استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«ترامب» عند تقطاعات الأزمتين السورية والكورية

الثلاثاء 18 أبريل 2017 05:04 ص

بعد الضربة الأمريكية في سوريا، ندد النظام بـ«العدوان»، وحذرت روسيا من «عواقب وخيمة»، وقالت إيران إنها «خطأ استراتيجي»، ووصفتها كوريا الشمالية بأنها «جريمة لا تغتفر». والحال أن ما كان مجرد ضربة صار رسالة ردع موجهة إلى كل الدول التي «تخالف القوانين الدولية»، وفقا لوزير الخارجية الأمريكي، الذي كان يعني إيران، ولكنه أشار تحديدا إلى كوريا الشمالية التي تفاعلت الأزمة معها بسبب تجاربها الصاروخية الباليستية والقنابل النووية. 

كما شن طيران نظام دمشق غارة بغاز السارين، بعد يومين فقط على صدور مواقف أمريكية غير مسبوقة تعترف ببقائه في السلطة ولو كـ«أمر واقع»، فإن نظام بيونغ يانغ اختار لتجربة أحدث صواريخه موقعا قريبا من اليابان ومن توأمه كوريا الجنوبية، وتوقيتا انتزع الأضواء عشية لقاء بالغ الحساسية بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب الذي كان خصص جانبا من حملته الانتخابية للتهجم على الصين وانتقاد أدائها المالي والاقتصادي.

يجمع بين الأطراف التي استنكرت الضربة الأمريكية في سوريا أنها تحت عقوبات دولية أو أمريكية- أوروبية، وإذا كان كيم جونغ أون ينفرد بأنه لا يشكو من الإرهاب ولا يدعي محاربته، فإنه يلتقي مع الآخرين في تشكيله حالا راسخة من إرهاب الدولة ضد مواطنيها. ثم إنه يكاد يحول الذكرى المئوية لميلاد جده المؤسس كيم إيل سونغ مناسبة لإطلاق شرارة أول حرب نووية لم يجرؤ عليها الاتحاد السوفييتي أيام الحرب الباردة. 

ولعل عزلة كيم الدولية حدت كثيرا من رسائل التهنئة التي تلقاها للمناسبة، فوحدها الدول غير الطبيعية تتراسل مع دولة غير طبيعية ككوريا الشمالية، ولذلك لم يكن مستغربا أن تحظى رسالة التهنئة من بشار الأسد باهتمام خاص، إذ اقتبست وكالة «تاس» الروسية منها أن «البلدين الصديقين يحتفلان بهذه المناسبة (المئوية) في وقت تخوضان حربا على طموحات القوى الكبرى إخضاع كل الدول لسياسات التوسع والهيمنة التي تنتهجها لحرمانها من حقها في تقرير المصير».

أما «المصير» الذي آلت إليه سوريا ولم «تقرره» فهو الموت والدمار، وأما «مصير» كوريا الشمالية فعنوانه حتى الآن تجويع الشعب لتكديس القنابل والصواريخ.

قد يكون إلحاح المسألة الكورية أرجأ مواجهة كانت محتملة ومتوقعة بين الصين وترامب، أو أن الأخير وجد سلوكا صينيا يمكنه التعامل معه، خلافا لسلوك روسيا الذي بلغ حد استغلال الهجوم الكيماوي لاختباره شخصيا مع إدارته وما يمكن أن يكون ردهما على قتل مدنيين بينهم أطفال بسلاح محظور دوليا.

ويبدو الصاروخ الكوري موجها أيضا ضد ترامب وإدارته، طالما أنه قد أطلق تهديدا سافرا لكوريا الجنوبية واليابان، حليفتي أمريكا، وليس هذا فحسب، بل إن الدول المعنية بالمزاج النووي المتهور لبيونغ يانغ باتت متأكدة بأنها في صدد تطوير منظومة صواريخ عابرة للقارات يمكن أن تبلغ غربي الولايات المتحدة. 

ويزيد شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، أنها يمكن أن تحمل رؤوسا مزودة بغاز السارين. ولكن ترامب يريد أن تتولى الصين حل المشكلة الكورية، باعتبارها الأقرب إليها، وإذا لم تفلح فإن أمريكا ستتصرف من دونها. هي فرصة لبكين كي تثبت سلطتها وهيبتها في بيونغ يانغ، لقاء اتفاق تجارة جيد مع واشنطن، كما هي فرصة روسيا في دمشق لقاء تقارب وعدت به ولم تحسن التمهيد له.

الأرجح أن تنجح الصين في نزع فتيل التأزيم في شرقي آسيا، أولا لأنه على حدودها ولا مصلحة لها في تصعيد قد ينزلق إلى مواجهة نووية، وثانيا لأن أي حاكم في بيونغ يانغ لا يجازف بإغضابها، وثالثا لأن بكين تسعى إلى بداية ناجحة مع ترامب.

لكنها تدرك استحالة تسوية دائمة يمكن أن ترضي كيم وتروضه، فهو يريد رفع العقوبات عن بلاده والاعتراف به دولة نووية والاحتفاظ بصواريخه وقنابله، وإملاء شروطه الأمنية على كوريا الجنوبية للحد من الحماية الأمريكية التي تحظى بها، وكذلك شروطه المالية والاقتصادية للاستفادة من مواردها. 

وقد أخفقت السوابق الدبلوماسية كلما اقتربت الاستحقاقات إلى تقليص الترسانة النووية أو تفكيك المنشآت.

في المقابل، لدى روسيا المصلحة والقدرة في سوريا ولا تستخدمهما لإنهاء الصراع المسلح، على رغم علمها بأن هذا بات مطلبا دوليا.

لذلك قادتها مناوراتها العقيمة إلى العبث بالدم السوري، وإلى الزاوية التي يوجد فيها الأسد وإيران، جنبا إلى جنب مع كيم. وفيما تخوض صراعا مدروسا في أوكرانيا، كونها على حدودها المباشرة، فإنها تذهب في سوريا إلى أقصى العبث.

* عبدالوهاب بدرخان - كاتب صحفي لبناني

المصدر | الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

إدارة ترامب الأزمة الكورية الصين الأزمة السورية روسيا