القيادي الإخواني «إبراهيم منير»: نريد «تغييرا وإصلاحا» وليس «ثورة»

الأحد 9 أبريل 2017 05:04 ص

قال «إبراهيم منير» نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن جماعته تسعى إلى إلى الإصلاح، بمعني التغيير الشامل وليس بمعنى الثورة التي أساءت إليها الكثير من الكتابات والتصرفات الهوجاء غير المدروسة.

جاء ذلك، في رسالة حملت عنوان «الكلمة الأولى والأخيرة حول رسالة الإخوان للقمة العربية»، وهي الرسالة التي لاقت انتقادات داخلية حادة داخل جماعة الإخوان، واعتبرها البعض تتضمن تخليا عن ثوابت الجماعة. (طالع المزيد)

وأوضح «منير»، أن الثورة «تَصَدر لها من نتشكك في حسن تصرفهم، بعد أن فقدت أفعالهم، معرفة الحدود الواضحة بين ثورة شعب، يطالب بحقوقه، ولا يسعى إلى هدم مجتمعه، وبين الفوضى التي لا حدود لها، وهو المعنى الذي اعتمده الإمام الشهيد عليه رحمة الله بتعبيره، عن طبيعة الإصلاح الداخلي المنشود، والطريق إلى تحقيقه، والذي عبرت عنه الجماعة، برفع صوتها مع صوت الشعب (الشعب يريد إسقاط النظام)، وهو ما كان يتوقع تحققه، الإمام الشهيد إذا يأس الناس من الإصلاح».

ورد القيادي الإخواني، على البيان بالقول: «الآن وبعد أن أدلى كل بما عنده حول البيان الصدمة، وسكنت فورة الغضب عند الكثيرين، ومنهم من اختلت عنده ثوابت الخلاف، والتي أولها حسن الظن، ورغم أن ساحتنا في المنطقة العربية وفي غيرها لم تعد تحتمل المزيد من صرف الإنتباه عما يجري، فإن حق الجماعة علينا ألا تنطوي الصفحة دون شرح أو تفصيل، ليظل حقها على الجميع فوق أي اختلاف أو تعصب للرأي وليبقى الحوار داخل صفها (في ظل الحب في الله، والتعاون على الوصول إلى الحقيقة من غير أن يجر ذلك إلى المراء المذموم)».

رسالة رمزية

وأشار إلى أن الرسالة الموجهة إلى مؤتمر القمة العربية الثامنة والعشرين، «حاولت ألا تكون نمطية، وجاءت معتمدة على رمزية ما يستدل به من كتاب الله عز وجل وتريد إبلاغه إلى الجميع»، مضيفا أن البعض ممن لم يمنح نفسه فرصة للمراجعة لمعرفة الصواب من الخطأ (إذا جاز التعبير)، وقفز على الـتأمل، فيما جاء في صدر الرسالة من سورة النساء في قوله سبحانه وتعالى (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا)، مع استغفار الله تعالى من الخطأ الكتابي حيث تم كتابة لفظ «الأمانة» بدلا من «الأمانات».

وتابع «منير»: «لو أن العرف جرى على أن تكون الرسالة الموجهة لمثل هذه اللقاءات تقتصر على هذه الآية الكريمة لتوقفت عندها، ففيها من التذكير بأمر الله سبحانه وتعالى ما يصلح حال العباد والبلاد، وفي الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب جمعة بسورة (ق)، ولكن البعض قد عاب على البيان أنه لم يشر إلى قضايا الأمة واتهمنا بإغفالها».

واستطرد: «وبإيراد الأمر الرباني بأداء الأمانات والحكم بالعدل الموجه للقادة، فقد جاء بعده المطلوب من الدعاة والناصحين من سلوك تنزل على كليم الله موسى عليه السلام في سورة (طه)، حين قال: (إذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)، أمر بالقول اللين، وهو سبحانه وتعالى يعلم ما سيكون، استمر مع الأنبياء والرسل وسارت عليه الجماعة وغيرها من الدعاة ممن يشاركها الفهم، وحاشا المخاطبين من أن يكونوا مثل فرعون، ولن نكون نحن مثل كليم الله موسى عليه السلام».

إصلاح وليس ثورة

وتابع نائب المرشد العام للإخوان، بالقول: «الجميع يعلم ويتحدث عن المؤامرة التي تسعى إلى تفتيت المنطقة العربية، وضرورة التصدي لها بتقوية الصفوف الداخلية، وإيجاد تلاحم حقيقي بين القيادات وشعوبها، فسلمية العمل لا بد أن يتبعها سلمية القول».

وتساءل: «هل يعيب أحد على جماعة الإخوان المسلمين أن تنصح المخلصين بأن تسبق أقوالهم وأفعالهم إلى آذان وقلوب المسئولين قبل أن يسبقهم إليها شياطين الإنس والجن، وأن تكون من الساعين إلى إيجاد مناخ يمهد لهذا التلاحم بالقول الحسن، وبالتأكيد على أننا نسعى إلى الإصلاح، بمعني التغيير الشامل وليس بمعنى الثورة التي أساءت إليها الكثير من الكتابات والتصرفات الهوجاء غير المدروسة».

وأضاف متحدثا عن الثورة: «تَصَدر لها من نتشكك في حسن تصرفهم بعد أن فقدت أفعالهم معرفة الحدود الواضحة بين ثورة شعب يطالب بحقوقه ولا يسعى إلى هدم مجتمعه وبين الفوضى التي لا حدود لها وهو المعنى الذي اعتمده الإمام الشهيد عليه رحمة الله بتعبيره عن طبيعة الإصلاح الداخلي المنشود والطريق إلى تحقيقه والذي عبرت عنه الجماعة برفع صوتها مع صوت الشعب (الشعب يريد إسقاط النظام)ـ وهو ما كان يتوقع تحققه، الإمام الشهيد إذا يأس الناس من الإصلاح».

«السيسي» و«بشار»

وردا على عدم ذكر الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، ورئيس النظام السوري «بشار الأسد»، قال «منير»: «كما يعيب البعض على الرسالة أنها لم تشر إلى السفاح المصري قائد الانقلاب العسكري، والتبرؤ منه، وإعلان رفضه بالاسم، ويدعي أن عدم الإشارة تعني صحة ما يقال عن أن الجماعة تسعى إلى المصالحه معه، والدنيا كلها سمعت ورأت أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر تؤكد أنها فصيل من فصائل الشعب المصري، ولن تكون بديلا عنه مع استمرار تمسكها بموقفها من رفضها لأي مصالحة مع هذا السفاح، وأن الأمر غير وارد معه أو مع غيره ممن تلوثت أيديهم بالدماء».

وأضاف: «وانتقاد تعامل الرسالة مع أحد السفاحين في المنطقة العربية بعدم إعلان رفض حضوره، جاء مثيلا له في عدم الحديث عن سفاح سوريا بشار، وكذلك جزار اليمن علي عبد الله صالح، ورابعهم حفتر في ليبيا، وغيرهم ممن يدعمونهم ويعرفهم الناس بأفعالهم قبل أسمائهم، واكتفى البيان بالإشارة إلى هؤلاء بتعبير (من تلطخت أيديهم بدماء شعوبهم)».

وتابع: «ومع ذلك فقد وضح تماما أن من كانوا يشحذون أسلحتهمم لمواصلة غرزها في جسد الجماعة، قد أرادوا أن لا تفوتهم الفرصة وواصلوا العمل».

لفظة (إسرائيل)

وحول ذكر لفظة (إسرائيل) كدولة، قال «منير»: «جاء في الرسالة الإشارة إلى أن الجامعة العربية قد بدأت عملها لمواجهة المؤامرة على فلسطين قبل قيام هذا الكيان المغتصب بثلاث سنوات، واكتفت الرسالة برمزية المفارقة التي كلما توالت اجتماعات الجامعة وبياناتها استمر تضخم هذا الكيان، واستمر أيضا التستر بمسمي (الكيان الصهيوني) باعتباره كافيا للتطهر من نتائج الواقع الموجود على الأرض بعد أن أصبح عضوا أكثر فاعلية من غيره في المحافل الدولية، وتتزامل معه في جلساتها ولجانها كل الدول العربية بدون أن تتخذ قرارات مقاطعة لها».

وعرض منير ضمن بيانه، إجابة الجماعة على سؤال موجه من لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطاني في 27 يونيو/ حزيران 2016، ردا على سؤال «هل أدبيات الإخوان المسلمين أو خطابهم يستخدم اللغة المعادية للسامية؟».

وجاءت الإجابة: «الاخوان المسلمون يدينون أي خطاب بمعاداة السامية، أو غيرها من الدعاوي العنصرية، فالناس في عقيدة الإخوان سواسية، متساوون في الحقوق والواجبات»، مضيفة: «كما أن عقيدة الإخوان أن المسلمين والمسيحيين واليهود أهل كتاب واتباعا لديانات سماوية نزلت بها كتب من السماء، كما أن من أسس عقيدتهم الإيمان بكل الأنبياء والرسل ومحرم الطعن فيهم وفيما جاءوا به».

وتابعت الإجابة: «وفي العصر الحديث، ولدً المشروع الصهيوني بمراميه وأغراضه السياسية خطابا معارضا له، ولا يمكن اعتبار هذا الخطاب موجها ضد اليهود أو اليهودية أو اعتبار معارضة هذه المشاريع أنها خطاب ضد السامية، كما أنه لا يصح اختزال الديانة اليهودية ضمن المشاريع السياسية ولو من باب الحفاظ على حق العديد من الطوائف اليهودية المعارضة لهذه المشاريع».

وعاد «منير» للتأكيد بالقول: «نأتي إلى محاولة ما سعت الرسالة إلى تحقيقه من الوصول إلى نقطة تتوافق فيها الأنظمة مع شعوبها، ولأن طلب اعتماد الحديث بالصفة التي أوردناها في ردنا على لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطاني (المشروع الصهيوني) قد لا يكون عليها إجماعا لدى القادة إذا طالبناهم باعتمادها، وكنا نأمل أن يعمد المؤتمر إلى انتهاز فرصة تقرير (الأسكوا) الصادر في 18 مارس/ آذار 2017، وهي إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، باتهام (إسرائيل) بتأسيس نظام فصل عنصري واعتماد هذا التقرير، الذي بني على معايير دولية متوافق عليها، حتى ولو رفضه الأمين العام، ليكون نقطة توافق بين ما تريده الشعوب وما يقدر عليه القادة، للبدء في مرحلة جديدة يتم فيها بناء وحدة مجتمعية وما يترتب علي ذلك من إيجابيات وما يمكن أن تدرأه من سلبيات الاحتقانات حول القضايا وأولوياتها، وهو اجتهاد من الرسالة إذا كان لم يعط ثمارا، فحسبنا المحاولة، حتى لو تصيدها البعض للطعن والتخوين».

القضية الفلسطينية

وعاد نائب المرشد العام للإخوان، للقضية الفلسطينية، فقال: «بعد أن اتسع الخرق وكبرت المصيبة لنشير إلى اتساع دائرة النكبة، لتشمل ليس فقط أرض كل فلسطين من البحر إلى النهر، وما يجري فيها من بلاء وابتلاء، لتمتد إلى الدائرة المباركة لبيت المقدس وهي بحسب ما يطلق عليه جغرافيا الآن (إقليم الشام)، وهي التي قد يعادل ما وقع عليها من بلاء في أقل من خمس سنوات ما حل بفلسطين طوال نكبتها منذ وقوعها، ويتجاهلها البعض، ويتقاعس عن نصرتها، بل ويجري العمل الرسمي والشعبي طوال أكثر من نصف قرن على تغييب هذه الحقيقة أو التنصل من متطلباتها، مما يستدعي ضرورة إيقاف المؤتمرين أمام مسئوليتهم تجاهها».

وتعجب «منير» أن يخرج أحد ليقول أن الجماعة لم تستنكر ما حدث في مدينة الموصل بسبب الغارات الأمريكية، و«كأن تذكير المؤتمرين بالحادث، وما جرى فيه من ردود أفعال من الأمم المتحدة ومندوبيها، كان تأييدا لما حدث، مع إغفال الفقرة التي جاءت الرسالة الموجهة إلى القادة واعتبارها كتعليق والتي جاء فيها، (لينتهي الأمر عند ذلك، ويستمر سفك دماء العرب مسلمين ومسيحيين على أرضهم من المحيط إلى الخليج وكأننا أمة من غير جنس البشر)».

وتساءل: «ماذا يعني هذا لأي عاقل أو منصف!.. أم أن كلمات الاستنكار والشجب والإدانة قد أصبحت من لوازم تسكين الألم ولا غنى عنها للتخفيف عن المريض».

وأضاف: «وإذا كانت هي كذلك مع استمرار الكارثة! فلا كانت هذه اللوازم .. ولا مسكن الألم.. ولتستمر المعاناة إلى أن تعود للشعوب روحها، ويدرك المسؤولون حجم المسئوليات التي سيحاسبهم الله عليها».

اعتذار

العنصر الأخير، الذي تضمنتها رسالة «منير»، أعلن فيها قائلا للقاصي والداني «أننا لا نهرب من واجبنا، أو ومما قد يعتبره البعض أخطاء، ولا ننزعج إذا لم يستطع أحد الانتباه لما نقول ومقاصد هذا القول ولو بالرمز، وأؤكد اعتزازي وفخري بمراجعة الأخوة الشباب في اللجنة المختصة وبما قرروه وألزموني به، ومنهم – وهو ما يشعرني بالفخر - من رأت عيناه نور الحياة في الوقت الذي كان جيلنا صابرا فيه على ما يراه أنه الحق في الميادين وخلف قضبان زنازين الطغاة».

وختم رسالته بالقول: «وإذا بقيت كلمة منع الحياء إخواني من طلبها بتقديم الاعتذار لكل الأخوة والأخوات في الصف، فإني أفعلها حتى لو بقي الظن راجحا لدي بأن الرمز في هذه الرسالة كان ضروريا، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ جماعة الإخوان المسلمين وأن يوفق أجيالها الجديدة وأبنائها القائمين بالقسط القدرة على خوض تحديات قرنها الجديد بتوفيق من الله وتسديد».

  كلمات مفتاحية

الإخوان ثورة إصلاح تغيير إبراهيم منير القمة العربية اعتذار

كتاب وسياسيون: «مراجعات» إخوان مصر خطوة نحو الوعي تنتظر المزيد

رافضا الصفقات.. نائب مرشد الإخوان: ننتظر سقوط السيسي

إبراهيم منير: التغيير قادم في المنطقة العربية و5 مطالب لإنهاء الأزمة بمصر