البحرين تدخل على خط الوساطة بين السعودية ومصر قبل قمة الأردن

الأحد 26 مارس 2017 04:03 ص

دخلت البحرين على خط المصالحة بين السعودية ومصر، حيث يستقبل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، غدا، ملك البحرين «حمد بن عيسى آل خليفة»، في زيارة لم يعلَن عنها إلا قبل يومين.

وتأتي الزيارة قبل يومين فقط من انعقاد القمة العربية في 29 من الشهر الجاري في الأردن، والتي من المقرر أن تشهد مناقشة التطورات التي تشهدها المنطقة العربية، والتي تسعى أطرافا إقليمية عربية لترتيب مصالحة خلالها بين السعودية ومصر.

وكانت القاهرة، استقبلت السبت الماضي، مسؤولين من البحرين للترتيب لزيارة «آل خليفة»، وتحديد جدول اللقاء مع المسؤولين المصريين، وتحديدا «السيسي».

وبحسب صحيفة «العربي الجديد»، فإن أحد أهم أسباب الزيارة، هو رأب الصدع بين الرياض والقاهرة، بحسب مصادر قريبة من دوائر اتخاذ القرار.

وتوترت العلاقات بين السعودية ومصر بعد أزمة صدور حكم قضائي مصري ببطلان التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» للأخيرة، فضلا عن اتخاذ «السيسي» موقفَ روسيا نفسه حيال الأزمة السورية، والتصويت لصالح مشروع روسي حول سورية في مجلس الأمن، العام الماضي.

ولكن بوادر انفراجة حدثت بين البلدين، باستئناف إمداد شركة «أرامكو» السعودية لمصر بالبترول، بعد توقف على خلفية الأزمة بين البلدين، وذلك عقب زيارة ولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» إلى واشنطن، ولقاء الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».

واعتبر البعض الخطوة في سياق طلب أمريكي من الرياض.

وقالت مصادر، إن الزيارة جاءت بشكل غير مرتب مسبقا، بما يعطي إيحاء بمناقشة قضايا تستدعي مباحثات على مستوى ملك البحرين والرئيس المصري.

وأضافت أن توحيد المواقف يمكن أن يأتي عن طريق مباحثات بين وزراء الخارجية أو اتصالات هاتفية، ولكن القضية المحورية التي تستدعي مباحثات على مستوى رأسي الدولتين، هي الخلافات بين القاهرة والرياض.

وتابعت المصادر أن البحرين أكثر دول الخليج قُربًا من السعودية، ولديها علاقات قوية مع القاهرة، وبالتالي يمكن أن تلعب دور الوساطة، وهو أمر قد يكون مقبولا خلال الفترة الحالية، خاصة مع عودة إمداد مصر بالبترول السعودي مرة أخرى، والحديث عن مناقشة البرلمان المصري لاتفاقية «تيران وصنافير».

وشددت على أن الزيارة ربما تتطرق إلى ضرورة عقد قمة مصغرة بين ملك السعودية «سلمان بن عبد العزيز» والرئيس «السيسي»، على هامش القمة العربية، لإذابة الجليد الذي غلّف العلاقات بين البلدين.

ولفتت إلى أن جهود الوساطة لرأب الصدع بين البلدين لم تتوقف على مدار الأشهر الماضية، في محاولة لتقريب وجهات النظر، وعدم تطور الخلافات لحد التوتر الشديد، وإبقائها في طور خلافات وجهات النظر.

وأشارت إلى أن دول الخليج ترى ضرورة عدم وجود خلافات مع مصر في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية، لناحية الأزمات ومواجهة الإرهاب، والتصدي للدور الإيراني في المنطقة.

وكانت مصادر دبلوماسية، قالت قبل أيام، إن اجتماعا مرتقبا للمصالحة بين القيادتين السعودية والمصرية، سيعقد في الأردن، على هامش القمة العربية، المقررة نهاية الشهر الجاري، برعاية إمارتية كويتية أردنية. (طالع المزيد)

من جانبه، قال دبلوماسي مصري سابق إن زيارة ملك البحرين إلى مصر لا يمكن أن تخرج عن محاولات الوساطة بين القاهرة والرياض لطي صفحة الخلافات بين البلدين.

وأضاف الدبلوماسي، أنه بغض النظر عن التنسيق في عدد من القضايا المشتركة قبل القمة، فأهم قضية بالنسبة لدول الخليج باستثناء قطر إنهاء الخلافات في وجهات النظر بين مصر والسعودية.

وتابع أن جهودا حثيثة قامت بها الكويت والإمارات خلال الأشهر الماضية، واتصالات بين الجانبين، ولكن ظل التوتر في العلاقات قائما، حتى حدوث انفراجة بأنباء عن استئناف البترول من السعودية لمصر مرة أخرى.

وأشار إلى أن الخلافات بين الدولتين مرتبطةٌ بعدة ملفات، في مقدمتها جزيرتي «تيران وصنافير» والقضية السورية، ويشعر الجانب السعودي بأنه دعم «السيسي» ولم يحصل في المقابل على الجزيرتين، ولكنّ هناك إصرارا من النظام المصري على التنازل عن الجزيرتين.

وأوضح أن «السيسي» في مأزق حقيقي، فهو لا يمكنه الاستغناء عن الدعم السعودي، وهناك ضغوط شعبية لعدم تسليم الجزيرتين، وتحديدا بعد حكم قضائي نهائي من المحكمة الإدارية العليا.

ورغم مساندة العاهل السعودي السابق، الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، للنظام في القاهرة بعد انقلاب الجيش على الرئيس المنتخب «محمد مرسي» ودعمه ماليا وسياسية، إلا أن العلاقات بين مصر والسعودية في عهد الملك «سلمان بن عبدالعزيز» تأزمت على خلفية عدة مواقف مصرية، من بينها موقع نظام «عبدالفتاح السيسي» الداعم لنظام «بشار الأسد» في سوريا، بينما تدعم الرياض المعارضة المناهضة لـ«الأسد».

وعقب هذا الموقف، أوقفت السعودية الإمدادات البترولية التي كانت قد اتفقت عليها مع مصر خلال الفترة الماضية.

وتمر العلاقات السعودية المصرية بأسوأ أطوارها منذ الانقلاب، إذ أخذ كل فريق بالتلويح بالأوراق البديلة التي يملكها في وجه الآخر، فيما باتت خريطة التقارب بين الدول الإقليمية الكبرى (مصر والسعودية وتركيا وإيران) آخذة في التشكل من جديد في ضوء المعطيات الجديدة.

وجاء فشلُ محاولاتِ الوساطة التي سعَت إليها بعض دوَل الخليج، من بينِها الإمارات والكويت والبحرين، للإصلاحِ بين مصر والسعوديّة، ليؤكِّدَ انعدامِ الثقةِ الشديد بين البلدين، وذلك بعد عدّةِ أشهرَ فقط، بدا فيها كأن تحالُفًا استراتيجيًّا يجمعهما.

ورجح مراقبون تصاعد التوتر في العلاقات الخليجية المصرية خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن الوزن الاستراتيجي للدول النفطية قد تراجع لدى القاهرة بعد الاتفاق النووي الغربي مع إيران، وتوقيع «الكونغرس» قانون «جاستا»، وانهيار أسعار النفط، بشكل دفع مصر للبحث عن حلفاء جدد.

ويرى محللون أن حكام الخليج تخلوا عن «السيسي» الذي لم ترضهم بوصلته أو عدم تحديد بوصلته بتعبير أدق، لذلك من الطبيعي أن تتوقف مساعدات مالية أو منتجات بترولية كانت تأتي في وقت ما من الرياض للقاهرة، خصوصا في ظل حكم براجماتي يمثله الملك «سلمان».

  كلمات مفتاحية

مصالحة السعودية مصر البحرين تيران وصنافير قمة الأردن

الملك «سلمان» يلتقي «السيسي» بعد 5 أشهر من توتر العلاقات

«السيسي» يزور السعودية أبريل القادم استجابة لدعوة الملك «سلمان» ويدعوه لزيارة القاهرة