إدانة واسعة لإعدام قائد بقوات «حفتر» 3 مقيدين في بنغازي

الثلاثاء 21 مارس 2017 11:03 ص

أظهر مقطع فيديو نشر على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قيام القائد العسكري البارز في قوات ما يعرف بـ«عملية الكرامة» النقيب «محمود الورفلي» بإعدام 3 أشخاص مقيدي الأيدي في بنغازي.

وسمع في الفيديو صوت أحد الأشخاص وهو يوجه لـ«الورفلي» أمر تنفيذ الإعدام في المعتقلين الثلاثة، بعدها أطلق «الورفلي» وابلا من الرصاص على رؤوس الضحايا.

وفي منطقة قنفودة غربي بنغازي أظهر مقطع فيديو آخر إعدام مجموعة من مسلحي قوات اللواء المتقاعد «خليفة حفتر» مقاتلا من مجلس شورى ثوار بنغازي عثروا عليه داخل أحد المنازل.

وأظهر الفيديو تعرض هذا الشخص لإطلاق رصاص جماعي من مسلحي قوات «حفتر» بعد جره وضربه ورميه وسط مكب للقمامة.

وفي ذات السياق، أكد مسؤول بقوات مجلس نواب طبرق (شرق)، صحة الفيديو وسط استنكار محلي واسع.

قال «وليد العقوري» القيادي الميداني بقوات الصاعقة (نفس الوحدة العسكرية التي ينتمي إليها الورفلي): «نعم الفيديو صحيح وليس مفبرك، ومن ظهر به هو النقيب محمود الورفلي».

أضاف «العقوري»: «الواقعة حدثت في بنغازي قبل يومين، مباشرة عقب تحرير منطقة العمارات 12 من قبل الجيش، ومن قتل هم ثلاثة من تنظيم أنصار الشريعة.

وأوضح أن ما قام به «الوفلي»، جاء انتقاما لمقتل 2 من مرافقيه، قتلوا في محاولة اغتيال تعرض لها الأول في بنغازي، في 10 مارس/آذار الجاري.

وتابع القيادي بقوات البرلمان الليبي: «أنا لا أبرر ما قام به النقيب محمود، وهو خطأ كبير جدا ينافي أخلاقنا الإسلامية وكذلك مبادئ الجيش»، مؤكدا أنه سوف يحاسب عليه، وقد صدرت الأوامر من قبل القيادة العامة للجيش.

وفي الوقت ذاته، تساءل «العقوري»: «هناك مئات من مقاطع الفيديو التي تظهر أولئك المتطرفين من تنظيم الدولة الإسلامية وأنصار الشريعة وحلفائهم وهم يقتلون الأسرى بشكل بشع حرقا وتقطيعا لماذا لا يتم إدانة ذلك؟»، على حد قوله.

واعتبر القيادي الميداني ما حصل (الإعدام الميداني) أمر وارد في كل جيوش العالم أثناء فترات الحروب، قائلا: «أكرر أنا لا أبرر ذلك، لأنه جريمة لا بد أن يحاسب فاعلها سواء كان محمود أو غيره».

بدورها، أعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، عن إدانتها واستنكارها الشديدين إزاء عملية الإعدام خارج إطار القانون التي طالت 3 عناصر من مجلس شورى ثوار بنغازي المتحالف مع تنظيم «أنصار الشريعة» من قبل المدعو «محمود الورفلي»، بحسب قول بيان صدر عن اللجنة.

ووصفت اللجنة المعنية بحقوق الإنسان (أهلية مقرها طرابلس والبيضاء) خلال بيانها ذلك بـ«الجريمة البشعة»، كما اعتبرتها جريمة أشبه ما تكون بجرائم تنظيم «الدولة الإسلامية بحق ضحاياه.

وأكدت اللجنة أن انتهاج سياسة استفاء الحق بالذات والقتل خارج إطار القانون، يمثل تعديا وانتهاكا وتقويضا لسيادة القانون والعدالة في ليبيا.

وتابع البيان: «بالإضافة لكون القتل والإعدام لأسرى الحروب والنزاعات المسلحة تمثل جريمة حرب طبقا لما نص عليه القانون الدولي الإنساني ومعاهدات جنيف الأربع بشان أسرى الحروب والنزعات المسلحة».

واتهمت اللجنة قيادة الجيش الليبي (في إشارة إلى حفتر) والسلطة الرسمية بالحكومة المؤقتة (منعقدة في البيضاء شرق) ومجلس النواب، بالصمت الرسمي، بشأن خرق قوات الجيش الليبي للقانون الدولي الإنساني ولمعاهدات جنيف الأربع بشأن أسرى الحروب والنزاعات المسلحة.

من جانبها، أصدرت قيادة جيش البرلمان متمثلة بـ«حفتر» بلاغا، أمرت فيه بالتحقيق وعقاب كل من تورط في ارتكاب جرائم إنسانية من قواته خلال الحرب التي تشهدها مدينة بنغازي، معلنة براءتها من ذلك الفعل.

وأوضح البلاغ أن ما قام به بعض الأشخاص المحسوبين على القوات المسلحة بعد تحرير منطقة غرب بنغازي، لا تعبر عن توجهات القيادة العامة للجيش الليبي، إنما هي ردود أفعال فردية وشخصية.

وسبق أن ظهر «الورفلي» في مقطع فيديو آخر قبل يومين، وهو يتجول في شوارع بنغازي، واضعا جثة القيادي بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي»، «جلال مخزوم» على سيارته، الأمر الذي لاقي استنكارا واسع النطاق داخل بنغازي والأوساط الداعمة لقوات جيش البرلمان، فضلا عن المجلس الرئاسي لـ«حكومة الوفاق الوطني»، وحزب «العدالة والبناء الإسلامي»، و«تحالف القوة الوطنية» (ليبرالي).

وأمرت قيادة قوات «حفتر» تقديم مرتكبي تلك الجرائم للمحاكمة، وإحالتهم لإدارة الشرطة والسجون العسكرية فورا، والامتثال أمام لجنة التحقيق التي تم تشكيلها من قبل القيادة العامة، وعليهم تحمل مسؤولية أفعالهم ومخالفتهم للقوانين و الأوامر الصادرة، بحسب ذات البلاغ.

وتشهد مدينة بنغازي معارك مسلحة منذ أكثر من عامين بين قوات جيش مجلس النواب (طبرق) بقيادة «خليفة حفتر» من جهة، وبين تنظيم «أنصار الشريعة» و«مجلس شورى الثوار» فيما أفضت تلك المعارك إلي سيطرة الأولى على معظم المدينة باستثناء حيي الصابري وسوق الحوت (وسط المدينة)، بعد أن أعلنت سيطرتها قبل يومين على منطقة العمارات 12 أخر معاقل التنظيم غرب المدينة.

  كلمات مفتاحية

ليبيا بنغازي حفتر عملية الكرامة إعدام