مرصد حقوقي يطالب القوات العراقية بدقة تحديد أهدافها والتأكد من عدم وجود مدنيين

الأحد 26 مارس 2017 07:03 ص

قال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن فرق الدفاع المدني والأهالي، انتشلوا جثث 500 مدني قتلوا خلال الأيام الماضية بقصف طائرات التحالف الدولي لأحياء في الموصل الجديدة، واعترفت الولايات المتحدة بمسؤوليتها عنها.

وطالب مجلس قضاء الموصل الجمعة، بإعلان مدينة الموصل «منطقة منكوبة» وفتح تحقيق بالمجازر التي ارتكبت فيها، مؤكدا أن ما تعيشه الموصل مأساة حقيقية، بعد أن وقعت يوم الخميس الماضي، مجزرة في أحد أحياء الموصل الجديدة، وقتلت قرابة الخمسمئة من المدنيين جراء غارات نفذتها طائرات التحالف الدولي، أعلن الجيش الأمريكي الجمعة، مسؤوليته عنها، وقال إن القصف جاء بناء على طلب عراقي.

وكان التحالف الدولي أعلن السبت أنه فتح تحقيقاً في تقارير تحدثت عن مجازر جماعية بحق المدنيين في الموصل جراء غارات نفذتها طائراته.

من جهتها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء تقارير تحدثت عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في الموصل. وأبدت مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة صدمتها من بيانات حول خسائر فادحة في الأرواح.

حوالي 4000 قتيل غربي الموصل

وقال تقرير حقوقي عراقي، السبت، إن 3 آلاف و846 مدنيا قتلوا في الجانب الغربي لمدينة الموصل شمالي البلاد، منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادته من تنظيم «الدولة الإسلامية»، في 19 فبراير/شباط الماضي.

وأضاف «المرصد العراقي لحقوق الإنسان» (مستقل)، في تقرير، إن «3 آلاف و846 مدنياً قتلوا بالجانب الغربي للموصل حتى الآن، هؤلاء تم الإبلاغ عن حالاتهم، وما زالت جثث أعداد كبيرة منهم تحت الأنقاض».

وأشار المرصد إلى أنه جمع معلوماته حول أعداد القتلى من نازحين فارين من مناطق النزاع والمناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم (الدولة الإسلامية) التي تعرضت على مدى الأسابيع الماضية لقصف الطائرات الحربية.

وسقط معظم المدنيين جراء غارات جوية استهدفت مسلحين لـ«الدولة الإسلامية» كانوا يعتلون أسطح منازل وهو ما يؤدي لانهيارها فوق رؤوس أصحابها، ووفق شهادات النازحون الواردة في التقرير. كما يتم في بعض الأحيان، حسب التقرير ذاته، تحديد أهداف غير دقيقة للطائرات المقاتلة من قبل مخبرين على الأرض.

تحديد الأهداف بدقة

وطالب المرصد الحقوقي القوات الأمنية العراقية بضرورة الاعتماد على مصادر دقيقة في تحديد أهدافها والتأكد من عدم وجود مدنيين محتجزين كدروع بشرية في تلك الأهداف.

هذا ودعا التحالف الدولي والجهات الاستخبارية إلى تحديد أهداف «الدولة الإسلامية» بدقة تامة لمنع تعرض المدنيين للخطر، مشددا على ضرورة إعطاء سلامة المدنيين الأولوية في الطلعات الجوية التي يشنها ضد التنظيم.

مأساة المدنيين

التقرير الحقوقي هذا وغيره من الشهادات التي تتوارد يوميا وتفيد بسقوط أعداد كبيرة من المدنيين بالموصل، أغضب السياسيين السنة في العراق. وأعرب رئيس البرلمان العراقي، «سليم الجبوري»، وهو من السياسيين السنة البارزين، عن قلقه البالغ بسبب «المأساة التي يتعرض لها المدنيون بالجانب الغربي للموصل جراء القصف العشوائي».

وقال «الجبوري»، في بيان: «نتابع بقلق بالغ المأساة التي يتعرض لها المدنيون في الجانب الغربي من مدينة الموصل جراء القصف العشوائي».

وتابع: «نذكر القوات المحررة في ساحات المعارك بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، وأهمية الحفاظ على فرحة النصر وعدم إضاعتها».

من جهته، وجّه نائب رئيس الجمهورية العراقي، «أسامة النجيفي»، رسالة لرئيسي الوزراء «حيدر العبادي» والبرلمان «سليم الجبوري» ووزيري الداخلية «قاسم الأعرجي»، والدفاع «عرفان الحالي»، بشأن مقتل مدنيين ب‍الموصل.

وقال «النجيفي»، في رسالته: إن «هناك تغييرا حصل في قواعد الاشتباك قياسا بالقواعد التي اتبعت في تحرير الجانب الشرقي من الموصل، حيث نتج من ذلك استشهاد المئات من المواطنين».

 وطالب «النجيفي» بإجراء تحقيقات سريعة وحماية أرواح المواطنين وكرامتهم، داعيا البرلمان العراقي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة هذه "الكارثة" وفتح تحقيق برلماني فيها.

والموصل ذات كثافة سكنية سنية وتعد ثاني أكبر مدن العراق على بعد 400 كيلومتر شمال بغداد وسيطر عليها «الدولة الإسلامية» في صيف عام 2014.

وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي للمدينة ومن ثم البدء قبل أكثر من شهر بعملية أخرى لاستعادة الشطر الغربي للمدينة، الذي يمتاز بضيق أزقته واكتظاظه بالسكان.

المصدر | الخليج الجديد+ ديلي صباح

  كلمات مفتاحية

الموصل العراق المرصد العراقي لحقوق الإنسان