رئيسة وزراء بريطانيا تصل إلى الرياض لبحث قضايا «صعبة» مع السعودية

الثلاثاء 4 أبريل 2017 10:04 ص

وصلت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي»، اليوم الثلاثاء، على رأس وفد إلى قاعدة الملك سلمان الجوية قرب العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية تستمر حتى الأربعاء، تلتقي خلالها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» وعدد من القادة السعوديين.

وكان في استقبال رئيسة الوزراء البريطانية، أمير منطقة الرياض، الأمير «فيصل بن بندر بن عبد العزيز»، والسفير السعودي لدى لندن الأمير «محمد بن نواف بن عبد العزيز» وعدد من المسؤولين السعوديين، إضافة إلى سفير المملكة المتحدة لدى الرياض «سايموس كوليس».

وتبحث «ماي» العلاقات التجارية القائمة مع السعودية، التي تعتبر أكبر شريك لبلادها في الشرق الأوسط، إذ بلغت قيمة الصادرات من السلع البريطانية إلى السعودية في 2015 نحو 4.67 مليار جنيه إسترليني (حوالي 5.7 مليار دولار أمريكي)، بينما بلغت قيمة الصادرات من الخدمات 1.9 مليار جنيه استرليني (نحو 2.3 مليار دولار).

قضايا صعبة

وقالت «ماي» للصحفيين في الأردن قبل أن تتوجه إلى السعودية إنها ستثير قضايا صعبة مع زعماء السعودية بعدما دعاها منتقدون في الداخل للضغط على الرياض فيما يتعلق بحربها في اليمن وسجلها في مجال حقوق الإنسان.

وأضافت «ماي» التي أطلقت حملة دبلوماسية لتأمين اتفاقات تجارية بعد بدء محادثات الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، إنها ستدافع عن حقوق الإنسان ومصالح بلادها خلال محادثاتها في المملكة.

وقالت «ماي» التي من المتوقع أن تجتمع مع ولي العهد الأمير «محمد بن نايف» «لا نواجه صعوبة في إثارة قضايا صعبة مع من نلتقي بهم سواء في السعودية أو في أي مكان آخر في أنحاء العالم».

وأضافت أن التقليد البريطاني القوي للدفاع عن حقوق الإنسان موجود والتقليد البريطاني القوي للدفاع عن المصالح الوطنية البريطانية موجود لتؤكد على أهمية العلاقات التجارية والأمنية بين البلدين.

والسعودية من العملاء الرئيسيين لشركات الدفاع البريطانية وحليفة في التصدي للإرهاب ودولة ثرية منتجة للنفط تتطلع حكومة ماي لكسبها بعد بدء محادثات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في نهاية الشهر الماضي.

لكن إمدادات بريطانيا من الطائرات والأسلحة والذخيرة للسعوديين باتت تخضع للتدقيق؛ بسبب اليمن حيث يلعب تحالف تقوده السعودية دورا رئيسيا في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين، وأدت إلى مقتل ما يربو على 10 آلاف شخص نصفهم من المدنيين.

مذبح تجارة الأسلحة

وفي المقابل، قال «جيريمي كوربين» زعيم حزب العمال المعارض إنه يتعين على «ماي» وضع حقوق الإنسان والقانون الدولي في محور محادثاتها مع حكومة السعودية.

وأضاف في بيان ما لم تواجه رئيسة الوزراء النظام السعودي بشأن انتهاكاته هذا الأسبوع فسيكون من الواضح أنها مستعدة للتضحية بحقوق الإنسان والأمن على مذبح تجارة الأسلحة.

وطالب «كوربن» بتعليق فوري لصادرات الأسلحة إلى السعودية.

وانتقد «سجل حقوق الإنسان الصادم للنظام الملكي السعودي الديكتاتوري» وقال إن رئيسة الوزراء يجب أن تركز على حقوق الإنسان والقانون الدولي في مباحثاتها.

وقال زعيم المعارضة البريطانية: «التحالف بقيادة السعودية الذي يقصف في اليمن، مدعوما من الحكومة البريطانية، خلف آلاف القتلى، و21 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية وثلاثة ملايين لاجئ اقتلعوا من منازلهم».

وأضاف: «اليمن يحتاج بشكل عاجل إلى وقف إطلاق نار، وتسوية سياسية ومعونات غذائية وليس قصفا.. وتستخدم أسلحة بريطانية الصنع في حرب سببت كارثة إنسانية».

ودافعت «تيريزا ماي» في وقت سابق عن زيارتها إلى السعودية، قائلة إن العلاقات مع المملكة مهمة لأمن ورخاء بريطانيا.

ودافعت أيضا عن حملتها الرامية إلى إقامة علاقات تجارية جديدة، قائلة إن بريطانيا لديها «علاقات طويلة الأمد وتاريخية» مع السعودية.

وسوف تناقش «ماي» خلال زيارتها للمنطقة، تفاصيل إنفاق معونات بقيمة مليار جنيه استرليني لدعم ضحايا الحرب في سوريا.

وتتهم منظمات حقوقية التحالف العربي بارتكاب جرائم وانتهاكات، يمكن أن ترتقي إلى جرائم حرب، مشيرة إلى أن العديد من هذه الهجمات التي يشنها التحالف لم تستهدف أهدافا عسكرية مشروعة.

وتحذر هذه المنظمات الجهات الداعمة للتحالف، من أن تتعرض لعقوبات أممية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتنفي الرياض الاتهامات الموجهة إليها باستهداف المدنيين في اليمن عمدا، وتؤكد أن إيران تمد الحوثيين بالسلاح بهدف توسيع نفوذها في المنطقة، وهو ما تنفيه طهران.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

السعودية بريطانيا ماي العلاقات السعودية البريطانية أسلحة