«خليها تعفن».. حملة مصرية لمواجهة الارتفاع الجنوني للأسعار

الاثنين 3 أبريل 2017 06:04 ص

أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، حملة إلكترونية شعبية بعنوان «خليها تعفن»، لمواجهة الارتفاعات الجنونية في أسعار السلع الغذائية.

ودعا مطلقو الحملة إلى عدم شراء المنتجات أكثر من الحاجة اليومية، وسط انتشار واسع بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وراغبين في أن تنتشر داخل المجتمع المصري، حتى تخفيض الأسعار.

كما طالب رواد التواصل الاجتماعي، بالتدخل الفوري للحكومة بمد السوق بما يحتاجه من سلع وخفض الأسعار.

وشهدت الأسواق المصرية، خلال الأيام الماضية، ارتفاعا جنونيا للأسعار، خاصة في الأسماك، مع وجود نقص حاد في كمياتها، حتى في المدن الساحلية التي من أشهرها مدينة الإسكندرية (شمالي البلاد)، حتى أن الإعلامي «وائل الغبراشي»، علق بالقول: «معقول بلد السمك مفهاش سمك».

وعرض «الإبراشي»، الأحد، تقريرا مصورا، عن نقص الأسماك وغلائها بمدينة الأسكندرية، والذي أظهر تعجب بائعي الأسماك بالأسواق من اختفائها وعدم توفرها بالأسواق.

أما المواطنون فوجه بعضهم تساؤلا للحكومة، عن السبب الرئيسي وراء الارتفاع الجنوني في أسعار الأسماك، مطالبين برد رسمي يوضح الأسباب الحقيقية وراء نقص الأسماك، خاصة الأنواع التي كانت رخيصة، ويعتمد عليها المصريون كبديل للحوم، كالسمك البلطي.

في حين أصر عدد من المواطنين، خلال التقرير، على أنهم سيتخلون عن شراء الأسماك، والاستجابة لحملة «خليها تعفن”»، للحد من رفع أسعار الأسماك.

وبحسب «العربي الجديد»، خلت محلات الأسماك بأسواق شرق وغرب مدينة الإسكندرية من الزبائن، بعد أن استجاب الآلاف من المواطنين بالمحافظة لحملة «خليها تعفن».

وحسب مواطنين، وصل سعر كيلو السمك البلطي، إلى 40 جنيها، والجمبري إلى 150 جنيها والبوري إلى ما بين 50 إلى 60 جنيها، رغم ان الأسعار كانت قبل شهور أقل من نصف هذه القيمة.

وقال «محمد توفيق» عضو مؤسس في حملة «خليها تعفن»، إن الهدف من تلك الحملة هو الضغط على تجار الأسماك بجميع الأسواق والمنافذ للحد من ارتفاع أسعارها المبالغ فيه.

وأشار إلى أن هذا الارتفاع أسهم بشكل كبير في حرمان غالبية الأسر المصرية محدودة الدخل من تناول الوجبات البحرية، وأضاف إن «لم يستحب التجار لدعوات الحملة فسيتم مدها لمدة أسبوع آخر».

وتوقع نجاح الحملة في ظل اتساع مشاركة المواطنين في مقاطعة الأسماك، وخاصة أن لها صلاحية لا تتعدى سوى أيام معدودة حتى لو تم وضعها داخل ثلاجات.

الخضروات على الخط

الأمر لم يتوقف على الأسماك، بل شهدت أسواق الخضروات؛ ارتفاعا كبيرا ف يالاسعار، ما أسفر عن تقليص الأسر المصرية عدد الوجبات التي تقوم بطهيها.

وتراوح سعر كيلو الطماطم بين 10 جنيهات و14 في بعض المناطق، وارتفع سعر البصل الأحمر إلى 12 جنيهًا، والأبيض إلى 7 جنيهات للكيلوغرام، كما ارتفع سعر كيلو البطاطس إلى 8 جنيهات، والفلفل إلى 9 جنيهات، والباذنجان إلى 8 جنيهات للكيلوغرام بحسب موقع «رصد».

وسادت حالة من الاستياء الشديد بين المواطنين، الذين اضطر معظمهم إلى شراء نصف الكميات التي يحتاجون إليها من الخضروات؛ ما يؤثر على الوجبات الأساسية التي تحضّرها الأسرة المصرية داخل المطبخ واضطرارها إلى تقليل الكميات والاستغناء عن بعض السلع.

الدولار السبب

في المقابل، أرجع التجّار ارتفاع أسعار الأسماك إلى أسباب أخرى أبرزها تهاوي الجنيه، وارتفاع الدولار عقب تعويم الجنيه، وما تبعه من زيادة تكاليف الإنتاج بداية من الأعلاف التي وصلت إلى الضعف تقريبا في الفترة الأخيرة، بالإضافة إلى زيادة أسعار بعض أنواع الأسماك بعد زيادة أسعار المستوردة بسبب ارتفاع أسعار الدولار، بخلاف زيادة الإيجارات وفواتير الكهرباء، ما أثر بالسلب على الإنتاج والمعروض بالأسواق.

وقلّل التجار من جدوى المقاطعة في حالة عدم زيادة المعروض من الأسماك، لافتاً إلى أن أي انخفاض للأسعار سيكون بسيطا ولفترة محدودة على أن تتكرر الأزمة مستقبلا إذا لم يتم القضاء على أسباب المشكلة.

واتفق معهم «محمود العسقلاني» مؤسس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، الذي قال إن «التاجر المصري لا يشعر بأزمة السوق إلا إذا ارتفع مدخل من مدخلات الإنتاج مثل الدولار»، مؤكدًا أن «التاجر المصري لديه قدرة غريبة على التعايش مع شيئين متضادين وهما الركود والتضخم، بمعنى أنه في كل الأسواق العالمية عندما يحدث ركود يقل معدل التضخم وتنخفض الأسعار، وهو الأمر الذي يتعايش معه التاجر المصري».

وأضاف «العسقلاني» أن بعض الحملات قد تحقق مردودًا جيدًا، لكنها لن تستطيع إجبار السوق على خفض الأسعار، موضحًا أن من أنجح الحملات تلك الحملة التي دشَّنتها سيدات المنازل تحت عنوان «الستات تقدر»، مشيرًا إلى أن حملة «خليها تعفن» لم تحقق المردود الطيب الذي يُرجى منها حتى الآن.

فيما قال الدكتور «نادر نور الدين» الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة القاهرة ومستشار وزير التموين الأسبق، عبر منشور على صفحته بـ«فيسبوك»، إن السبب وراء ارتفاع أسعار الخضروات في السوق المصري هو تصدير الإنتاج المحلي للاستفادة من انخفاض أسعارها في الخارج بعد تعويم الجنيه.

وأضاف: «ارتفاع الأسعار الكبير الذي تشهده بعض الخضروات ليس بسبب الانتقال بين العروات؛ حيث إننا في ذروة عروات الإنتاج، ولكن السبب هو فتح التصدير على البحري دون اعتبار إلى حاجة الأسواق المحلية وحاجة الشعب».

وتابع أن «الخضار المصري أصبح بتراب الفلوس بعد أن أصبح الدولار بنحو 19 جنيهًا، والمواطن في الخليج ولبنان يشتري الطماطم المصرية أرخص من المواطن المصري، ومثلها البصل».

وقد ارتفع التضخّم الأساسي بأكثر من 30% منذ أن خفّضت مصر قيمة عملتها في نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك بعد الحصول على حزمة قروض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي لدعم برنامج التقشّف الحكومي.

وقال البائعون والزّبائن على السّواء أنّ هناك نقصا في العديد من المنتجات المدعومة. وحاليًا، لا يمكن لكل مستهلك يحمل بطاقة تموينية شراء أكثر من كيسٍ واحدٍ من السّكر بسبب الأزمة الشديدة في السكّر.

والأخطار حاضرة في ذهن رئيس النظام المصري «عبد الفتاح السيسي» ببلد ساعد فيه الاستياء الاقتصادي في الإطاحة برئيسين في خمس سنوات، حيث وعد بالرخاء والاستقرار في أعقاب ثورات الربيع العربي التي مرت على مصر في 2011 وتعهد بحماية الشريحة الأكثر فقرا بين السكان من وطأة التقشف، إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الآن.

  كلمات مفتاحية

الدولار مصر السيسي ارتفاع أسعار الأسماك تعويم الجنيه