حزب الله يستخدم طائرة بدون طيار في غارات جوية في سوريا.. و(إسرائيل) تراقب

الثلاثاء 21 مارس 2017 12:03 م

استخدم حزب الله حرب سوريا لتطوير استخدامه للطائرات بدون طيار. ويقول محللون أن هذه العمليات يجري رصدها عن كثب من قبل (إسرائيل).

يعمل حزب الله على إنشاء أسطول من الطائرات المسلحة بدون طيار رخيصة التكلفة، ويقوم باستخدامها للتأثير في سوريا، ويقول محللون أن هذه القدرة القتالية التي تعززها المجموعة يمكن في نهاية المطاف أن تتحول ضد (إسرائيل).

وفقا لأدلة الفيديو، فقد استخدمت الجماعة اللبنانية المسلحة، الطيارات الصغيرة الرخيصة بدون طيار، لإسقاط القنابل على المعارضين السوريين في شمال سوريا. وأظهر شريط فيديو على موقع يوتيوب ظهر في أغسطس/آب على ما يبدو قنابل من طائرة صغيرة بدون طيار يديرها حزب الله عن بعد.

وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن شريط الفيديو يظهر قنابل MZD-2 صينية الصنع و تحتوي ذخائر MZD-2 عموما على عبوة ناسفة، ملفوفة في كرات صغيرة من البلاستيك أو المعدن.

كما أن الدولة الإسلامية في الموصل قامت بتطوير استخدام الطائرات بدون طيار وتقوم بشن حملة من الهجمات الجوية على المناطق المدنية في شرق المدينة، من خلال إسقاط القنابل اليدوية والعبوات الناسفة من الطائرات الصغيرة التي يتم التحكم فيها عن بعد.

لكنه يظهر أيضا أن استخدام حزب الله للطائرات بدون طيار قد بدأ منذ مشاركته في الحرب السورية لدعم رئيس البلاد «بشار الأسد».

التكنولوجيا صارت متاحة

وقال «نيكولاس بلانفورد»، وهو خبير في المجلس الأطلسي ومتخصص في شؤون حزب الله أن التطورات الحديثة في التكنولوجيا جعلت الطائرات بدون طيار في نطاق إمكانيات جماعات مثل حزب الله.

وأضاف أن «التكنولوجيا أصبحت أرخص ومتاحة لمعظم الناس الآن. والطائرة بدون طيار الصغيرة المعدة للاستخدام التجاري يمكن شراؤها مقابل أقل من 600 دولار».

كان حزب الله قد سجل أول استخدام لطائرات بدون طيار في عام 2004، عندما أرسلت طائرة مرصاد الإيرانية في مهمة استطلاع وجيزة على (إسرائيل) استمرت لنحو 18 دقيقة قبل أن تعود إلى لبنان ولم يتم كشفها.

وقال «بلانفورد» إن الطائرات بدون طيار استخدمت أيضا من قبل حزب الله في الحرب مع (إسرائيل) في عام 2006، مشيرا إلى أن حزب الله أرسل ثلاثة من الطائرات بدون طيار على الأقل باتجاه أراضي العدو واحدة منها على الأقل تحمل متفجرات.

ومع ذلك باءت عملية الإطلاق بالفشل حيث تم إطلاق النار على الطائرات بدون طيار من سلاح الجو الإسرائيلي مما أدى إلى تحطمها قبل الوصول إلى الحدود الإسرائيلية.

ومع ذلك وبحلول أكتوبر / تشرين الأول عام 2012، كان الحزب قادرا على تسيير الطائرات بدون طيار إلى جنوب (إسرائيل)، على مسافة عدة مئات من الكيلومترات، أسفل الساحل الإسرائيلي قبالة قطاع غزة وصحراء النقب.

ويعتقد محللون أن الطائرة بدون طيار كانت طائرة «شاهد 129» الإيرانية بسبب المسافة المقطوعة حيث أن الطائرة أكثر تقدما وتشبه طائرات «ريبر» بدون طيار الأمريكية.

وقد قال الأمين العام لحزب الله، «حسن نصر الله» أن الطائرة كانت في مهمة وتم عرض جزء من مسار الرحلة على قناة المنار، وقامت (إسرائيل) بإسقاط هذه الطائرة أيضا.

2014: أول هجوم مسلح

وقال الخبير «أمين حطيط»، أنه بحلول عام 2014 بدأت أول عملية هجوم مسلح ناجحة بطائرة بدون طيار من حزب الله عندما هاجمت مقرا لجبهة النصرة على الحدود اللبنانية مع سوريا و أضاف أن الطائرات بدون طيار تستخدم للاستطلاع، ولكن زيادة قدرتها على حمل المتفجرات يجعلها تحديا أمنيا أكبر.

وفي الوقت نفسه يظهر أن المجموعة تسعى إلى تحسين قدراتها على استيعاب طائرات أكثر تقدما.

في البداية أطلق الحزب الطائرات بدون طيار من سلالم على الجزء الخلفي من شاحنة. في عام 2015 كشفت «ديفنس ويكلي» من المملكة المتحدة أنه يوجد للحزب مهبط للطائرات بطول 600 متر وبعرض 30 متر في منطقة نائية من وادي البقاع في لبنان، قالت إنه موقع لإطلاق الطائرات بدون طيار.

ونفى حزب الله أن يكون هناك مهبط للطائرات في ذلك الموقع.

ووفقا لمصادر محلية فقد تم تحديد موقع آخر لإطلاقها وهو إيعات في منطقة البقاع اللبناني وهو قرب قرية صغيرة إلى مدينة بعلبك.

النمو المتسارع

غير أن النزاع في سوريا المجاورة ساهم في توسيع استخدام المنظمة للطائرات بدون طيار.

خلال مقابلة الشهر الماضي في لبنان، قال مقاتل من حزب الله: «نحن بالتأكيد تعلمنا الكثير من خلال العمل مع الروس والإيرانيين في الحرب سوريا وبشكل أكثر تحديدا عندما يتعلق الأمر الطائرات بدون طيار».

وقال «بلانفورد» في الوقت نفسه إن حزب الله لا يطور فقط معرفته بالطائرات بدون طيار ولكن يمارس أيضا تطوير مجموعة جديدة من مهارات القتال في الحرب في سوريا. وهذا يشمل توجيه الضربات، وتحسين الخدمات اللوجستية لنشر القوات، وتحسين مهارات العمليات الهجومية والسيطرة على الأرض.

تدرب حزب الله في سوريا أيضا على الانتقال من قتال نفس العدو في نفس المكان (إسرائيل في جنوب لبنان) إلى عدة مسارح حرب جديدة، من الجبال الجرداء إلى مساحات زراعية مسطحة ومدن داخلية، والتي كانت غير مألوفة لكوادر المنظمة. وتعلم حزب الله أيضا القتال في أحجام وحدات كبيرة وجنبا إلى جنب مع الجيوش الأخرى وهو ما لم يفعله من قبل، حتى إن الحزب يفتخر اليوم بامتلاكه لواء مدرعا.

وتعلم الحزب أيضا كيفية استخدام الاستخبارات والاستطلاع لتطوير عمليات هجومية أكثر تعقيدا.

وقد انعكس هذا المستوى من الخبرة على تغيير في النظرة إلى حزب الله من قبل (إسرائيل). فوفقا للتقرير السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي، تم تسليط للضوء على التطور الكبير لحزب الله، متجاوزا إيران «التي كانت تشكل أكبر خطر على إسرائيل».

يقول «بلانفورد» أن دخول حزب الله في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار يمثل حربا نفسية ضد (إسرائيل). رغم أن هذا الاستخدام لا يزال في مراحله الأولى.

لا يوجد حد لاستخدام الطائرات بدون طيار عبر الحدود السورية بالنظر إلى أن السيطرة على الجو يكفلها حلفاء حزب الله، مما يعطي هامشا كبيرا من الحرية للحزب.

في المقابل، قال «آفي ميلاميد»، مسؤول الاستخبارات الإسرائيلي السابق والخبير في الشؤون الإسرائيلية: «إسرائيل لا تقلل من قدرات حزب الله العسكرية. تتابع إسرائيل حزب الله عن كثب في نواح كثيرة ويعد استخدام الطائرات بدون طيار هو بالطبع واحد من القضايا التي يتم مراقبتها عن كثب من قبل إسرائيل».

  كلمات مفتاحية

حزب الله سوريا (إسرائيل) طائرات بدون طيار

250 قتيلا لـ«حزب الله» في القلمون بينهم 9 قادة و«نصر الله» طلب تدخل الجيش اللبناني

(إسرائيل) تضع خطة لإجلاء ربع مليون شخص تحسبا لنشوب حرب مع «حزب الله»

جيروزاليم بوست: حزب الله يمتلك 2000 طائرة بدون طيار