واشنطن: تهديدات أمنية وراء حظر اصطحاب المسافرين للأجهزة الإلكترونية

الأربعاء 22 مارس 2017 07:03 ص

صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية «مارك تونر»، اليوم الأربعاء، بأن قرار حظر حمل أجهزة إلكترونية في مقصورات الركاب للرحلات الجوية المتجهة إلى الولايات المتحدة، انطلاقا من 10 دول في الشرق الأوسط وأفريقيا، جاء لأسباب أمنية.

وقال «تونر» إن وجود خطر تسرب التهديدات الإرهابية إلى الطائرات التجارية، دفع إلى إصدار قرار الحظر الصادر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكي، التي نسقت مع إدارة أمن المواصلات، لافتا أن الحظر شمل مشغلات إسطوانات «دي في دي»، وحواسيب لوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، على أن يسمح للركاب بحمل تلك الأجهزة في حقائب سفرهم فقط في المكان المخصص لها أسفل الطائرة.

وأضاف: «قرار الحظر جاء نتيجة وجود خطر تسرب التهديدات الإرهابية إلى الطائرات التجارية، من مطارات الدول المذكورة، فالمجموعات الإرهابية ما زالت تستهدف الطائرات التجارية وتبحث عن وسائل جديدة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية».

وقررت الولايات المتحدة منع ركاب الرحلات القادمة إليها من 8 دول في الشرق الأوسط، من اصطحاب الأجهزة الإلكترونية الشخصية الأكبر من الهواتف المحمولة معهم في مقصورة الطائرة اعتبارا من، أمس الثلاثاء.

وشمل  قرار الحظر الأمريكي مصر والأردن والمغرب وقطر والسعودية والكويت والإمارات وتركيا، وسيطبق القرار على خطوط الطيران المصرية والأردنية والتركية والسعودية والكويتية والمغربية والقطرية والإماراتية وطيران الاتحاد.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن مسؤول أمريكي أن قرار حظر الأجهزة الإلكترونية التي يزيد حجمها على حجم الهاتف الذكي، اتخذ بسبب تهديد مصدره تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، الفرع اليمني لتنظيم «القاعدة».

وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن القرار اتخذ لدواع أمنية وخشية وقوع اعتداءات، مشيرة إلى أنه كان مفترضا أن يبقى سريا حتى الإعلان عنه.

دوافع اقتصادية لا أمنية

وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن مراقبين يشككون في صحة المبرر الأمني الذي أعلنته واشنطن، ويرون أن الأمر اقتصادي بحت، مشيرين إلى أن هناك 3 ناقلات جوية تم استهدافها بالإجراءات وهي «الخطوط الجوية القطرية»، و«طيران الاتحاد»، و«طيران الإمارات».

وبحسب المراقبين، فإنه ومنذ فترة، تشتكي الناقلات الجوية الأمريكية من أن المنافسة غير عادلة مع تلك الناقلات الثلاثة بسبب تلقي الأخيرة دعما كبيرا من حكومتي قطر والإمارات.

وأوضح المراقبون أنه كان هناك قلق لدى الناقلات الثلاثة من أن يتخذ الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ردا لصالح الناقلات الأمريكية، حيث إن الناقلات الثلاثة، وغيرها من الناقلات التي طالها القرار الأمريكي، ستخسر أحد المميزات التي تقدمها لزبائنها، وخاصة من فئة رجال الأعمال، وهي حمل الأجهزة الإلكترونية داخل كبائن الطائرات، ومن ثم قد يلجأ الزبائن للناقلات المستثناة من القرار، وهي الأمريكية بالطبع.

ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن الناقلات من الدول الثمانية التي طالها الحظر، هي الأكثر منافسة للناقلات الأمريكية، مشيرة على سبيل المثال إلى أن مطار دبي وحده نقل 83 مليون مسافر في 2016.

ووفق بيانات لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، فإن المطارات المشمولة بالمنع هي الملك عبدالعزيز الدولي، والملك خالد (السعودية)، دبي الدولي، وأبو ظبي (الإمارات)، الكويت الدولي (الكويت)، حمد الدولي (قطر)، الملكة علياء الدولي (الأردن)، القاهرة الدولي (مصر)، محمد الخامس (المغرب)، وأتاتورك (تركيا).

وأوضحت الوزارة أن الأجهزة الإلكترونية الممنوعة أكبر من حجم الهاتف النقال، ويجب وضعها ضمن الحقائب المشحونة، بدلا من حملها في مقصورة الركاب كما هو معتاد في السابق.

وكانت الحكومة البريطانية لحقت بالولايات المتحدة في القرار، وحظرت، أمس الثلاثاء، على المسافرين القادمين إليها من 6 دول ذات غالبية مسلمة في الشرق الأوسط، حمل أجهزة إلكترونية في مقصورات الركاب بالرحلات الجوية.

وقالت الحكومة البريطانية، في بيان، إن رئيستها «تيريزا ماي» ترأست، اجتماعا حول أمن الطيران، جرى خلاله الاتفاق على اتخاذ تدابير أمنية جديدة بشأن جميع الرحلات الجوية المباشرة القادمة، من السعودية والأردن ومصر ولبنان وتونس وتركيا.

«حمائية ترامب»

وكانت أكبر 3 شركات للطيران بالولايات المتحدة «دلتا – يونياتد- أمريكان إير لاين» طالبت في فبراير/شباط الماضي، الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بسرعة التدخل لإنقاذ الشركات المحلية من المنافسة غير العادلة من قبل الناقلات الخليجية.

ودخلت الناقلات الأوروبية على خط المواجهة في مطلع مارس/آذار الجاري؛ إذ طالبت شركات «لوفتهانزا» الألمانية و«إير فرانس- كي.إل.إم» مفوضية النقل الأوروبية بمواجهة ما أسموه «الممارسات غير العادلة لشركات الطيران الخليجية».

وكان «ترامب» أكد في أكثر من مناسبة اتخاذه لإجراءات «حمائية» من أجل دعم الاقتصاد عبر فرض المزيد من الرسوم على الخدمات والمنتجات التي قد تضر بالصناعات المحلية في بلاده.

وبدا أن شركات الطيران الأمريكية تسعى للاستفادة من الأمر؛ إذ وجهت صرخة استغاثة إلى «ترامب» ضد الناقلات الخليجية الكبرى.

وفي رسالة موجهة لـ«ترامب» نشرها موقع «تحالف الأجواء المفتوحة والعادلة»، والذي يضم «أمريكان إيرلاينز» و«دلتا» و«يونايتد إيرلاينز» حثت على فرض اتفاقية «الأجواء المفتوحة» وإنهاء ما وصفتها بـ«سياسات الدعم التي تحظى بها الشركات الخليجية» و«الدفاع عن العمال الأمريكيين».

وادعت الشركات الأمريكية في الرسالة التي وجهتها إلى «ترامب» أن الشركات الإماراتية والقطرية على وجه التحديد حصلت على مستويات دعم غير مسبوقة قدرتها الرسالة بنحو 50 مليار دولار منذ 2004 للسيطرة على صناعة الطيران العالمية.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

السعودية الإمارات قطر الكويت الأردن مصر تركيا المغرب الولايات المتحدة حظر الطيران القاعدة ترامب