خطيب سعودي: أنقذوا المرأة من «الجاهلية المعاصرة» .. وما يقع عليها الآن هو «ظلم بين»

السبت 25 مارس 2017 07:03 ص

دعا خطيب جامع «أبي يوسف» بحي الحمراء في مدينة الرياض، «عبداللطيف التويجري» في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بعنوان «حقوق المرأة بين الإخلال والإجلال»، إلى الاعتراف بـ«الظلم الواقع على المرأة في مجتمعنا ورفعه وبيانه وتعظيم جرمه، فنحن أولى بنصرة المرأة ورفع الظلم عنها من الدعوات الدخيلة».

وقال الخطيب إن «المرأة في مجتمعنا -بحمد الله- مصونة محترمة، تلبى حاجاتها، وتوفر طلباتها، وتحقق رغباتها، وهذا هو حال المرأة في الغالب الأعم، بيد أن لكل قاعدة شواذا، وليس من الصواب أن ندس رؤوسنا في التراب، ونقول: ليس ثمة ظلم للمرأة».

ووضح «التويجري» صور هذا الظلم مشيرًا إلى «الاعتداء على مالها، ومنع حقها من الإرث، أو أخذ جزء من المهر، أو استغلال الولي راتب المرأة إن كانت عاملة رغما عنها». وقال إن «هذا كله من الجور العظيم والظلم الشنيع». مضيفًا: «من صور الظلم أيضا: التسبب في حرمان المرأة من الحياة الزوجية، فبعض الآباء -هداهم الله- يؤخر زواج ابنته حتى تواصل دراستها لكي تصل إلى أعلى المراتب، فيرد كل من تقدم لها من أهل الكفاءة، حتى يتقدم بالمرأة العمر، ويفوت القطار، وتعيش تلك المرأة حياة العنوسة والأسى، التي سببها وليها».

وقال إنه من العقوق أن يتم المغالاة في مهور النساء، «فبعض الأولياء يشترط الأرقام الفلكية مهرا لابنته، وكأنها سلعة للمقايضة، وهذا كله مخالف لقول النبي - صلى الله عليه وسلم: أعظم النساء بركة، أيسرهن مؤونة». متابعًا: «من صور الظلم إلزام المرأة بالزواج من رجل لا ترضاه: من الظلم المبين، وهذا يقع دائمًا في زواج الأقارب، فيأنف والد المرأة أن يرد قريبه، فيجبر الوالد ابنته على الرضا، فتوافق المسكينةُ على مضض وإكراه».

كما نوه الشيخ «التويجري» إلى خطورة العضل، وهو أن «يختار الزوج سبيل الدناءة، حين لا يرغب في الزوجة، فيعلقها ولا يطلِّقها حتى تدفع له المهر كاملًا، وهذا كله من الجشع والطمع الذي تأباه نفوس أهل الإيمان». وواصل قائلا: «من صور ظلم المرأة الظاهرة الانشغال عن تربية الفتاة وتهذيبها على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور، وعلى الطهر والعفاف، وحسن التدين ظاهرًا وباطنًا». مشيرًا إلى أن الأب مشغول بأعماله وارتباطاته، والأم مشغولة بوظيفتها وزياراتها، بينما تضيع الفتاة بين تفريط والدها، وغفلة والدتها، وفق تعبيره.

وحول صور الظلم التي تواجهها المرأة السعودية كذلك، هي «نظرة المجتمعِ المشينة للمرأة المُطلقة، مع أن هذه المرأة، وربما تكون قد طُلِّقت لأمر تحمد عليه، كعيب في تديُّن الرجل لا يرضي الله عز وجل، فبدل أن يُؤخذ على يديها وتُشجع لسلامة رأيها، ينظر بعضهم إليها بأنها هي المخطئة، وربما عيِّرت بالطلاق وضُيِّق عليها، وهذا له لا يليق في معجم القيم، ولا يجتمع مع مكارم الأخلاق النبيلة».

واختتم «عبداللطيف التويجري» خطبته مشددًا على ضرورة نشر نظام الإسلام العادل وتعاليمه «لينقذ المرأة من الجاهلية المعاصرة، كما أنقذها من الجاهلية الأولى».

  كلمات مفتاحية

مرأة سوء معاملة ظلم السعودية حقوق وحريات خطبة الجمعة شيخ خطيب