استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخليج والعمالة الوطنية

الأحد 19 مارس 2017 04:03 ص

تواجه دول الخليج تحدياً جديداً بعد انخفاض أسعار النفط وبدء العجوزات في الميزانيات العامة في أغلب دول الخليج العربية، حيث بدأت المطالبات الشعبية بتقليص العمالة الأجنبية الوافدة التي تشكل الأغلبية السكانية وتهيمن على سوق العمل في معظم دول الخليج ما عدا المملكة العربية السعودية.

في الكويت بدأت المطالبات من الحكومة بتقليص الاعتماد على العمالة الأجنبية، حيث أصبحت هذه العمالة تشكل 75% من السكان و90% من سوق العمل، بمعنى آخر أصبحت نسبة المواطنين في الكويت 25% من مجموع السكان و10 بالمائة من مجموع العمالة.

هذا الوضع غير الطبيعي دفع ببعض النواب، وعلى رأسهم النائب «صفاء الهاشم»، وهي بالمناسبة المرأة الوحيدة في المجلس، إلى المطالبة بوجود كويتيين يلبسون «بلسوت أزرق» ويعملون في مجال التجارة والسباكة والكهرباء والساتيلات وأعمال الصيانة الخفيفة للسيارات.

أما بالنسبة للنساء، فمطلوب من فتيات الكويت أخذ دورات تدريبية في مجال فنون الطبخ والتدبير المنزلي ورعاية الأطفال وتفصيل الأزياء.. مما يقلص عدد العمالة المنزلية الأجنبية.

الحكومة، وعن طريق برنامج إعادة الهيكلة للقوى العاملة، لديها الاستعداد لتنظيم دورات متخصصة للشباب والشابات الكويتيات.

والسؤال الآن هو: هل إعادة تأهيل المواطنين الكويتيين ستحل مشكلة نقص العمالة الوطنية في الوظائف الفنية والميكانيكية في البلاد؟

الجواب حتماً: لا.. فمشكلة نقص العمالة الفنية والميكانيكية بين المواطنين مضى عليها أكثر من نصف قرن ولم تحل، والجميع يتحدث عن تغير التركيبية السكانية والعمالة الأجنبية، ولم يحصل شيء، والسبب يعود إلى عدم تحديث التعليم والتدريب، وبطيء دخول المرأة سوق العمل.

والقضية تتمثل في رفض المواطنين الكويتيين العمل اليدوي والفني، حيث ينظر إليه نظرة دونية.

والأهم من كل ذلك هو محاولة دول الخليج كسب رضى وقبول مواطنيها وإرضائهم بتوظيفهم في الجهاز الحكومي حيث يكون كثير من الموظفين من دون عمل فعلي يؤدونه في معظم الحالات.

وفي الكويت دائماً، أجرت جريدة «الرأي» الكويتية في عددها ليوم الجمعة 17 مارس الحالي استطلاع رأي كشفت فيه الاختلاف في وجهات النظر بين الشباب الكويتي حول مدى استعدادهم لامتهان السباكة والصباغة والكهرباء وغيرها.

المؤيدون للفكرة ذكروا أن لا مانع من أن يعمل الكويتي سباكاً لحسابه، ويحصل على دعم الحكومة، وأن من لا يريد للكويتي ارتداء البلسوت هو شخص متخلف، ولا يرى الصالح العام للمجتمع. فتلك المهن مارسها أباؤنا وأجدادنا وساهمت في جعل الكويت مركزاً تجارياً مهماً في مرحلة من المراحل. الكويتي عمل أثناء الغزو في كل شيء، وليس هناك ما يمنعه من العمل سباكاً.

أما المعارضون للعمل اليدوي، فيرون أن الوقت لم يحن بعد؛ فأقل راتب للكويتي حالياً ألف دينار وتريدونه أن يعمل سباكاً.. لماذا؟

لا يمكن أن أحضر سباكاً كويتياً للعمل في بيتي، فالمواطن الكويتي مرتاح مالياً ولا يمكنه العمل في هذه المهن المتواضعة!

وينبغي أن لا نضحك على أنفسنا، فالكويتي يستنكف عن العمل في هذه المهن.

وأخيراً نرى أنه ما دام مفهوم الدولة الريعية مستمراً في الخليج، فسيكون من الصعب تغيير التركيبة السكانية وتقليل العمالة الأجنبية.

* د. شملان يوسف العيسى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت. 

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

دول الخليج العمالة الوطنية الدولة الريعية انخفاض إيرادات النفط العمالة الوافدة