أعلن مسؤول عسكري أن الجيش الألماني شرع في سلسلة إصلاحات هيكلية بعد فضيحة استخدام العنف والإذلال الجنسي للجنود، والتي هزت مركزا للتدريب على العمليات الخاصة في جنوب البلاد.

وقال الجنرال «فولكر فيكر» المفتش العام للجيش الألماني: «إن قادة في مركز فولندورف للتدريب تقاعسوا عن منع طقوس وممارسات وصفها بالمهينة وعديمة الذوق التي تورط فيها جنود ومجندات أثناء التدريب».

وقال «فيكر» في تقرير أصدره بهذا الشأن: «لن نتسامح مع انتهاكات القيادة الداخلية للجيش الألماني، جهودنا تستهدف منع حوادث من هذا القبيل في المستقبل».

وستناقش لجنة الدفاع في مجلس النواب بالبرلمان الألماني (البوندستاج) التقرير، اليوم الأربعاء.

وضربت فضيحة جنسية واسعة النطاق الجيش الألماني، ووصفتها وسائل إعلام محلية بأنها الفضيحة الأضخم على الإطلاق في تاريخ الجيش الألماني منذ الحقبة النازية.

وأوضحت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أن الفضيحة أظهرت استغلالا جنسيا يتم لعدد كبير من المجندات، في مركز للتدريب بوحدة العمليات الخاصة جنوبي البلاد.

وذكرت الصحيفة الألمانية أن التقارير المسربة من داخل الجيش، تشير إلى أن مركز فولندورف يتم فيه ممارسة طقوس مهينة، يتم من خلالها استغلال الجنود والمجندات جنسيا باستخدام موازين الحرارة الشرجية خلال التدريبات.

وكانت تلك الفضيحة قد ظهرت للسطح، في يناير/كانون الثاني الماضي، ولكن مع بداية التحقيقات بدأت تتكشف المزيد من المعلومات والحقائق، التي وصفتها صحف ألمانية بالخطيرة والمأساوية.

وقال «فيكر» في التقرير، إن تحليلا أوليا أوضح أن المشكلات الأكبر ضمت جنودا وضباطا صغارا تتراوح أعمارهم بين 20 عاما و30 عاما في وحدات مرتبطة بسلاح المشاة وبعض مراكز التدريب.

وأضاف أن التحقيق سلط الضوء على ضرورة إصلاح النظام الحالي المتفكك للإبلاغ عن المشكلات وإنشاء قاعدة بيانات لتجميع الشكاوى ورصد الاتجاهات الجديدة.

وتابع: «الجيش سيعيد كذلك باهتمام تقييم آلياته الراهنة للإبلاغ عن التمييز والعنف والمشكلات الأخرى ويعمل على تشجيع ثقافة للإبلاغ أكثر انفتاحا».

وأنشأ مكتب مركزي جديد، أوائل فبراير/شباط الماضي، للتعامل مع الشكاوى الخاصة بالتمييز والعنف، وتلقى بالفعل 40 بلاغا، معظمها شكاوى مدنية ركزت على التحرش والترهيب، فيما ركزت معظم الشكاوى العسكرية على الاعتداءات الجنسية.

كما أنشأ مكتب جديد في الوزارة للتركيز على القيادة وسيتعاون بشكل وثيق مع مكتب الشكاوى المركزي الجديد والمفتش العام للتدريب.

وتشكل النساء حوالي 11% من حجم الجيش الألماني وقوامه 178 ألف جندي، لكن لا يمثلن سوى حوالي 2% فقط في بعض الوحدات القتالية.

يذكر أن فضيحة مشابهة هزت وحدة مشاة البحرية الأمريكية بعد أن قامت مجموعة خاصة على موقع «فيسبوك» باسم «مارينز يونايتد» أو «مشاة البحرية المتحدون» بتوزيع صور فاضحة لنساء في القوات المسلحة مصحوبة بتعليقات بذيئة أو تنطوي على كراهية للنساء.

وكانت موجة من الانتقادات وجهت إلى وزارة الدفاع الأمريكية بعيد تفجر الفضيحة في 4 مارس/آذار الجاري، من قبل وسائل الإعلام وأعضاء في «الكونغرس» على خلفية تلك الصور.