الغارديان: سعودي يجبر ابنته الإنجليزية على السفر إلى جدة بسبب تصرفاتها «غير الإسلامية»

الخميس 20 أبريل 2017 09:04 ص

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، تقريرًا كشفت فيه عن قيام أحد السعوديون بإجبار ابنته على السفر إلى مدينة جدة بالمملكة، وذلك بعد أن كانت الفتاة تستقر في مدينة ويلز، حيث تلتحق بمدرسة هناك.

وقد وجهت «أمينة الجفيري» استغاثة إلى المسؤولين في مدرستها منذ مطلع عام 2012 بتلك المخاوف، إلا أن أحدًا لم يستطع الحؤول دون إجبارها من قِبَل والدها على السفر إلى المملكة أبريل/نيسان من العام نفسه.

ووفقًا لمؤسسة «حنة» الخيرية، والتي تقول أنه قد تمت استشارتها بشأن هذه القضية، فإن الشرطة في «سوانزي» حذرت من أن «الجفيري» تواجه تهديد إجبارها على السفر ضد رغبتها إلى جدة، لكن المؤسسة لم تتمكن من إيقاف الأمر، مشيرة إلى أن الشرطة قالت إنها لم تتلق أي تحذيرات.

وكانت محكمة بريطانية قد أصدرت العام الماضي، قرارا بوجوب «سماح وتسهيل» عودة إبنة «الجفيري» إلى بريطانيا، بعدما أخرجها من المدرسة؛ بسبب ما رآه من تصرفات «غير إسلامية»، وقام بإجبارها على السفر من البلاد، رافضًا الاستجابة لأوامر المحكمة.

وبحسب الفتاة التي تحمل الجنسيتين السعودية والإنجليزية، وتبلغ من العمر حاليًا 21 عامًا، فقد أرسلت رسائل إلكترونية إلى محاميها في ديسمبر/كانون الأول 2015 تزعم فيها أن والدها يضربها، ويضع قضبان على باب غرفة نومها، وحرمها من استخدام الحمام، وأجبرها على قضاء حاجتها في كوب، لأنها قامت «بتقبيل شاب».

أما عن والد الفتاة، وهو أكاديمي سعودي، فقد نفى الاتهامات الموجهة ضده، وقال إنه كان يحاول حماية ابنته، مشيرا إلى أن «أمينة» قررت الأسبوع الماضي التنازل عن القضية، حيث أشارت إلى أنها تصالحت مع عائلتها، إلا أن المنظمات الحقوقية المختلفة تشكك في أن يكون هذا التنازل حدث نتيجة ممارسة ضغوط عليها.

وبحسب «الغارديان» فإن المدرسة التي التحقت بها الفتاة في ويلز، قد حاولت طلب المساعدة من «إيثنيك يوث سكول تيم»، وهي مؤسسة محلية لتقويم ومساعدة الشباب، وتقول المؤسسة أن العائلة رفضت التعاون، وفشلت محاولاتها للمساعدة، لافتة إلى أن والديها لم يرضيا عن أدائها المدرسي، حيث قاما بنقلها إلى مدرسة ثانوية أخرى في سوانزي في نهاية عام 2011، وفي هذه المدرسة تعرضت «الجفيري»، وهي السابعة من تسعة أطفال يعيشون في ظل تربية محافظة، لضغوط لتحصل على درجات عالية، وذلك بحسب زميلاتها.

من جانبها، قالت «شاهين تاج»، مديرة مؤسسة «حنة»، التي تقدم مساعدة للنساء والأطفال المسلمين، إنها تلقت اتصالا من ثلاثة مهنيين يطلبون النصيحة قبل مغادرة «الجفيري» البلاد، وأضافت أن «المكالمة الأولى التي تلقتها كانت في عام 2011 من مسؤول تعليمي، والاتصالان الأخيران كانا من الشرطة، بما في ذلك مكالمة في كانون الثاني/ يناير 2012، وقلت لهم إن عليهم الاستناد إلى أمر الحماية بسبب الزواج القسري، وقالوا لي إن القضية لا تتطابق قانونيا، فقلت لهم هذه نكتة نظرا لوجود معلومات في المدرسة تتحدث عن مظاهر القلق، وتعود إلى سنوات»، حيث يُعد أمر الحماية من الزواج القسري أمرا مدنيا ويمكنه حماية الشخص من ترحيله للخارج.

أما نائب منطقة سوانزي، «جيرينت ديفيز» فقد أبدى أسفة على عدم مساعدة الفتاة السعودية، قائلًا: «لقد تخلينا عن أمينة التي نقلت من بريطانيا ضد رغبتها، رغم الإبلاغ عن المخاطر التي كانت تواجهها فتاة ضعيفة عمرها 16 عاما اعتقدت أنها لو قرعت الجرس فإنها ستتلقى الحماية، لكنها لم تحصل عليها»، وأضاف: «حان الوقت للتعلم من الأخطاء من أجل الآخرين، ومن أجل متابعة سلامة وصحة أمينة، خاصة أنها وللأسف لا تزال تتعرض للخطر».

ونقلت «الغارديان» عن محامية «الجفري»، «آن ماري هاتشنسون»، قولها إنها سافرت إلى جدة لمقابلة موكلتها، التي قالت إنها ترغب بالتنازل عن القضية ضد والدها، وأضافت أن والدها تعهد بألا يمنعها من مواصلة عملها أو تعليمها، وألا يمنعها من مغادرة السعودية إن رغبت، مشيرا إلى أن قاضيا في المحكمة استجاب هذا الشهر لرغبة «الجفيري» بالتنازل عن القضية، وقال القاضي «هولمان» إنه «بالتأكيد سعيد بأن هذه القضية الحزينة والخلافية في السابق حلت تلقائيا بهذه الطريقة».

مديرة منظمة المرأة الإيرانية الكردية «ديانا نامي»، تشير بدورها إلى إنها تخشى من سيطرة عائلة «أمينة» عليها، وتضيف: «من الشائع قول العائلة كل ما يراد منها عندما تكون تحت التدقيق ليتلاشى التركيز عليها، ثم تبدأ من جديد بالسيطرة على الفتيات باسم حماية ما يطلق عليه الشرف»، وطالبت بتوفير الحماية القانونية للفتيات اللاتي أجبرن على المغادرة ضد رغبتهن.

وتختم الصحيفة الإنجليزية تقريرها بالإشارة إلى قول متحدث باسم سلطة تعليم سوانزي، إن «حماية الأطفال هي أولوية للمجلس المحلي، وفي هذه الحالة تحرك المجلس في القضايا التي جاءت إليه من المدارس كلها، وعندما اتصلت المدرسة بالسلطات المحلية بشأن مظاهر القلق في نيسان/ أبريل 2012، فإنه تم التحرك بسرعة».

  كلمات مفتاحية

مرأة فتاة حرية حقوق وحريات السعودية ويلز بريطانيا إجبار سفر جدة إسلام قضية