الملك «سلمان» يجري زيارته الأولى إلى الأردن «المرهق اقتصاديا»

الاثنين 27 مارس 2017 09:03 ص

يبدأ العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، اليوم الاثنين، زيارة رسمية إلى الأردن تسبق مشاركته في القمة العربية المقرر عقدها بعد غد الأربعاء في البحر الميت (غربي الأردن).

وأكدت مصادر في الديوان الملكي الأردني الأهمية التي تكتسبها زيارة الملك «سلمان» للأردن كونها الأولى له منذ تقلده مهمات الحكم، مشيرة إلى أنها تأتي في توقيت مهم تمر به الأمة العربية، يتطلب تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين لإيجاد حلول لقضايا الأمة، وأزمات المنطقة.

وذكرت مصادر أن زيارة الملك «سلمان» ستعطي قوة دفع كبيرة لملف التعاون الثنائي، وستفتح المجال أمام مزيد من الشراكات التجارية والاستثمارية بين البلدين وفتح قنوات الحوار السياسي الاستراتيجي.

وقال رئيس غرفة تجارة عمان «عيسى حيدر مراد» إن السعودية تعتبر الشريك التجاري الأول والأهم بالنسبة للأردن، مبينا أن قيمة تجارة البلدين بلغت خلال العام الماضي نحو 5 مليارات دولار.

وأضاف في بيان صحفي، أول أمس السبت، أن السعودية تحتل المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والعراق بالنسبة لقيمة صادرات الأردن إلى الأسواق الخارجية.

وسيصاحب الزيارة، توقيع عدد من اتفاقيات الشراكة بين الحكومتين، إضافة لاتفاقيات تجارية بين الشركات السعودية والأردنية.

من جهته، قال رئيس مجلس الأعمال السعودي الأردني «حمدان السمرين»، أمس الأحد، إن العلاقات التجارية بين البلدين باتت تشهد نموا مضطردا.

وأضاف في بيان صادر عن مجلس الغرف السعودي الذي يرأسه أيضا، أن حجم الاستثمارات السعودية في الأردن بلغ نحو 13 مليار دولار لتحتل بذلك المرتبة الثانية بالنسبة للاستثمارات الأجنبية.

وبين أن أبرز القطاعات التي تستحوذ على الاستثمارات السعودية تتمثل في النقل، والبنية التحتية، والطاقة، والقطاع المالي، والتجاري، والإنشاءات والسياحة.

وتابع: «تباع نحو 25% من صادرات الأردن في السوق السعودية، وتستورد الأردن من المملكة النفط والعديد من المنتجات الصناعية والدواجن والألبان وغيرها».

وبحسب «وكالة الأناضول»، فإن الصادرات السعودية للأردن في 2015، تبلغ 3.1 مليار دولار، تضع الأردن الدولة 17 بين المستوردين من السعودية (1.5% من إجمالي الصادرات).

وتستورد المملكة من الأردن بنحو مليار دولار، تضع عمان في المرتبة 34 بين المصدرين لها (0.6% من إجمالي الواردات).

ويعد النفط الخام أبرز صادرات السعودية للأردن، فيما الأدوية والحيوانات الحية أبرز الواردات.

ويشتري الأردن النفط الخام، وبعض مشتقاته من المملكة العربية السعودية، بأسعار تفضيلية، إلى جانب منح مالية سنوية دعما للموازنة ولتنفيذ مشاريع تنموية.

تعاون اقتصادي وشراكات متعددة

وتشهد الأردن، اليوم الاثنين، انعقاد مجلس الأعمال السعودي الأردني لمناقشة مجالات التعاون الاقتصادي وسبل تطويرها، إضافة إلى تأسيس صندوق مشترك لدعم أنشطة المجلس وإعداد الدراسات اللازمة.

كما سيتم افتتاح المكتب الدائم لمجلس تنسيق الأعمال السعودي الأردني في مقر غرفة تجارة الأردن، لتقديم الخدمات والمعلومات اللازمة لأعضاء المجلس من الجانبين السعودي والأردني.

وستنطلق فعاليات الملتقى الاقتصادي السعودي الأردني، غدا الثلاثاء، بمشاركة نحو 100 من أصحاب الأعمال السعوديين، يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية.

يشار إلى أنه تم التوقيع على إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني في أبريل/نيسان 2016، لتحقيق التكامل الفاعل بين البلدين، ليعقد المجلس أول اجتماع له في أكتوبر/تشرين الأول من ذات العام برئاسة ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، ورئيس الوزراء ووزير الدفاع الأردني «هاني الملقي» رئيس الجانب الأردني في المجلس.

وتمثلت أبرز نتائج الاجتماع حينها، في التوقيع على مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لإقامة مشروع استثماري تنموي في العقبة، واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي.

كما تم توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الصناعي بين البلدين، إضافة للاتفاق على استكمال إجراءات تأسيس شركة سعودية للاستثمار في المشروعات الاقتصادية في الأردن.

الزيارة الأولى للبلد المرهق اقتصاديا

وتتزامن زيارة التي تعد الأولى للملك «سلمان» إلى الأردن منذ توليه الحكم في يناير/كانون الثاني 2015، مع إرهاق اقتصادي تعاني منه عمان، مع تراجع المنح المالية، وزيادة الضغط على مواردها ومرافقها مع تدفق اللاجئين إليها.

ويبلغ عجز الموازنة الأردنية للعام الجاري، نحو مليار دولار أمريكي، من إجمالي قيمة النفقات البالغة 12 مليار دولار أمريكي.

ويستضيف الأردن قرابة 2.5 مليون فرد غير أردني، منهم قرابة 1.3 ملايين سوري هربوا من الحرب الدائرة في البلاد، إضافة إلى عراقيين، ويمنيين وليبيين، وعمالة مصرية وافدة.

ويعتبر الأردن الواقع إلى الشمال الغربي للسعودية، من أكثر الدول الحليفة تاريخيا للرياض، خاصة في الملفات السياسية والأمنية.

وتقدم السعودية مساعدات كبيرة لعدد من الدول العربية على رأسها مصر واليمن والأردن على الترتيب.

ومنح «مجلس التعاون الخليجي» في 2011، عضوية فخرية للأردن وقدمت له السعودية دعما نقديا بقيمة 1.5 مليار دولار، عندما كانت المملكة الهاشمية تواجه عجزا في الميزانية.

ويستضيف الأردن، القمة العربية، بعد غد الأربعاء، في منطقة البحر الميت، بعد اعتذار اليمن منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن استضافتها، نظرا للأوضاع التي تعيشها بسبب الحرب.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

السعودية الأردن الملك سلمان القمة العربية العلاقات السعودية الأردنية