داخل إحدى مستشفيات العاصمة الإسبانية «مدريد» جلس طفلاً لم يتجاوز عمره الثانية عشر مع والده، ينتظر نتيجة التحاليل الطبية الخاصة به، والتي جاءت صادمة بعدما أخبره الطبيب أنه مصاب بمرض «السكري» وحلمه في أن يصبح لاعب كرة قدم قد انتهى، لتسود الحياة في وجهه لبعض الوقت ولكنه لم ييأس وتمسك بحلمه.. إنه «ناتشو فيرنانديز» الذي بات أحد العناصر الأساسية في تشكيلة أكبر فريق كرة قدم في العالم «ريال مدريد» الإسباني.

ويقول «ناتشو» البالغ من العمر 27 عاماً، عن ذلك: «كنت قد لعبت بالفعل لمدة عامين مع ريال مدريد، وكان وقتا صعبا، أتذكر عندما ذهبت إلى المستشفى، وكان الطبيب الذي قام بتشخيص حالتي، ليس هو الشخص الذي كان يجب أن يفعل ذلك، قال لي أنني لا يمكن أن أستمر في لعب كرة القدم».

ويتابع: «قررت اللجوء إلى طبيب أخر وهو الدكتور راميريز أتذكره جيداً، وذلك من أجل إعادة تشخيص حالتي، وهو من أعطاني الآمل من جديد، قال لي أن السكري مرض يمكن السيطرة عليه، و أن حلمي مع الكرة لم ينتهي، وأكد لي أن ممارستي لكرة القدم سوف يكون أمرًا مفيدًا لي، ما شجعني على الاستمرار في اللعب».

وأضاف: «أنا محظوظ باستمراري في لعب كرة القدم، بسبب السكري أنا في حاجة للنشاط البدني بشكل منتظم، ليس لدي أي قيود، أستطيع أكل كل شئ، علي الحذر فقط من بعض الأطعمة، أنا أسيطر عليه بشكل جيد، السكري يجعلك شخص أكثر مسؤولية».

والآن وبعد مرور أكثر من 15 عاماً يستعد «ناتشو» لقيادة دفاع «ريال مدريد» أمام الغريم التقليدي «برشلونة»، مساء غد الأحد، في «كلاسيكو الأرض» ببطولة الدوري الإسباني الدرجة الأولى «الليغا» ضمن الجولة الـ33، بعدما بات أحد أكثر اللاعبين مشاركة في تشكيل فريق المدرب الفرنسي «زين الدين زيدان».

وشارك «ناتشو» بالموسم الجاري «2016/ 2017» في 33 مباراة بمختلف البطولات المحلية والقارية، أحرز خلالهم هدفين وصنع لزملائه 3 أهداف، وحصل على 5 بطاقات صفراء «إنذار».

ويعود الفضل في تصعيد «ناتشو» إلى الفريق الأول بنادي «ريال مدريد» موسم «2010/ 2011» إلى مدربه البرتغالي السابق «جوزية مورينيو» عندما كان يبلغ من العمر 21 عامًا، في مبارتين، كانت الأولى أمام «فالنسيا»، بينما كانت الثانية أمام «ريـال سرقسطة»، ومنذ ذلك الوقت فرض «ناتشو» نفسه على تشكيل «عملاق الكرة الأوروبية» حيث خاض بقميص «المرينغي» حتى الآن 132 مباراة أحرز خلالهم 5 أهداف وصنع 4 آخرين.