تحسن موقف الفرنسيين من المسلمين والمهاجرين وانخفاض عدد الاعتداءات العنصرية

السبت 1 أبريل 2017 05:04 ص

أظهرت دراسة دورية لمستويات العنصرية في فرنسا أن الفرنسيين أصبحوا أكثر تسامحاً مع المهاجرين وأن هبوطاً حدث في عدد الاعتداءات العنصرية والمعادية للسامية رغم الهجمات التي شهدتها فرنسا وأزمة اللاجئين.

وتُجري اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في فرنسا دراسة سنوية باستطلاع آراء الفرنسيين لتكوين فكرة عن مستويات العنصرية وكراهية الأجانب واللاتسامح في البلد. وبعد أن لاحظت دراسات الأعوام الثلاثة السابقة زيادة الاعتداءات العنصرية سجلت دراسة 2017 هبوطاً في عدد هذه الحوادث.

وجاء في الدراسة أن «المفارقة هي أننا رغم السياق الشديد التوتر للهجمات الإرهابية المفجعة، نستطيع أن نرى استمرار التهدئة والانفتاح، ورغم ما قد يظن المرء فإن الإرهاب أدى إلى زيادة التلاحم الوطني وليس تدميره».

وتبين الإحصاءات أن عدد ما أُبلغ عنه من أعمال العداء للسامية والإسلاموفوبيا انخفض بنسبة 45% عام 2016 مقارنة مع العام السابق الذي ارتفعت فيه هذه الأعمال بنسبة 22%.

وقالت اللجنة في دراستها إن 1125 حادثاً كهذه وقعت في عام 2016 بالمقارنة مع 2034 حادثاً في عام 2015، الذي كان الأعلى منذ بدأت الإحصاء قبل 17 عاما.

الإسلاموفوبيا

وهبطت أعمال الإسلاموفوبيا بنسبة 58% من 2015 الى 2016 وأُبلغ عن 182 حادثاً خلال العام.

ورغم الهبوط في عدد الاعتدءات التي يبلغ عنها فإن رئيسة اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان كريستين لازيرغ أكدت أن الأرقام لا تبين إلا الطرف الظاهر من جبل الجليد المغمور.

وأوضحت أنه بحسب التقديرات فإن 6% فقط من الاعتداءات العنصرية يُبلغ عنها في الحقيقة للسلطات وأن 3% فقط تُسجل على أنها شكوى.

في هذه الأثناء يبدو الفرنسيون أكثر تسامحاً الآن تجاه الأشخاص ذوي الأعراق والأديان الأخرى.

وقال 54% من الفرنسيين انهم لا يعتبرون أنفسهم عنصريين على الإطلاق بالمقارنة مع 43% عام 2014.

كما لاحظ الاستطلاع أن الهجرة ليست من هموم الفرنسيين الرئيسة حيث قال 3.8% فقط انها "مبعث قلقهم الرئيس". وجاءت البطالة في الصدارة يليها الارهاب.

ورغم هذا التحسن فإن الفرنسيين ما زالوا منقسمين بشأن الأعراق التي يتسامحون معها.

وتوصلت الدراسة إلى أن اليهود والسود والآسيويين هم الأقليات الأوفر نصيباً من القبول بين الفرنسيين. وبعد الغجر فإن المسلمين هم الأقل نصيباً من القبول.

وأظهرت الدراسة أن 46% من الفرنسيين يعتقدون أن الاسلام يشكل تهديداً للهوية الفرنسية.

وقال 58% من الفرنسيين إنهم ضد الحجاب ولكن هذا الرقم يقل بنسبة 22% عن العام السابق.

كما سُجل تراجع في الموقف السلبي من الأغذية الحلال ورمضان ويعتقد 79% من الفرنسيين الآن أن المسلمين يجب أن يكونوا قادرين على ممارسة ديانتهم في ظروف جيدة رغم أن 59% عارضوا فكرة تسهيل ممارسة العبادة الإسلامية في فرنسا.

وقال نحو 59% من الفرنسيين إنهم يعارضون لباس السباحة الإسلامي أو ما يُسمى (البوركيني) الذي مُنع في عدة مدن فرنسية الصيف الماضي قبل أن يُلغى المنع وسط احتجاجات واسعة.

كما وجد الاستطلاع أن 54% من الفرنسيين يعتقدون أن الغجر في فرنسا لا يريدون الاندماج بالمجتمع بالمقارنة مع 77% العام السابق.

وأوصت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في دراستها بتحسين تعليم الأطفال بهذه القضايا في السنوات الأولى من المدرسة لكي تستمر مواقف الفرنسيين في التحسن.

وقالت لازيرغ إن على السلطات أن تدين معاداة السامية والإسلاموفوبيا والتمييز على أساس الجنس ومعاداة المثلية كلها على مستوى واحد.

المصدر | الخليج الجديد + موقع إيلاف

  كلمات مفتاحية

فرنسا مسلمين إسلام إسلاموفوبيا