خبير مصري: 3 إحباطات من «ترامب» تسبق زيارة «السيسي» لواشنطن

الجمعة 31 مارس 2017 12:03 م

عدد خبير سياسي مصري 3 إحباطات للرئيس «عبد الفتاح السيسي» من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» قبل يوم من بدء الأول زيارة إلى واشنطن.

وأوضح «محمد المنشاوي»، وهو خبير في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن إحباطات «السيسي» من «ترامب» تتعلق بثلاث نقاط أساسية هي: «تأمين وربما زيادة المساعدات العسكرية»، و«نظرة ترامب للدور المستقبلى للجيش المصرى»، وأخيرا «موقف إدارة ترامب من جماعة الإخوان المسلمين».

الإحباط الأول

وبخصوص المساعدات العسكرية السنوية التي تقدمها أمريكا لمصر، قال «المنشاوي»، في تحليل له نشرته صحيفة «الشروق» المصرية الخاصة، إن ميزانية «ترامب» المقدمة للكونغرس للعام القادم تركت القاهرة في حالة ارتباك كبير؛ إذ قلص الرئيس الأمريكي ميزانية وزارة الخارجية بمقدار 29% وانخفضت من 38 مليارا إلى 27 مليارا، وهى التي تتضمن داخلها المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.

ولم تُحصن الميزانية الجديدة سوى المساعدات العسكرية لـ«إسرائيل»، والتي تبلغ 3.1 مليار دولار سنويا.

بينما ذكر مسئولون أمريكيون أن المساعدات المقدمة إلى مصر والأردن ودول أخرى ما زالت رهن التقييم، وهو ما يجب أن يمثل صدمة كبيرة للحكومة المصرية.

إذ تفاءلت القاهرة، حسب «المنشاوي»، بقدوم «ترامب»، وبالغت في تفاؤلها عندما توقعت قيام الإدارة الأمريكية الجديدة بإعادة طريقة تمويل شراء الأسلحة المفضل للحكومة المصرية والذى أوقفه «باراك أوباما»، وهو الذى حرم مصر من إمكانية فتح خط ائتمان يسمح بالدفع الآجل، وهو ما يسمح بتمويل صفقات عسكرية كبيرة تتخطى قيمتها إجمالي قيمة المساعدات في عام واحد، وهو ما أعطى مصر ميزة التعاقد والدفع اللاحق.

وبالغت القاهرة في تفاؤلها وذهب البعض لتصور إمكانية أن يزيد «ترامب» مقدار المساعدات العسكرية البالغ 1.3 مليار دولار سنويا، وأن يُسمح لمصر بالحصول على أسلحة أكثر تطورا وأن يجرى تسلمها بطرق سريعة.

لكن «ترامب» لم يُقدم أي إشارات لتغيير الشروط التي فرضها «أوباما» عندما أعاد المساعدات بعد تجميدها لأكثر من عام، والتي تُقصر نظم التسليح الجديدة لمصر على الاستخدام في أربعة مجالات هي: مكافحة الإرهاب (الشراكة في الحرب الأمريكية على الإرهاب)، والحفاظ على الأمن في سيناء (مكافحة الجماعات الإرهابية هناك)، وتأمين الحدود (ضبط الحدود بين غزة وسيناء بما يمنع التهريب)، وأخيرا الأمن البحري (مواجهة الهجرة غير الشرعية).

وقال المحلل العسكري المصري إنه لا يعتقد بوجود إمكانية لحدوث أي تغييرات في هذه النقطة؛ حيث يوجد توافق جمهوري ديمقراطي على شروط «أوباما».

الإحباط الثاني

«المنشاوي» أوضح أن النقطة الثانية التي يجب أن تُزعج مصر تتعلق بتصنيف إدارة «ترامب» للجيش المصري بكونه «الجيش السنى العربي الأكبر».

إذ تم استدعاء هذا التوصيف ضمن بحث تصورات مختلفة لمستقبل الشرق الأوسط ولكيفية مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومستقبل حل الأزمات المستعصية في سوريا والعراق، ومواجهة النفوذ الإيراني «الشيعى».

ويمثل تصنيف جيش مصر ــ بأنه جيش سنى ــ مخاطر متعددة؛ فجيش مصر جيش وطني يجمع المسلمين والمسيحيين، وليس جيشا طائفيا.

ولم يُعَرف الجيش على مدى تاريخه بكونه جيشا سنياً؛ حيث إن هذا الوصف يضعه في مواجهة مع (الجيش الشيعي)، ويبعده عن مواجهة (الجيش الإسرائيلي).

ويرتبط بتلك النقطة التقارير التي تشير لبحث إدارة «ترامب» تشكيل تحالفات عسكرية في الشرق الأوسط لا يستبعد معها أن يُطلب من دول مثل مصر والأردن والمغرب أن تشارك في ترتيبات أمنية مع دول خليجية بإشراف أمريكي لمواجهة إيران، ولحفظ استقرار شرق المتوسط والخليج العربي.

الإحباط الثالث

ثالث إحباطات «السيسي» من واشنطن، حسب المحلل السياسي المصري، ترتبط بما يراه من بطء من إدارة «ترامب» في مواجهة جماعة «الإخوان المسلمين».

إذ أنه رغم ادعاء «ترامب» بأن منافسته السابقة «هيلارى كلينتون» «سلمت مصر للراديكاليين من الإخوان المسلمين، وهو ما أجبر الجيش على إعادة تولى السلطة»، وعلى الرغم من وجود مبادرات يتبناها مشرعون أمريكيون لتمرير مشروع قرار في الكونجرس يصنف الإخوان كـ«جماعة إرهابية»، لم يتحرك «ترامب» بعد.

والثلاثاء الماضي، نقلت صحيفة «واشنطن تايمز» عن مسؤولين أمريكيين قريبين من نقاش محتدم داخل إدارة « ترامب» بشأن وضع جماعة الإخوان إن الأخير جمد – في الوقت الحالي -  أمراً تنفيذياً كان يعتزم إصداره، ويصنف تلك الجماعة، التي تعد حركة إسلامية عالمية، كـ«منظمة إرهابية».

وأوضح هؤلاء المسؤولون، أن الإدارة الأمريكية تراجعت، الشهر الماضي، عن خطة لتصنيف جماعة الإخوان كـ«منظمة إرهابية»، بعد أن أوصت مذكرة داخلية لوزارة الخارجية بعدم الإقدام على تلك الخطوة، على اعتبار أن جماعة الإخوان ذات «بنية متراصة»، ولها «حضور واسع في منطقة الشرق الأوسط».

و«جماعة الإخوان» هي جماعة دعوية شاملة، لها تواجد في كثير من أنحاء العالم، وتتبنى حلا إسلاميا لكافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الأمة الإسلامية، وتهدف إلى تحرر الوطن الإسلامي من الوصاية الأجنبية؛ وحسب مراقبين كان هذا أحد أسباب مؤامرة عالمية تم تنفيذها بأيادي وطنية للإطاحة بحكمهم بعدما أوصلتهم ثورات الربيع العربي، التي انطلقت في العام 2011، إلى الحكم في أكثر من دولة عربية. 

«المنشاوي» أرجع مواقف «ترامب» من الجانب المصري إلى طريقة تفكيره كـ«رجل أعمال بالدرجة الأولى»؛ لذا فإنه فى إطار حساباته دائما ينظر على ما يحصل عليه من الجانب الآخر، ويبدو أن فريق «ترامب»، الذى يعرف مصر جيدا، يدرك أن القاهرة لا تستطيع أن تقدم المزيد في ظل أوضاع الشرق الأوسط الملتهبة.

كما يدرك فريق «ترامب» تزايد أدوار دول مثل إيران والسعودية و«إسرائيل» وتركيا، مقارنة بمصر.

أيضاً، لا يترك ضعف الاقتصاد المصري واستمرار معضلة مواجهة «الإرهاب» في سيناء أي اوراق مهمة فى يد الجانب المصرى يستطيع المناورة بها مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

ومن المقرر أن يغادر «السيسى» إلى واشنطن، غدا السبت، متوجهاً إلى الولايات المتحدة في أول زيارة رسمية منذ تنصيب «ترامب» رئيساً في الـ20 من يناير/كانون الثاني الماضي.

ومن المقرر أن يجرى «السيسى» و«ترامب»، الإثنين المقبل، مباحثات ثنائية بالبيت الأبيض، لتعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية.

كما يتطرق الرجلان إلى مناقشة «الحرب على الإرهاب»، بالإضافة إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، حسب الخارجية المصرية.

المصدر | الخليج الجديد + صحيفة الشروق المصرية

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا السيسي ترامب إحباطات الجيش المصري جماعة الإخوان