غضب بمصر بعد دعوات للقبض على عائلات المتهمين بالإرهاب

الثلاثاء 18 أبريل 2017 07:04 ص

انتقد حقوقيان مصريان بارزان، دعوة تقدم بها صحفي بارز، للقبض على أهالي المتورطين في العمليات الإرهابية، أسوة بما تقوم به (إسرائيل).

وكان الكاتب الصحفي المثير للجدل «محمد علي إبراهيم»، قال في مقال له قبل يومين بصحيفة «المصري اليوم»، موجها حديثه للسلطات التنفيذية بالبلاد: «يا سيدى قلدوا (إسرائيل).. اقبضوا على عائلاتهم.. إذا تصورت أن أهالى الإرهابيين الذين يخططون لعمليات أخرى سيبلغون عن أولادهم، فأنت مخطئ.. نحن بهذا نقلد (الرئيس الأسبق محمد) مرسى، عندما قال حافظوا على الخاطف والمخطوف.. نستضيف إرهابيين، ونطلب لهم معاشات وتعويضات».

رسالة «إبراهيم»، الذي شغل منصب رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» (حكومية)، جاءت ردا على استضافة الإعلاميان «عمرو أديب» و«أسامة كمال»، لأهالي متهمين في حادثتي تفجير كنيستين قبل أيام.

وأضاف: «لا يصح استضافة أهالي المتطرفين المجرمين، وتحاورهم في تمثيلية بايخة، ليتبرأوا من ابنهم، الترحيب بالأهالي فى الاستديوهات، والذى تم بموافقات أمنية وسيادية أكبر خطأ».

وتابع: «كنا فى قريتنا والحي الذى نقطنه، لو عاكس ولد بنت الجيران، يتوارى أهله خجلا من الناس، ولا يذهبون للصلاة بالمسجد، هربا من نظرات الاحتقار».

اقتتال أهلي

المحامي والحقوقي البارز «نجاد البرعي»، اعتبر أن ما أثاره «إبراهيم» غير صحيح، وأن حديثه عن تقليد (إسرائيل) فيه «إهانة للسلطة الوطنية المصرية»، بحسب «مصر العربية».

وأضاف: «حينما يدعو مصر وهي سلطة وطنية لتقليد (إسرائيل*، وهي سلطة احتلال، فهذه إهانة للشعب المصري والسلطة الوطنية».

ورأى أن مقترح «إبراهيم» يمثل دعوة لـ«الاقتتال الأهلي، لأنه بعد إلقائه القبض على عائلات المجرمين، أقارب نفس العائلة سيدخلون في نزاع مع الدولة، وبالتالي يصبح هذا المقترح بمثابة جريمة للتحريض على الاقتتال داخل المجتمع يعاقب عليها قانون الإرهاب».

أما «جورج إسحاق» عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي)، فقال: «بدلا من هذا المقترح يجب التفكير في آخر إيجابي، بجمع عائلات المتطرفين وإعادة تشكيل تفكيرهم وتغيير قناعاتهم».

وأضاف «إسحاق» أن «ما تحتاج له البلاد هو إصلاح المجتمع ونزع الكراهية بين أبنائه، وتغيير القناعات التي غرسها المتطرفين في بعض أفراد المجتمع، أما الدعوة للقبض على عائلات المتطرفين فهي تكثر الأعداء وتزيد الكراهية والتطرف».

كشف حقائق

بينما دافع «عمرو أديب»، عن لقائه بشقيق المتهم بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، قائلا: «كان كل ما يهمني كإعلامى أن شقيق منفذ التفجير يتحدث، عن شقيقه وحالتهم الاجتماعية»، موضحاً أنه «لا يطلب التعاطف مع شقيق المتهم».

وأضاف: «دا مش هيقعد كتير.. جوه قريته وبلده انتهى.. دا أخو واحد قتل 20 شخص، ولا بناته ولا مراته هيقعدوا كتير.. ودا بيوريك إن الإرهاب حريقة، يقتل ويدمر مجتمعات وعائلات».

أما «أسامة كمال»، الذي استضاف زوجة المتهم بتفجير الكنيسة، فقال: «ليه أنا جبت الست آية النهاردة؟ عشان أوري كل إرهابي وكل منضم لجماعة مصير أهله وناسه بعد فعله الشنيع، انت بتموت ناسك قبل أي حد».

وقبل أسبوع، قتل أكثر من 50 شخصا في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيسة مارمرقس في الاسكندرية وكنيسة مارجرجس في طنطا، والتي على إثرها تم فرض حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر، اعتبارا من 10 أبريل/ نيسان الماضي.

أعلن المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، وهو أعلى سلطة كنسية بالبلاد، في أعقاب التفجيرين، إلغاء الاحتفالات الخاصة بعيد القيامة المجيد، نظرا للظروف التي تمر بها البلاد، ومشاركة المتألمين من أسر الضحايا والمصابين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

كنيسة الإرهاب اقتتال أهلي مصر إعلام