تقرير: عداءة سويدية تواجه الإسلاموفوبيا بـ«الجري»

الأحد 9 أبريل 2017 08:04 ص

بعد أعوام من تجربتين خاضتهما لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، من خلال الجري من تركيا إلى كل من فنلندا وتركمانستان، قررت العدّاء السويدية، «كريستينا بالتان»، مؤخرا خوض ذات التجربة لدحض الأحكام المسبقة التي انطبعت في ذهن الآخر بالدول الغربية عن الإسلام والمسلمين، ولإظهار مدى سماحة الدين الإسلامي في التعامل مع غير المسلمين.

فقبل أعوام، قطعت العدّاءة السويدية المسافة بين تركيا وفنلندا جريًا، وفي 2015 خاضت ذات التجربة بين تركيا وتركمانستان، لتؤكد للمجتمعات الغربية أن كل ما يشاع عن المجتمعات الإسلامية من أحكام مسبقة بخصوص إهانة غير المسلمين وأنهم لا يحترمون النساء، لا تمت للحقيقة بصلة.

«بالتان»، عادت للواجهة مؤخرًا بعد أن نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا مصورا عنها اشادت فيه بالتجربتين السابقتين، وبمحاولتها المقبلة التي ستلجأ فيها أيضا للجري في بلدان إسلامية، لمواصلة جهودها ومساعيها لتعريف الآخر بأن تلك المجتمعات آمنة ولا صحة لما يشاع عنها من أكاذيب وشائعات.

وفي حوار لها مع وكالة «الأناضول»، قالت «بالتان» (45 عامًا) إنها أجرت العديد من الجولات في دول ذات أغلبية المسلمة، على رأسها تركيا، مؤكّدة أنها لم تلقَ من مسلمي تلك الدول «إلا الصدق والإحسان والأخوة والإنسانية والكرم والمعاملة اللطيفة».

وأشارت العداءة السويدية إلى «وجود 1.5 مليار مسلم حول العالم، ولا يمكن لهؤلاء أن يكونوا إرهابيين»، معربة عن انتقادها الشديد لـ«تقارير كبرى وسائل الإعلام التي تتحدث فيها بالسوء عن البلدان المسلمة وتؤثر بشكل مباشر في غير المسلمين بالمجتمعات الغربية».

وعن تجربتيها السابقيتن أوضحت «بالتان» أنها قررت الجري حينها في عدد من البلدان الإسلامية «لكسر الانطباع الموجود لدى الغربيين والمتثل بعدم قدرة المرأة على التجول بمفردها داخل حدود تلك البلدان لأنها قد تتعرض للرجم بالحجارة أو الاعتداء الجنسي أو السجن».

وأضافت في ذات السياق «لقد أثبت عدّة مرات عدم وجود أي مبرر للخوف أو الأحكام المسبقة تجاه الإسلام، وفي عام 2015 انطلقت من تركيا إلى تركمانستان مرورًا بإيران حيث قطعت مسافة 1144 ميلًا جريًا، ولم ألقَ من المسلمين سوى المعاملة اللطيفة».

وتابعت: «استغرقت رحلتي 58 يومًا، وقطعت في اليوم الواحد حوالي 37 كيلومترًا، والتقيت العديد من العائلات المسلمة في تلك البلدان وقدموا لي العديد من الخدمات دون أي مقابل، وهذا أمر رائع لا يمكن تصديقه بسهولة».

وأكّدت أنها أقدمت أيضًا على الجري من تركيا إلى فنلندا، حيث قطعت مسافة 3200 كيلومتر تقريبًا برفقة صديقتها الفنلندية، مشيدة بكرم الشعب التركي وصدقه ومعاملته الطيبة واللطيفة مع الأجانب والسياح الوافدين إلى البلاد.

وأردفت: «يتمتع الشعب التركي بطيبة رائعة وهو يحب مساعدة الآخرين جدًا (..) ومعظم أفراده يعشقون الشاي وقد أمضيت أوقاتًا ممتعة ورائعة للغاية إلى جانبهم، ولا يمكنني أن أنسى هذه التجربة الفريدة».

وحذّرت «بالتان» من خطر العنصرية بين الناس والتعامل وفقًا للانتماءات العرقية أو الدينية، مبينة أن المسلمين أناس أسخياء وطيبون ولا يمكن توجيه الاتهامات السيئة ضدهم بسبب قلة قليلة من المتطرفين الموجودين حتى بين منتسبي الدين المسيحي.

العدّاءة السويدية لم تقدم أية تفاصيل عن محاولتها المقبلة، لكنها أكدت عزمها خوض التجربة.

ويرى مراقبون، أن الكثير من التيارات السياسية في أوروبا لعبت على وتر «الإسلاموفوبيا» من أجل تحقيق مكاسب سياسية بشكل أو بآخر، وهو الأمر الذي تنامى مؤخرا.

يذكر أن الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الجامع الأزهر، كان قد انتقد في وقت سابق تصوير الدين الإسلامي على أنه نيران الحروب، ليظهر في عقول الناس أنه من فجر محطات المترو وأبراج التجارة العالمية وكنائس من الشرق والغرب بصورة كارثية مرعبة التي تزداد غتامة في فهم حقيقة الدين بتفسيرات مغشوشة، تخطف بها النصوص المقدسة، وتصبح في يد قلة مجرمة وكأنها بندقية للإيجار.

قال «الطيب»، خلال كلمته بالمؤتمر الدولي «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، الذي يعقده الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، فبراير/شباط الماضي بمشاركة 50 دولة، إنه إذا لم يتصد العالم لـ«الإسلاموفوبيا»، فسينعكس الأمر سلبا على المسيحية واليهودية.

وأكد أن «تبرئة الأديان من الإرهاب، لم يعد يكفي أمام الاتهامات الوحشية»، مشيرا إلى أن «التبرئة تستلزم التعاون والتكامل بين رجال الأديان الثلاثة».

وقال إن الأزمة تكمن في الفهم المتطرف لحقيقة العقيدة ومغزى الأديان كلها ورسالة كل الأنبياء، مؤكدا أن «التطرف لم يستطع هز صورة الإسلام».

المصدر | الأناضول+ الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسلاموفوبيا الإسلام