«ترامب» يستقبل «آية حجازي» في البيت الأبيض بعد الإفراج عنها

الجمعة 21 أبريل 2017 06:04 ص

استقبل الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في البيت الأبيض، اليوم الجمعة، «آية حجازي»، وهي مصرية أمريكية أنشأت مؤسسة خيرية، وأفرجت السلطات المصرية عنها بعد أن سعى «ترامب» لذلك عندما التقى بالرئيس المصري هذا الشهر.

وبذل «ترامب» ومساعدوه جهودا دبلوماسية خلف الكواليس للإفراج عنها بعد فشل محاولات دامت لنحو 3 سنوات من إدارة الرئيس السابق «باراك أوباما»، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وتم الإفراج عن «آية»، الثلاثاء الماضي، بعد حبسها احتياطيا لنحو ثلاث سنوات بتهم شملت «الاتجار في البشر»، ومثلت قضيتها، حسب الإعلام الأمريكي، «الوجه العالمي للقمع الوحشي الذي تمارسه مصر بحق المجتمع المدني».

ورافقت «دينا باول»، نائبة مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية، ذات الأصل المصري، «آية» وزوجها «محمد حسنين»، وأعضاء آخرين من أسرتها إلى الولايات المتحدة على متن طائرة عسكرية تابعة للحكومة الأمريكية أُرسلت خصيصًا لهم ليل الخميس/الجمعة.

وقال مساعدون إن «ترامب» طلب بنفسه من الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» في حديث خاص المساعدة في القضية حين زار الأخير البيت الأبيض في الثالث من أبريل/نيسان الجاري. ولم يذكر «ترامب» القضية علنا حين التقى «السيسي».

وحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن «جاريد كوشنر» مستشار «ترامب» وزوج ابنته «إيفانكا»، كان أبرز رجال البيت الأبيض الذين اهتموا بقضية «آية»، وتابع مشكلتها.

ونفى مسؤول أمريكي بارز، في تصريح للصحيفة ذاتها، أن تكون الولايات المتحدة  وعدت بمقابل للإفراج عن «آية»، إلا أنه قال إن الإدارة الأمريكية حصلت على تأكيد من مستويات عليا في حكومة «السيسي» أن الرئاسة المصرية ستستخدم سلطتها لإعادة «آية» إلى وطنها، بغض النظر عن الحكم، مضيفًا أن الحكومة الأمريكية فوجئت بحكم البراءة بعدما أعطاها هذا الوعد الإيحاء بأن «السيسي» سيتدخل للإفراج عن «آية» بعد حكم  بالإدانة.

«ترامب»: سعداء لعودة «آية» إلى الوطن

وجلست «آية» (30 عاما) بجوار «ترامب» في المكتب البيضاوي في اجتماع ضم أيضا «إيفانكا»، و«كوشنر»، و«دينا باول».

وقال «ترامب»: «نحن سعداء جدا جدا لأن آية عادت للوطن، وإنه لشرف عظيم أن تكون هنا في المكتب البيضاوي مع شقيقها». ورفض الإجابة على أسئلة متعلقة بقضيتها. وكان «باسل» شقيق «آية» في صحبتها.

ومن جانبه، قال «باسل» في محادثة هاتفية من على متن الطائرة التي نقلته وشقيقته وأفراد من أسرته للولايات المتحدة: «لقد كانت هوجة من العواطف الأيام الماضية القليلة، فنحن نبكي من شدة الارتياح لأنهم خرجوا من السجن».

وأضاف: «نحن نشعر بالامتنان الشديد لأن الرئيس ترامب تعامل شخصياً مع القضية. فالعمل عن قُرب مع إدارة ترامب كان أمراً مُهما للغاية بالنسبة لأسرتي في هذا الوقت الحرج. فقد سمح لنا بلم شملنا كأسرة. نحن ممتنون للغاية».

والأحد الماضي، برأت محكمة في القاهرة «آية حجازي»، وهي مصرية تحمل الجنسية الأمريكية بالإضافة إلى سبعة آخرين من تهم «تأسيس جماعة إجرامية لأغراض الاتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي لأطفال وهتك عرضهم»، وهي التُهم التي اعتبرها مسؤولون أمريكيون وكثيرٌ من العاملين في مجال حقوق الإنسان «غير صحيحة».

كانت «آية»، التي تَرَبّت في مدينة «فولز تشيرش» بولاية فيرجينيا الأمريكية، وتخرَّجت من جامعة «جورج ميسن الواقعة» في نفس الولاية، أنشأت هي وزوجها مؤسسة «بلادي» في القاهرة؛ لتكون ملاذاً ومركزاً لإعادة تأهيل أطفال الشوارع.

وبعد القبض عليها مطلع مايو/أيار 2014،  اُحتجزت 33 شهرا بالمخالفة للقانون المصري، الذي ينص على أن أقصى مدة للحبس الاحتياطي هي 24 شهرا.

وقال مساعدون لـ«ترامب» إن مسؤولين أمريكيين أثاروا قضية «آية» مع المصريين بعد توليه منصبه مباشرة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.

ولدى الإلحاح على سؤال بشأن كيفية نجاح «ترامب» في الإفراج عنها بعد إخفاق «أوباما»، قال المتحدث باسم البيت الأبيض «شون سبايسر» إنه سيترك الأمر للآخرين «لمعرفة الفرق في الاستراتيجيات وإدراك لماذا نجح الرئيس»، ولم ينجح «أوباما».

ضغوطات «أوباما» بلا نتيجة

كانت إدارة« أوباما» قد مارست الضغوطات على حكومة «السيسي» لإطلاق سراح «آية»، لكن دون جدوى.

ففي سبتمبر/أيلول 2016، دعا البيت الأبيض الحكومة المصرية إلى إسقاط جميع التهم المنسوبة لـ«آية»، وإطلاق سراحها.

رد الفعل المصري جاء على لسان «أحمد أبو زيد»، المتحدث باسم الخارجية المصرية، الذي استنكر «إصرار بعض الدوائر الرسمية الأمريكية على الاستهانة بمبدأ سيادة القانون والتعامل معه بانتقائية لدرجة المطالبة الصريحة بالإفراج عن إحدى المتهمات في قضية جنائية لأنها تحمل الجنسية الأمريكية والمطالبة بإسقاط التهم الموجهة إليها».

يأتي هذا الرد على خلفية توتر في العلاقات بين إدارة «أوباما» و«السيسي»؛ حيث رفض الأول استقبال الثاني في البيت الأبيض طوال فترة حكمه جرّاء اتهامه بانتهاك حقوق الإنسان.

وكان القمع الذي يمارسه «السيسي» ما بعد الانقلاب حاداً ضد منظمات المجتمع المدني على نحوٍ خاص، وتحديداً المنظمات التي تتلقى أموالاً من الخارج.

«الدبلوماسية المتحفِّظة»

وقال المسؤول البارز بإدارة «ترامب»، لـ«واشنطن بوست»، إن الاتفاق بإطلاق سراح «آية» جاء نتيجة «الدبلوماسية المتحفِّظة» التي يتبعها «ترامب»، ويُقصد بها جهود الرئيس الأمريكي لتنمية علاقات وديَّة مع رؤساء من أمثال «السيسي» والرئيس الصيني «شي جين بينغ»، وتتضمَّن هذه السياسة جزئياً تجنُّب الإدلاء بتصريحات تتعلَّق بحقوق الإنسان قد تتسبَّب في إقصاء الحكومات الأجنبية.

من جانبه، اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، «بوب كوركر» (وهو جمهوري يمثل ولاية تينيسي)، أنَّ «ترامب» «عالج الأمر (قضية آية) كما يجب أن تُعالج مثل هذه الأمور».

وأضاف في مقابلة صحفية أمس الخميس: «أحياناً ما قد تثير الولايات المتحدة بعض القضايا، وتفعل ذلك بشكل علني وبطرقٍ يراها الناس مهينة ويُستبعَد أنّ تؤدي إلى النتائج التي نريدها، بينما يمكن أن يجري العمل على الأمر في صمتٍ ومع إبقائه أولوية بالنسبة لنا، لكن باتباع طريقة لن تمثِّل إحراجاً علنياً للطرف الآخر، هذا ما اتبعناه في هذه القضية».

وقال «أنتوني بلينكين»، الذي عمل على قضية »آية» بصفته نائباً لوزير الخارجية الأمريكي: «كان يجب أن يكون هناك مقابل للمديح والدعم القوي الذي قدَّمه الرئيس للسيسي، حتى وإن كان يناقض ما نفَّذناه بشكلٍ ما، وقد يكون هذا (إطلاق سراح آية) هو المقابل. وهذا على الأقل تطوّر إيجابي قد يقدّم بعض الرضى لجميع الأطراف».

  كلمات مفتاحية

مصر أمريكا ترامب السيسي آية حجازي

«العفو الدولية» تدعو لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بمصر