سفير «إسرائيل» يشيد بعلاقات «نتنياهو» و«السيسي»: أساسها الثقة والاحترام المتبادل

الجمعة 24 مارس 2017 11:03 ص

أشاد السفير «الإسرائيلي» لدى القاهرة «ديفيد جوفرين» بطبيعة العلاقات التي تجمع بين رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» والرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، مؤكداً أنها مبنية على أساس «الثقة والاحترام المتبادل».

لكنه وجه – خلال خطاب ألقاه أمام «معهد دراسات الأمن القومي» في تل أبيب – انتقادات للحكومة المصرية، وقال إنها تقتصر في علاقتها مع تل أبيب على الشق العسكري دون السعي إلى علاقات اقتصادية ومدنية، حسب صحيفة «هآرتس» العبرية.

وفي خطابه الذي وصفته الصحيفة بـ«غير المعتاد»، قال «جوفرين»: «رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس المصري السيسي تجمعهما علاقات وثيقة مبنية على أساس الثقة والاحترام المتبادل. هذا أمر مرحب به ويساهم بشكل كبير في تقوية العلاقات بين البلدين».

واستدرك: «لكن تلك العلاقات تستند إلى حد كبير على قدم عسكرية. وإذا كنا نرغب في بناء سلام على أسس متينة، فيجب أن تكون تلك العلاقات قائمة على قدمين؛ إحداهما عسكرية والأخرى اقتصادية مدنية. فقط الجمع بين الأمرين من شأنه ضمان علاقات تعاون طويلة الأمد بين البلدين».

وأضاف: «القيادات في البلدين تحتاج إلى تقديم ثمار السلام إلى الشعبين الإسرائيلي والمصري؛ حتى لا يتم إعطاء الفرصة لخصوم السلام لإثارة الشكوك بشأن ضرورة اتفاقية السلام، بل وحتى المطالبة بإلغائها».

«جوفرين» وجه انتقادات للحكومة المصرية قائلا إنها «تفضل عدم الدخول في علاقات مع إسرائيل في المجالات الاقتصادية والمدنية لأسباب سياسية داخلية، رغم أن مثل تلك العلاقات ستعود بالفائدة على مصر».

وتطرق السفير إلى موجة الاحتجاجات ضد الأنظمة التي اندلعت في العالم العربي واقتحام السفارة «الإسرائيلية» بالقاهرة عام 2011، وقال إن «التعاون المدني بين إسرائيل ومصر تضاءل بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب الربيع العربي واقتحام السفارة في القاهرة الذي صعب مهمة ممثلي إسرائيل للعمل على خلاف ما كان معتادا في الماضي».

 ولفت «جوفرين» إلى أن الرؤية المصرية للسلام تختلف تماما عن رؤية «إسرائيل»، موضحا أن أهميته بالنسبة للقاهرة يتركز على أنه وضع نهاية للحرب بين الطرفين وليس تطبيع العلاقات.

وتابع: «على مدى عقود امتنعت الحكومة المصرية عن تشجيع العلاقات مع إسرائيل. لم يقم أي رئيس مصري بخلاف (أنور) السادات بزيارة إسرائيل. (الرئيس حسني) مبارك زار إسرائيل فقط من أجل المشاركة في جنازة (رئيس الوزراء إسحق) رابين».

 ونوه السفير «الإسرائيلي» إلى وجود صعوبات كبيرة في تعزيز العلاقات ثقافية إسرائيلية مع مصر، وضرب مثالا على ذلك قائلا: «منذ شهور، حضرت عرضا في أحد المسارح المصرية، لكن ذلك أثار هجوما إعلاميا ضد مدير المسرح لعدم اتخاذه قرارا بوقف المسرحية وطردي».

وأردف: «بعد 40 عاما منذ زيارة السادات إلى إسرائيل، ما زالت زيارة لسفير إسرائيلي لحضور عرض مسرحي في مصر تثير الانتقادات».

 بيد أن «جوفرين» ذكر أن هناك تغييرات متعددة أولوية نحو الأفضل في العلاقات الثنائية؛ ففي الأعوام الأخيرة على سبيل المثال، حدث تغير معين في مدى اعتماد العلاقات على مدى التقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين، لا سيما بين الشباب.

 واستطرد مخبرا الحضور في تل أبيب  إلى أن جيل الشباب لم يعاصر الحرب مع «إسرائيل»، وأكثر انفتاحا تجاه المنافذ الإعلامية المعاصرة.

وعلاوة على ذلك، تسبب الربيع العربي في تغيير الأجندة الوطنية في مصر، ودفع القضية الفلسطينية إلى الهامش على حد زعمه.

كما لاحظ «جوفرين» تغييرا يتعلق باتجاه الإعلام المصري تجاه «إسرائيل»؛ ففي السنوات الأخيرة أصبحت التغطية الصحفية تجاه تل أبيب تتعلق أكثر بصميم الموضوع، وتضاءل عدد ما وصفه بـ«المقالات الناقدة المسمومة والكاريكاتيرات المناهضة للسامية» مقارنة بتسعينيات القرن الماضي.

 واختتم: «إذا استمر ذلك سيحدث هذا تأثيرا إيجابيا في الموقف تجاه إسرائيل»، لافتا إلى مشاهدته علامات أولية على حدوث تغييرات في التعليم تجاه السلام، بعد سنوات كانت فيها «شيطنة إسرائيل عنصرا من السياسة المصرية الرسمية».

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن صحيفة هآرتس

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر نتنياهو السيسي العلاقات المصرية الإسرائيلية ديفيد جوفرين