الموصل.. انتشال 500 جثة ومطالبات بإعلانها منكوبة

السبت 25 مارس 2017 11:03 ص

وصل عدد الجثث التي انتشلتها فرق الدفاع المدني العراقية من تحت الأنقاض، حتى اليوم السبت، إلى 500 جثة، جراء غارتين جويتين للتحالف الدولي استهدفتا منازل في حي الموصل الجديدة غربي الموصل.

وقالت مصادر عسكرية عراقية إن قوات الجيش والقوات المشتركة المقاتلة وقوات التحالف الغربي أوقفت غاراتها على غرب الموصل بعد هذه المجزرة.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن فرق الدفاع المدني والأهالي، انتشلوا جثث 500 مدني قتلوا خلال الأيام الماضية بقصف طيران التحالف الدولي استهدف ثلاثة منازل في منطقة الموصل الجديدة، مشيرا إلى أن الجثث انتشلت من مناطق موصل الجديدة ووادي العين ورجم حديد وجامع فتحي العلي واليرموك.

وطالب مجلس قضاء الموصل الجمعة، بإعلان مدينة الموصل منطقة منكوبة وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكدا أن ما تعيشه الموصل مأساة حقيقية.

وأضاف يجب أن يتوقف القصف العشوائي لطائرات التحالف على غرب الموصل، مطالبا بإعادة النظر في الخطط العسكرية في غرب الموصل.

وقال أيضا «منذ يومين ونحن نطالب بدعم الدفاع المدني في جهود إنقاذ المدنيين».

من جانبه، قال اللواء الركن «معن السعدي، قائد العمليات الخاصة الثانية بجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والقائد الميداني في المنطقة، إن الدولة الإسلامية استخدم المدنيين دروعاً بشرية، من أجل إيقاف القصف الجوي،  واحتجزهم رهائن، فأخذ أعداداً من المدنيين من نساء وأطفال ورجال وزج بهم داخل أقبية المنازل، وبدأ يقاتل فوق الأسطح، مستخدماً تلك الطريقة البشعة لإيقاف القصف الجوي عليه.

وأكد «السعدي» للعربية.نت أنه «تم إيقاف القصف الجوي مباشرة بعد ورود معلومات استخباراتية عن استخدام داعش للمدنيين كـدروع بشرية.

وأضاف أن التنظيم بدأ يستخدم سيارات مفخخة كبيرة تحدث انفجاراً هائلا، وقد تسقط عدة منازل قريبة من موقع تفجيرها.

من جانبه، ذكر النائب عن محافظة نينوى، «عبد الرحمن اللويزي»، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك أن «أحد الموصليين ميسوري الحال، كان يستضيف في داره التي تقع في حي الموصل الجديدة خلف مستشفى الرحمة بفرعين، عدداً من العائلات الموصلية، لأن لديه كمية كبيرة من المؤن، وأراد المساهمة في مساعدة تلك العوائل التي نفدت مؤنها».

وأضاف «خصص هذا الشخص غرفة للرجال وقاعة على شكل سرداب للنساء، لكن التنظيم اتخذ من سطح تلك الدار موقعاً له، وبمجرد أن وجهت طائرات التحالف ضربة قوية إليها وأخرى بجوارها، لقي جميع من في الدارين حتفهم».

وأكد الجيران وجود ما لا يقل عن 126 شخصاً في الدار، فضلاً عن 8 جثث تم انتشالها من الدار المجاورة.

وأكد «اللويزي» أن نسبة النزوح ارتفعت من مناطق الموصل الجديدة والمطاحن والأحياء المجاورة لها، بسبب خشية الناس من القصف.

وتشير معلومات رسمية إلى أن القوات العراقية استهدفت شاحنة صهريج ملغمة تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية والتي كانت تمر بالقرب من المنطقة التي لجأ إليها أكثر من 500 نازح من الأحياء الأخرى، ما أدى إلى وقوع انفجار هائل أطاح بالبنايات الثلاث المجاورة لمسجد "فتحي العلي"، وأدى إلى تهدمها فوق رؤوس النازحين.

إلا أن تلك الرواية تتضارب مع روايات أهلية، تشير إلى أن القوات الحكومية استهدفت البنايات الثلاث براجمات صواريخ عمداً، لاعتقادها بوجود عناصر تابعة للتنظيم بين النازحين، وأن النازحين كانوا قد تجمعوا بالمكان قبل يومين بمعرفة القوات الحكومية التي أكدت لهم أنها ستنقلهم بصفة عاجلة إلى مخيمات للنازحين بحيث يتلقون المساعدة.

وتعقيبا على الغارات، قال التحالف الدولي لمحاربة الدولة الإسلامية، مساء الجمعة، إنه يقوم بدراسة مستمرة لدعاوى سقوط المدنيين جراء الغارات التي تنفذها طائراته في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن عملية التحقيق هذه تتطلب بعض الوقت.

وأكد البيان أن القوات الدولية تقوم بدراسة «عدة ادعاءات تتحدث عن شن التحالف غارة في المنطقة بين الـ17 والـ23 من آذار/ مارس"، دون مزيد من التفاصيل عنها.

مجزرة وكارثة

من جانبه، قال النائب في البرلمان العراقي «كاظم الشمري»، إن «الهدف الأساسي الذي كان الجميع يسعى له في عمليات تحرير نينوى وكل مناطق العراق هو تقليل الخسائر بين صفوف المدنيين والقوات الأمنية على حد سواء».

وأضاف أن «ما حصل من مجزرة في دفن المئات تحت أنقاض المنازل في حي الموصل الجديدة، مجزرة وكارثة بكل ما تعني الكلمة"، داعيا إلى "تشكيل لجنة تحقيق عالية المستوى من التحالف الدولي والحكومة لمعرفة المتسبب فيها».

وشدد «الشمري» على ضرورة إبداء أعلى درجات الحرص والمسؤولية في تنفيذ الواجبات العسكرية، وإبعاد المدنيين قدر الإمكان عن مصادر النيران وتفويت الفرصة على الإرهابيين باستغلال ارتفاع عدد الضحايا بين المدنيين لتحقيق مكاسب معنوية».

ووصف سكان فارون ظروف المعيشة القاسية داخل المدينة قائلين إنه لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا غذاء يدخل إليها. وتقول وكالات إغاثة إن ما يصل إلى 600 ألف مدني لا يزالون في الشطر الغربي من الموصل.

لكن الأسر تخرج من الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، بالآلاف يوميا وتتوجه إلى مخيمات باردة ومزدحمة أو تذهب إلى أقاربها. ويجعل الجوع والقتال الحياة في المخيمات غير محتملة.

وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن هناك تقارير غير مؤكدة عن مقتل قرابة 700 مدني في ضربات جوية للحكومة والتحالف أو أعمال عنف للدولة الإسلامية منذ بدء الهجوم على غرب الموصل في 19 فبراير/ شباط.

ويسقط مدنيون قتلى وجرحى خلال المعركة العنيفة بين القوات العراقية المدعومة من قوات التحالف، ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل، رغم أن قادة الجيش يؤكدون مرارا اتخاذ الإجراءات التي تحد من المخاطر على المدنيين.

وبدأت القوات العراقية في 19 فبراير/شباط الماضي، عمليات اقتحام الجانب الغربي للموصل وتمكنت من تحرير عشرات الأحياء داخل المدينة إضافة إلى مطار الموصل وقاعدة عسكرية قريبة وقرى ومناطق في الأطراف.

  كلمات مفتاحية

العراق الموصل مجزرة التحالف الدولي

المطر وأوراق الأشجار.. ماء وغداء السكان في غرب الموصل

«الدولة الإسلامية» يستعرض عضلاته في الموصل بعرض عسكري «غير مسبوق»

11 قتيلا بينهم نساء وأطفال في قصف خاطئ للتحالف الدولي شرق الموصل