بعد 92 عاما.. الأحوازيون يتطلعون لاستقلال بلادهم من الاحتلال الإيراني

السبت 22 أبريل 2017 06:04 ص

رغم مرور 92 عاما على احتلال إقليم الأحواز العربي من قبل النظام الفارسي الإيراني، وما صاحبه هذا الاحتلال الألم والمعاناة والاحتلال، مازال الأحوازيون العرب يتطلعون إلى استقلال بلدهم من هيمنة الاحتلال الإيراني.

وقال عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز «محمد حطاب الأحوازي» بهذه المناسبة، إن الأحوازيين قادرون على إيقاف المشروع الفارسي إذا ما توفر الدعم اللازم والمطلوب لهم، بحسب ما نقلت صحيفة الرياض السعودية.

وأضاف «محمد حطاب» أن الرأي العام العربي أصبح أكثر من السابق مهيئاً لدعم أي تحرك عربي سياسي ينتهي بالاعتراف بالقضية الأحوازية، بعد انكشاف الوجه الحقيقي لإيران ودورها المخرب والمهدد للأمن والاستقرار في الدول العربية».

وأشار «حطاب» إلى أن الأحوازيين في هذا العام يعتزمون إقامة مظاهرة عارمة أمام السفارة الإيرانية في برلين تنديداً باستمرار احتلال بلدهم، فضلاً عن مخاطبة الرأي العام الغربي بضرورة ممارسة دوره الأخلاقي والإنساني اتجاه هذه القضية العادلة.

وقال أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية «صلاح علي أبو شريف الأحوازي» إن الحكومات الإيرانية المتعاقبة المحتلة تعمدت منذ أن بدأت احتلالها عام 1925 للأحواز وحتى يومنا هذا على اتخاذ سياسيات عنصرية عدوانية بقوة السلاح والإعدامات والقمع والقهر وسياسة التمييز العنصري ولم تبقَ وسيلة إلا وجربتها لفرض سياسة أمر الواقع على هذا الشعب الأعزل».

وأضاف «أبو شريف» «تعتبر دولة الأحواز العربية أحد أغنى الأراضي بالنفط والغاز الطبيعي والمياه الصالحة والأراضي الخصبة وتستخرج إيران سنوياً ما يقارب الخمسة ملايين برميل نفط من أكثر من ثلاثة آلاف بئر نفطي في اليابسة ومياه الخليج العربي، وهذا يشكل أكثر من 80% من الدخل الإيراني، ناهيك عن الغاز السائل الذي يصدر لكل المدن الإيرانية ولخارج ما تعرف بإيران، ورغم كل هذه الثروات الطبيعية إلا أن أبناء شعبي يحرقون أنفسهم وينتحرون أمام أبواب الشركات الكبرى بسبب البطالة والحرمان والفقر في الوقت التي تجلب الدولة الإيرانية الآلاف من المستوطنين للأراضي الأحوازية سنوياً وتبني لهم المساكن بعد أن تصادر الأراضي العربية المملوكة من السكان الأصليين.

وتابع «أبو شريف»«أن شعبنا طيلة اثنين وتسعين عاماً قاوم كل هذه السياسات العدوانية ولم يستسلم ولم يقبل بسياسة الأرض الواقع الذي أرادت الدولة الإيرانية فرضها، بل رفضها عبر العديد من الثورات الشعبية والانتفاضات السلمية المستمرة ومقاومته المسلحة حتى يومنا هذا، عبر قوافل الشهداء وآلاف الأسرى الذين يقبعون في زنزانات الاحتلال الإيراني عن مطالبه الإنسانية المشروعة وعلى رأسها حقه في تقرير المصير وتأسيس الدولة الأحوازية العربية المستقلة أسوة بكافة الشعوب الحرة والمستقلة وفق القوانين والأعراف الدولية».

واختتم «أبو شريف» قائلاً: «نؤكد أن شعبنا مستمر بالتضحيات والمقاومة بكل أنواعها المشروعة دفاعاً عن هوية وعروبة الأحواز ودفاعاً عن البوابة الشرقية للوطن العربي حتى يحقق مطالبه المشروعة دولياً والقانونية حتى ينال مطالبه في الحرية والاستقلال، وأنهم يرونها بعيدة ونراها قريبة بإذن الله».

وقال الناشط الحقوقي «علي قاطع الأحوازي»«إن سلطات النظام الملالي شرعت إلى اتخاذ أساليب التعامل العسكري والأمني مع الأحواز وكل مكوناتها منذ الساعات الأولى لاحتلالها في 20 أبريل (نيسان)، كان ومازال نتاج لعقلية المحتل الغازي التي تتصف دائماً بالنهب والتدمير وفرض السيطرة بالنار والحديد، هذا ما فعلته لإيران مع الأحواز أرضاً وشعباً، إنها بدأت بتطبيق سياساتها الاستعمارية منذ البداية وفي فترة الاحتلال التي اقتربت الآن إلى قرن من الزمن، نرى وبوضوح كيف نهبت الأرض والثروات الغازية والنفطية والمعادن الثمينة الأخرى، وكذلك حرفت مجاري الأنهر وسرقت المياه وتسببت بتجفيف الأنهر والأهوار».

وأضاف أن إيران سلبت كل مقدرات الشعب العربي الأحوازي وانتهجت سياسة تفقير هذا الشعب المقاوم ومن جانب آخر جلبت أعدادا كبيرة من مواطنيها من المدن الفارسية وأسكنتهم في المناطق العربية وهيأت لهم العمل والإمكانيات الرفاهية وقدمت لهم جميع الإغراءات لتحتفظ بهم وتزيدهم من أجل تغيير النسبة السكانية في الأحواز وجعل العرب فيها أقلية.

ومن جانبه، قال الأمين العام السابق للجبهة العربية لتحرير الأحواز السابق «محمود الكعبي»«نتذكر هذا اليوم الأسود المأساوي وهو تاريخ احتلال دولة الأحواز العربية المحتلة من قبل الفرس، وهو أبشع وأقصى احتلال غاشم ضد مكون يمثل تاريخ وجغرافيا وهوية، وعلى غفلة من الزمن استطاع النظام الفارسي أن يحتل هذه المدينة العربية بالقوة وينكل ويهجر ويعتقل أهلها بقوة السلاح فمنهم من قتل ومنهم من هاجر ومنهم من اعتقل ومنهم مازال يقاوم هذا احتلال إيران الغاشم الذى أحرق الأخضر واليابس».

وأضاف «وبهذه المناسبة نحيي شعبنا العربي البطل الذى مازال يقوم هذا الاحتلال، ونتمنى من الدول العربية أن تقف معنا وتنصفنا، وأعتقد أن الظروف الآن مهيأة للدول الخليجية والعربية للمطالبة بتحرير واستقلال هذه المدينة العربية أكثر من أي وقت مضى».

و«الأحواز» هو إقليم يقع في شمال غرب إيران، ويقطنه أغلبية عربية، (حوالي 12 مليون عربي وفقًا للتقديرات)، يواجهون صعوبات في الحياة والتعليم ويتهمون النظام الإيراني بممارسة الاضطهاد والتطهير العرقي بحقهم.

يشار إلى السبب الأقوى لاحتلال إيران لإقليم الأحواز، هو غناه بالموارد الطبيعية من النفط والغاز؛ إذ يضم حوالى ‏85‏% من النفط والغاز الإيراني‏، بالاضافة إلى خصوبة أراضيه التي يصب فيها نهر كارون (35% من المياه في إيران)، وهي المنتج الرئيس لمحاصيل مثل السكر والذرة، وتساهم الموارد المتوافرة في الأحواز بحوالى نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وفقاً لـ«معهد العربية للدراسات والتدريب».

وتتهم إيران بعض دول الخليج بدعم الأحوازيين لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، وتصف إيران هذه الأحزاب بأنها جماعات وتيارات انفصالية تريد تقسيم إيران على أساس قومي، وتم إعدام العديد من كوادر هذه الحركات وقادتها في كردستان والأحواز وبلوشستان؛ بسبب نشاطهم السياسي، ومشاركتهم في عمليات عسكرية تستهدف مؤسسات النظام في هذه الأقاليم.

وكانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية المعنية برصد حالات الإعدام أصدرت تقريرها السنوي التاسع حول حالات الإعدام في إيران لعام 2016 في وقت سابق من هذا الأسبوع، وحمل التقرير «محكمة الثورة» الإيرانية تنفيذ غالبية أحكام الإعدام البالغ عددها على الأقل 530.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران الأحواز