل دولة فصل عنصري، مضيفة أن قلة هم من طرحوا السؤال عما إذا كان نظام الفصل العنصري واقعا ماثلا في تعامل (إسرائيل) مع الفلسطينيين اليوم.

واعتبرت «خلف» إن (إسرائيل)، التي يشجعها تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكاتها المتواصلة والمتراكمة للقانون الدولي، نجحت طوال العقود الماضية في فرض نظام «الأبارتايد» عبر وسيلتين: أولا تفتيت الشعب الفلسطيني سياسيا وجغرافيا لإضعاف قدرته على المقاومة وتغيير الواقع، وثانيا قمع الفلسطينيين كلهم بقوانين وسياسات وممارسات شتى، وذلك بهدف فرض سيطرة جماعة عرقية عليهم وإدامة هذه السيطرة.

ولفتت إلى أن أهمية هذا التقرير لا تقتصر على أنه الأول من نوعه الذي يصدر عن إحدى هيئات الأمم المتحدة، ويخلص بوضوح وصراحة إلى أن (إسرائيل) دولة عنصرية أنشأت نظام «أبارتايد» يضطهد الشعب الفلسطيني، بل إن أهميته تكمن كذلك في تسليطه الضوء على جوهر قضية الشعب الفلسطيني وشروط تحقيق السلام.

وأوصى التقرير بإعادة إحياء لجنة الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة الفصل العنصري، ومركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري اللذين توقف عملهما عام 1994 عندما اعتقد العالم أنه تخلص من الفصل العنصري بسقوط نظام «الأبارتايد» في جنوب أفريقيا.

ونشرت اللجنة التي تضم 18 دولة عربية التقرير، الأربعاء، وقالت إنها المرة الأولى التي توجه فيها جهة تابعة للأمم المتحدة هذا الاتهام صراحة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ريما خلف إسكوا إسرائيل حماس الجهاد الأردن محمود عباس