مصر تنقل صلاة الجمعة من «شلاتين» لأول مرة.. وسودانيون: كفى استفزازاً

الجمعة 14 أبريل 2017 05:04 ص

عبّر ناشطون سودانيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم إزاء قيام التليفزيون المصري للمرة الأولى بنقل شعائر صلاة الجمعة، اليوم، من منطقة «شلاتين» المتنازع عليها بين البلدين.

وتداول سودانيون صوراً ومقاطع فيديو من تلك الصلاة التي أقيمت في مسجد «جمعون» بمنطقة «شلاتين»، وعدوا تلك الخطوة محاولات لاستفزاز الشعب السوداني.

ونقلت «الفضائية» والقناتان «الأولى» و«الثانية» (قنوات رسمية مصرية) شعائر الصلاة بناءً على تعليمات رئيس الوزراء المصري، «شريف إسماعيل»؛ استناداً إلى أن المنطقة «جزء لا يتجزأ من الوطن»؛ حسب ما صرح «رفعت ثابت»، وكيل وزارة الأوقاف المصرية في محافظة البحر الأحمر.

وحسب صحيفة «المصري اليوم» المصرية، أشاد شيوخ القبائل في «شلاتين» بخطوة نقل شعائر صلاة وخطبة الجمعة على التليفزيون الرسمي المصري، معتبرين ذلك بداية لإنهاء العزلة الإعلامية للمنطقة، ومطالبين بنقل كل الأحداث والفعاليات الثقافية والرياضية والفنية التي تقام بالمنطقة على التليفزيون المصري.

غضب سوداني

الأمر في المقابل كان مستفزا للمواطنين السودانين، وظهر ذلك بقوة في تعليقاتهم على موقع التوصل الاجتماعي «فيسبوك».

إذ قال حساب «Osman Majzoop»: «التلفزيون المصري يبث صلاة الجمعة من شلاتين.. الرسالة وضحت يا حكومة ولا نجيكم نوضح ليكم»، معتبراً الأمر «مزيداً من الاستفزاز» من الجانب المصري للحكومة السودانية.

أيضاً عدت «Soma Khaled» خطوة نقل صلاة الجمعة من «شيلاتين» استفزازا للسودان، وقالت في تدوينه لها: «المصريون ينقلون صلاة الجمعة من شلاتين .. الله خير الماكرين.. 
الله أكبر  عليكم».

ونشر حساب «Abdo Hilal» خبر القنوات المصرية لصلاة الجمعة من «شلاتين»، وعلق على ذلك قائلا: «مصر تواصل التصعيد!!».

واعتبر حساب «جعفر همد ال همد» أن هناك جهلاً مصرياً بمثلث «حلايب وشلاتين»، بعدما نقلت كثير وسائل الإعلام خبر نقل صلاة الجمعة من «حلايب وشلاتين»، رغم أن المنطقين متباعدتين.

وقال: «أي زول (شخص) يشوف الصورة دي حيعرف انو مستحيل تنقل صلاة جمعة من حلايب(و) شلاتين في وقت واحد وده لانو حلايب براها وشلاتين براه.. يبدو انو في جهل بالمنطقة من الجانب المصري».

وفي كلمة أمام البرلمان أول أمس الأربعاء، كشف وزير الدفاع السوداني الفريق أول «عوض ابن عوف» عن «استفزازات ومضايقات» يتعرض لها الجيش السوداني في مثلث «حلايب وشلاتين».

وقال: «الجيش المصري يمارس المضايقات والاستفزازات بحق القوات السودانية بمنطقة حلايب، ونحن نمارس ضبط النفس في انتظار حل المشكلة سياسياً بين الرئيسين (السوداني حسن) البشير و(المصري عبد الفتاح) السيسي».

كان «البشير» قال في فبراير/شباط الماضي إن بلاده ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي إذا رفضت مصر التفاوض بشأن مثلث حلايب، التي تؤكد كل من الدولتين تبعيته لها.

في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية المصري «سامح شكري» بأنه «تم الترتيب لزيارة للسودان الأسبوع المقبل، لعقد جولة حوار سياسي، يتم خلالها إثارة جميع الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وإزالة أي سوء فهم».

وأضاف «شكري» أن «مصر حريصة على تعزيز العلاقة المهمة التي تربطها بالسودان، وتوضيح الأمور حتى لا ننساق لأي منزلق من سوء الفهم يؤثر على العلاقات».

تجدر الإشارة إلى أنه كان من المخطط أن يقوم «شكري» بزيارة للخرطوم، السبت الماضي، إلا أنها تأجلت بسبب ما قيل إنها الظروف الجوية في السودان.

وتشهد العلاقات المصرية السودانية خلافات مكتومة أساسها نزاع قديم على مثلث «حلايب وشلاتين» الحدودي بين البلدين، والذي تسيطر عليه فعليا قوات مصرية.

لكن ذلك النزاع المتواصل تبعته منغصات أخرى للعلاقات بين البلدين شملت: الدعم السوداني لإثيوبيا في مشروع بناء «سد النهضة» الذي تخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها من مياه نهر النيل، والانتقادات المصرية للسودان بسبب استضافتها معارضين مصريين هربوا من الانقلاب العسكري في مصر، فضلا عن اتهام الخرطوم القاهرة بدعم المعارضة السودانية في جنوب السودان.

وتبع ذلك الحظر السوداني على استيراد منتجات زراعية مصرية بسبب «تلوثها»، وأخيرا فرض تأشيرة دخول على المصريين الذكور ما بين 18 و50 عاما، وذلك بعد أن كان مسموحا لكل المصريين، دخول جارتهم الجنوبية، دون تأشيرة.

وتظهر تلك الخلافات على السطح بين الحين والآخر، وعادة ما يكون لإعلام البلدين دورا في ذلك.

وعلى خلفية زيارة الشيخة «موزة»، والدة أمير قطر، لأهرامات البجراوية شمالي السودان، الشهر الماضي، حدث تلاسن بين وسائل الإعلام في البلدين؛ بسبب ما اُعتبر تناولاً من جانب الإعلام المصري للحضارة السودانية وضيوف الخرطوم بشيء من التقليل والإهانة.

وفي سياق ذلك، وصفت إذاعة «صوت القوات المسلحة» السودانية، «السيسي»، بأنه قائد الانقلاب العسكري، الذي أطاح بـ«محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في البلاد، الذي لا يزال حتى الآن، هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية.

ورغم تأكيد البلدين، لاحقا، عبر بيان مشترك لوزيري خارجية مصر والسودان،  «ضرورة العمل المتواصل على توثيق أواصر التعاون والتضامن والتنسيق المشترك»، إلا أن التطورات التي تشهدها العلاقات بين البلدين، كفيلة بالكشف عن أي العلاقة بين البلدين ليست على ما يرام.

  كلمات مفتاحية

السودان مصر حلايب شلاتين استفزاز صلاة الجمعة مسجد جمعون

الخرطوم تستضيف اجتماعات اللجنة السودانية المصرية للتشاور السياسي.. الخميس

«سامح شكري» في الخرطوم لرأب صدع العلاقات المصرية السودانية